محليات

الجيش اللبناني يعرض إنجازاته جنوب الليطاني: لنا السيطرة ومهمتنا تتقدم

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لو كنا نمرّ بمرحلة عادية، لكانت الجولة التي نظمتها قيادة الجيش للإعلاميين في منطقة جنوب الليطاني عادية أيضاً. لكن بما أن لبنان يمرّ بمرحلة دقيقة وسط تهديدات أمنية جديّة بتصعيد اسرائيلي محتملٍ مترافقٍ مع حملة تشويش على عمل الجيش، فإن الجولة تكتسب أهميّة فائقة.

بعبارة "ثقوا بنا" اختتم قائد قطاع جنوب الليطاني نقولا تابت كلمته التي سبقت العرض الذي أجراه ضباط من القطاع حول ما حققه الجيش منذ وقف إطلاق النار حتى اليوم. فالجيش بحسب تابت يعمل وفقاً لتقديراته بما يخدم المصلحة الوطنية، والمؤسسة العسكرية تحمل أمانة كبيرة لا يمكن التفريط بها.

من "درع الجنوب" إلى "درع الوطن"

أمام فرق إعلامية محليّة وأجنبية من مراسلين ومصورين عرض الجيش ولأول مرة أرقاماً لم يسبق أن تمّ نشرها في الإعلام. كان الجيش عازماً على بلورة كل المراحل التي رافقت إعادة انتشاره حتى ما قبل البدء بتنفيذ خطة حصر السلاح التي كلّفه بها مجلس الوزراء.

قسّم الجيش عملياته إلى مرحلتين: الأولى هي "درع الجنوب" أي مهمة الإنتشار في قطاع جنوب الليطاني التي بدأت منذ بدء سريان الهدنة مع توسّع باتجاه القرى الأمامية منذ 17 شباط الماضي، حيث بلغت قيمة المضبوطات 217.994 سلاحاً وذخيرة. أما المرحلة الثانية فهي "درع الوطن" أي مهمة حصر السلاح التي كلفه بها مجلس الوزراء حيث يبلغ عدد المضبوطات فيها حتى اليوم 12.602 سلاح وذخيرة. بهذه التجزئة آثر الجيش أنه باشر فوراً ببسط سلطته على كامل الحدود فور عودته إلى قواعده مع دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ وانسحاب الإحتلال.

خلال العرض أكد الجيش أنه بلغ المرحلة الثالثة من "درع الجنوب" والتي بلغ عدد المهمات فيها حتى اليوم 30 الف و 11 بالرغم من التحديات بين خروقات ودمار للقرى أي غياب للبنى التتية واعادة الانتشار والسيطرة على مجرى النهر هذا إضافة إلى الجهد الهندسي.

انجازات الجيش مقابل الخروقات الاسرائيلية

حتى اليوم أقفل الجيش 11 معبراً على مجرى نهر الليطاني وعالج 177 نفقاً و566 راجمة صواريخ مع التأكيد على نصب كمائن لكل من يحاول العبث بالأمن في المنطقة. بحسب العميد تابت يتعاطى الجيش مع الأسلحة المصادرة بأكثر من طريقة، إما توضع في مخازن آمنة إّذا كانت صالحة للنقل لتدميرها لاحقاً أو تفجّر في مكانها إذا كان لمسها يشكّل خطراً أو يستفيد الجيش منها إّذا كانت صالحة، ما يدحض كلّ ما يقال عن أن الأسلحة المصادرة ممنوعة على الجيش.

ينتشر الجيش اليوم في 200 مركز على طول الحدود فيما تسعة من مراكزه هي في نقاط واقعة تحت الإحتلال الإسرائيلي، هذا في وقت تم تثبيت 29 حاجزاً ووضعت أربعة حواجز مؤقتة، كما يتم تسيير 17 دورية مراقبة راجلة ومحمولة يومياً. يقول الجيش إنه قسم عملياته جنوبي النهر إلى مرحلتين فرعتين ضمن تقسيم جغرافي حدّده على الخرائط وفقاً للأولويات والإمكانات، بحيث مسح 80% من المرحلة الأولى و 34% من المرحلة الثانية.

في مقابل ما يقوم به الجيش يواصل الاحتلال الاسرائيل انتهاكاته اليومية بحيث بلغت 5198 خرقاً منذ 27 تشرين حتى اليوم تتوزع بين جرف وخرق جوي وبحري وتفجير وحركة آليات وأعمال هندسية داخل الأراضي اللبنانية واعتقال لبنانيين. على سبيل المثال، بلغ عدد التفجيرات منذ إعادة انتشار الجيش في شباط الماضي حتى اليوم 98 عملية، على غرار ما حصل في حولا وعيترون، فيما يواصل الاحتلال خروقاته للشريط الحدودي في النقاط 13 المتنازع على ترسيمها وفي 17 نقطة عند الخط الأزرق إضافة إلى التلال الخمس والمنطقتين العازلتين في الضهيرة والعديسة، فضلاً عن الجدار الذي قام ببنائه في يارون وفي رميش متخطياً خط الهدنة بمساحة تقارب الـ 2000 متر مربع. واقع وثقّه الجيش اللبناني للإعلاميين في جولة عند خراج علما الشعب تظهر بشكل واضح تمدّد الإحتلال في محيط تلة اللبونة.

تنسيق بين الجيش واليونيفل

خلال الشرح الذي قام به الجيش أمام الإعلاميين، عرض مشاهد وثقها بعد الكشف على مبان في كفردونين وطيردبا وعيتا الجبل استهدفها الإحتلال الاإسرائيلي زاعماً أنها بنى تحتية لحزب الله. مشاهد الجيش وكلام ضباطه يؤكدان أن المباني كانت خالية من الأسلحة وأنها مبان مدنيية. وهنا شرح قائد القطاع أن المباني التي استهدفت في كفردونين لم تكن محدّدة مسيقاً من قبل الميكانيزم لكن الجيش وبعد تبلّغه بالإنذار الذي إطلقه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أبلغ الميكانيزم أنه مستعدّ للتوجه إلى المكان والكشف عليه. لكن من رفض هو الإسرائيلي الذي أصرّ على توجيه الضربة إلى المنازل.

بالرغم من كلّ هذه التحديات يحدّد الجيش أولوياته وهي خلق بيئة آمنة بعد الحرب، القيام بمهمات هندسية، مصادرة أسلحة وذخائر، تفكيك أنظمة الأسلحة والراجمات وتفكيك العبوات. هذا مع تأكيده بأنه لم يصطدم بأي عرقلة أو اعتراض من قبل أبناء المنطقة أثناء قيامه بمهامه.

معقل حزب الله تحت سيطرة الجيش

في عودة إلى شريط الحرب، كان لافتاً إصرار الجيش الاسرائيلي على استهداف الوديان والغطاء الحرجي الذي كانت يشكل بدوره غطاء لصواريخ ومدفعية حزب الله. أحد هذه المتاريس كانت في وادي زبقين في القطاع الغربي الذي كان يشكّل معقلاً أساسياً لحزب الله.

في ذلك الوادي أكثر من مئة نفق عثر عليها الجيش اللبناني وعالجها مع الإشارة إلى تنوّع استخدامها. بعضها كان يستخدم لتخزين الأسلحة وبعضها الآخر للقيادة والإتصال وأخرى لإطلاق الصواريخ ومنها ما كان بمثابة مستشفى ميداني لمقاتلي الحزب.

واحدة من هذه الأنفاق كانت الوجهة الثالثة ضمن الجولة الإعلامية في وادي زبقين، ضمن نفق واقع في عمق الجبل بني بطريقة معقّدة وجهّز بكل ما يسمح للمقاتلين بالصمود في تلك البيئة الوعرة والصعبة. النفق الذي يمتدّ على حوالى المئة متر جهّز بالتهوئة والطعام والمياه والإسعافات الأولية، وعلى ما يبدو أنه كان يشكّل من جهة مقرّاً للتنسيق والقيادة ومن جهة أخرى مكاناً لمعالجة مصابي الحرب الذين يتعذّر نقلهم إلى المستشفيات تحت وطأة نيران المدفعية والغارات الإسرائيلية. في ذاك المكان لا آثار للسلاح مع الإشارة إلى أن الجيش اللبناني نقل كميات كبيرة من الأسلحة من داخل الأنفاق التي سيطر عليها منذ بدء عملية حصر السلاح.

هو إذاً تأكيد جديد من قبل الجيش أن المنطقة باتت تحت سيطرته وسلطته، وأنه بالرغم كل حملات التشويه والتشويش ماضٍ في القيام بمهامه، لأن أمن لبنان واستقراره هما مسؤولية أخذها على عاتقه منذ قيام عقيدته وليس إملاءً من أي جهة.

المدن- لارا الهاشم

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا