رسالة إصرار من الجبل... رسامني لأبي المنى: الطرقات أولوية في الوزارة

رعى شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز، الشيخ سامي أبي المنى، لقاءً واستقبالًا لوزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني في مقام النبي أيوب في بلدة نيحا الشوف، ضمن جولة قام بها الأخير على عدد من "الخلوات" الدينية في قضاءي المتن والشوف، بدعوة من لجنة وقف المقام. وحضر اللقاء رئيس بلدية نيحا غسان فرحات ومخاتير، والشيخان أبو زين الدين حسن غنّام وأبو فايز أمين مكارم، إضافة إلى شخصيات روحية واجتماعية وأهلية، من بينهم مفوّض الحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار زياد نصر وعضو المجلس فراس بو ذياب، والقيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور ناصر زيدان، وأعضاء من المجلس المذهبي ومن مديريتي مشيخة العقل والمجلس، ومشايخ من البلدة والمنطقة.

ورحّب شيخ العقل بالحضور، مؤكّدًا أنّ زيارة الوزير الرسامني مباركة، ومشيرًا إلى تلبيته طلب تعبيد الطرقات والساحات في جوار المقامات والخلوات بناءً على مطالب القيادات السياسية والبلديات. وقال إن الجبل بحاجة إلى عناية لما يحمله من قيمة تاريخية وتراثية، ولأنه "قلب لبنان وصمّام أمانه ونموذج العيش المشترك".

وأضاف أنّ جولة الوزير من المتن إلى الشوف تعكس تقدير الأهالي ووفاءهم، وأنّ التعاون واجب لخدمة المجتمع، وأنّ نجاح الدولة يرتبط بجهود المخلصين. وحيّا الوزير رسامني ووزير البيئة نزار هاني، مشيرًا إلى الصورة الإيجابية التي قدّماها عن الجبل. كما تحدّث عن أهمية الرعاية الدينية والاجتماعية والاقتصادية داخل الطائفة، موضحًا أنّ مشيخة العقل انطلقت بثلاث مهمّات: الثقافة التوحيدية، الرعاية الأسرية، والتنمية الاقتصادية، بما يتطلّب رؤية واضحة وتعاونًا منظّمًا للحفاظ على الهوية الروحية والتماسك الاجتماعي واستثمار الأوقاف.

وختم بشكر الوزير على ما قدّمه وعلى ما يُنتظر منه تقديمه، متمنيًا له التوفيق.

وألقى الوزير رسامني كلمة عبّر فيها عن امتنانه للحضور، وشكر شيخ العقل على الاستضافة، قائلًا إن مقام النبي أيوب يعلّم الصبر الذي يحتاجه العاملون في الدولة وسط الظروف الصعبة. وأضاف: "بعد جولة اليوم، أعدكم بإصرار أكبر ممزوج بالإيمان للعمل في كل المناطق، فبعضها نال جزءًا من حقّه وبعضها ما زال بحاجة إلى الكثير". وأكد أن كل المراكز الدينية التي اطّلع على حاجاتها ستنال الاهتمام اللازم، معتبرًا ذلك واجبًا على الوزارة.

وأشار إلى أنّ الطرقات تحتل أولوية في عمل الوزارة، وأنّ الدعم الذي يلقاه يشكل حافزًا إضافيًا للاستمرار. ووجّه الشكر لكل من يساعد الوزارة، طالبًا الدعاء للتوفيق في العمل "لأجل الإصلاح والمواطنين المخلصين لبلدهم". وأكد أنّ التعاون قائم مع وزير البيئة نزار هاني وسائر الوزراء "من أجل البلد الذي يستحق الراحة وإزالة العقبات".

وختم بتأكيد عزمه على تكرار الزيارات الدورية للمقامات والخلوات، لما تحمله من قيمة روحية، وبأنه سيبقى يمثل الأهالي "بأفضل صورة" ويؤدي واجبه في الحكومة.

ثم تسلّم الوزير رسامني لوحة تقديرية تخليدًا للزيارة من رئيس البلدية ووكيل المقام الشيخ كهيل ذبيان.

وكان الرسامني قد استهل جولته في الجبل بزيارة الشيخ الجليل أبو صالح محمد العنداري في خلوة بعلشميه بحضور شيخ العقل، ثم الشيخ الجليل أبو فايز أمين مكارم في خلوة رأس المتن، فخلوات الزنبقية وجرنايا والقطالب في الشوف، وصولًا إلى مقام النبي أيوب في نيحا.

وشكر الرسامني المشايخ على استقبالهم، مؤكدًا ضرورة زيارة المقامات الدينية واستشارة المشايخ في هذه المرحلة الصعبة، قائلاً إن لبنان وشعبه يستحقان الأفضل وإن هذه الزيارات ستبقى من الأولويات. وبعد الاطلاع على أعمال الوزارة واحتياجات البلديات، شدّد على متابعة العمل لتحسين الأوضاع وتأهيل الطرقات والبنى التحتية، خصوصًا في المناطق التي حُرمت عبر السنوات، التزامًا بإنصاف كامل لكل المناطق اللبنانية.