إنفانتينو... منحه الجنسية يفرّق اللبنانيين ودعم كرة القدم يجمعهم!

ليست المرة الاولى التي يزور فيها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو (صهر لبنان المتزوج من لينا الاشقر)، بيروت، لكن زيارته الاخيرة منذ ايام اثارت الكثير من الضجة، بعد قرار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منحه الجنسية اللبنانية تقديرا للدور الذي يؤديه على مستوى تطوير اللعبة، ودعمه المستمر لكرة القدم اللبنانية، الامر الذي اثار انتقادات واسعة، خاصة بين نشطاء حقوق المرأة، حيث آلاف النساء اللبنانيات غير قادرات على منح الجنسية لأطفالهن.
واذ كان موضوع منح الجنسية حوله الكثير من الاعتبارات الطائفية والسياسية ويؤدي الى انقسامات في الرأي، فإن كرة القدم توحد اللبنانيين فهم من عشاقها.
وفي هذا الاطار اعلن إنفانتينو ان "ما يحتاج إليه لبنان هو ملعب كرة قدم من طراز حديث، ملعب يحتضن مباريات المنتخب الوطني تفتخر به الجماهير". وتابع: "نستكشف احتمالات بناء ملعب جديد في بيروت.. بسعة بين 20 و30 ألف متفرج. ملاعب اليوم ليست فقط لاستضافة مباريات كرة القدم بل هي رمز للبلاد ولبنان يحتاج لرمز للرياضة ولكرة القدم يظهر أنه راغب بالسير نحو المستقبل في بيئة حديثة للجيل الشاب".
فما هو واقع هذه الرياضة اليوم؟ وهل وعد إنفانتينو قابل للتنفيذ؟!
يصف مرجع رياضي لوكالة "اخبار اليوم" الوضع الحالي لكرة القدم في لبنان بـ"مزيج بين الأمل والكثير من التحديات، شارحا انه في السنوات الأخيرة، ظهر تحوّل مهم في منتخب لبنان لكرة القدم اعتماداً على "لاعبين مغتربين"، أي لاعبين لبنانيين تربّوا أو بدأوا مسيرتهم في دول غير لبنان، وهذا ما حسّن الأداء مقارنة بمراحل سابقة، لا سيما في مباريات دولية.
لكن يتابع المرجع: رغم ذلك، لا يمكن الكلام عن "جهاز متكامل" لتطوير المواهب الشابة، حيث الازمات المتراكمة لا سيما الاقتصادية منها، تنعكس سلبا على كافة الرياضات في لبنان، ما يؤدي الى ضعف البنية التحتية، غياب الصيانة للمنشآت، وقلة الدعم المالي، مبديا اسفه الى ان كثير من ملاعب كرة القدم في لبنان تعاني من "إهمال مزمن": أرضيات سيئة، عشب غير ملائم معظمه اصطناعي غير ملائم للسلامة والاداء خلال التدريب او المباريات.
وهنا يستطرد المرجع للتنويه الى ان بعض الملاعب حصلت سابقا على دعم من برامج دولية مثل FIFA Forward التي موّلت ترميم 4 ملاعب في لبنان : Safa Stadium وAl Ahed Stadium وSin El Fil Municipal Stadium وZgharta Sports Complex، وذلك بهدف دعم البطولات المحلية ومنح الشباب فرص اللعب.
وردا على سؤال، رأى المصدر ان لبنان اذ قرّر ان يعطي اهتماما حقيقيا لرياضة كرة القدم من خلال الدعم المادي لبناء وتطوير المواهب وصيانة الملاعب، فإن اللعبة قادرة على النهوض، وهنا ايضا يمكن استثمار دعم الفيفا. بمعنى آخر ان الدعم الذي تحدث عنه إنفانتينو لن يكون كافيا ما لم تتوفر الارادة والتخطيط لدى الدولة من اجل دعم هذه الرياضة.

على صعيد آخر، عند الكلام عن كرة القدم، لا بدّ من التوقف عند "عشق" هذه اللعبة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين لا سيما الشباب منهم، اذ ان كل "ماتش" يعتبر 90 دقيقة بلا سياسة، بلا هموم معيشيّة، بلا انقسام، بل مجرد شغف في متابعة الدوريات الأوروبية، المنتخبات العالمية، كأس العالم، ما يُشعر الشباب باندماج أكبر مع العالم.