"تفاهم مار مخايل" أمام منعطف تاريخي...!
مع الإعداد للجلسة الأخيرة لمجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تتحدّث مصادر نيابية واسعة الإطلاع، عن مناخات سياسية عنوانها الإنفتاح والحوار، قد بدأت تظهر مؤشراتها من خلال تراجع وتيرة التصعيد والحملات السياسية المباشرة بين غالبية القوى السياسية، إزاء الإستحقاق الرئاسي، وإن كان سقف الخطاب المعتمد من قبل رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، تجاه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ما زال مرتفعاً، ويتناوب نواب ومسؤولو "التيار"، كما جيشه الإلكتروني على التصعيد، على خلفية الجلسة الأخيرة لحكومة تصريف الأعمال ورئيسها. وتعتبر المصادر، أن تراجعاً ملحوظاً قد طرأ فجأة على الخطاب السياسي ل"التيار الوطني"، الذي انتقل من الهجوم إلى الدعوة للحوار بعدما أوصل رسالته الأساسية إلى "حزب الله" في الأيام التي تلت اجتماع الحكومة، وذلك، سياسياً من خلال مواقف تصعيدية غير مسبوقة، ورئاسياً من خلال التصويت في المجلس النيابي، الأمر الذي أدّى إلى تراجع عدد الأوراق البيضاء في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التاسعة، حيث انخفضت من 52 ورقة إلى 39 لتتساوى، وللمرة الأولى، مع عدد الأصوات التي حصل عليها النائب ميشال معوض.
لكن السؤال المطروح يتمحور، كما تكشف هذه المصادر النيابية، حول استمرار التحالفات السياسية التي تعرّضت للإهتزاز بسبب الإستحقاق الرئاسي، والمنافسة بين المرشحين من قبل الكتل النيابية، والردّ على هذا السؤال، ليس متوفراً أو ممكناً اليوم، وذلك، بانتظار الإتصالات التي ما زالت مستمرة، ولن تبدأ نتائجها بالظهور قبل الجلسة النيابية المقبلة وبلورة مسار التصويت. وفي هذا الإطار، تشير المصادر، إلى أن اللقاءات التي شهدتها الجلسة النيابية على هامش هذه الجلسة، هدفت إلى طيّ صفحة التباينات "العميقة" التي كادت أن تهدّد التحالف بين "التيار الوطني " والحزب، والذي يمرّ اليوم بلحظة مفصلية.
وبالتالي، فإن المسار التراجعي على هذه الصعيد، توضح المصادر، قد بدأ مع بدء البحث بالإستحقاق الرئاسي حيث تختلف الإتجاهات بينهما، نظراً لاختلاف الرؤية والأهداف، علماً أن ما من مقاربة جديدة على المستوى الرئاسي، فبقي الواقع على حاله وكانت المراوحة، ولكن المرحلة المقبلة، سوف تحمل تطورات قد تخلط الأوراق على أكثر من صعيد، وربما تدفع نحو خيارات سياسية ورئاسية، وقد يكون من بينها إعادة مراجعة تفاهم مار مخايل، الذي صمد على مدى 15 عاماً، ويتعرّض اليوم للإختبار.
وبرأي هذه المصادر، فإن التفاهم يمرّ بمنعطف تاريخي، إذ يتم التعاطي معه من منطلق ردّ الفعل من قبل "التيار الوطني الحر"، فيما يتعاطى معه "حزب الله" بهدوء وعقلانية ومرونة وتفادي أي توتر أو تصعيد، مع العلم، أن منسوب هذا التوتر بدأ يتراجع، على الأقلّ على مستوى وسائل التواصل الإجتماعي، وبالتالي، عدم اعتبار ما جرى بعد جلسة الحكومة الأخيرة وكأنه موجهاً ضد طائفة معيّنة، أو ضد موقع وصلاحيات رئيس الجمهورية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|