وزير الخارجية يجري سلسلة لقاءات مع المطران فضّول والسفير ماغوشي
أحمد الحريري في مؤتمر "فهم الصين 2025": الفرص تُلتقط بدولة تفكر وقيادة تُحسن قراءة التحولات الكبرى
لبى الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، دعوة "الحزب الشيوعي الصيني"، إلى المشاركة في أعمال مؤتمر "فهم الصين 2025"، الذي انعقد في مدينة غوانزوه، في اليومين الماضيين، تحت شعار: "خطة جديدة، تنمية جديدة، خيارات جديدة التحديث الصيني ورؤية جديدة للحوكمة العالمية"، وبمشاركة 800 شخصية دولية من سياسيين ومسؤولين حكوميين ورواد أعمال وباحثين.
وتوج أحمد الحريري مشاركته في المؤتمر كمتحدث رئيسي في ندوة "التنمية الوطنية والأمن وسط التغيّرات الكبرى في العالم: التحديات والفرص الجديدة".
وألقى كلمة استهلها بالتأكيد "أن العالم يعيش مرحلة غير مسبوقة من التحوّلات المتسارعة، حيث تتبدّل موازين القوى وتتشابك مفاهيم الأمن والتنمية بشكل يجعل الفصل بينهما أمراً مستحيلاً"، مشيراً إلى أن "الأمن الحديث لم يعد محصوراً بالحدود والسلاح، بل بات مرهوناً بقوة الاقتصاد، وتطور البنى التحتية، وتماسك المؤسسات، وقدرة المجتمع على الصمود".
وتوقف أحمد الحريري عند التجربة اللبنانية في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، "باعتبارها نموذجاً مبكراً للربط بين التنمية والأمن"، وقال :"لقد فهم الحريري باكراً أن ثبات المؤسسات ومحورية الاقتصاد واستعادة موقع لبنان في محيطه والعالم تشكّل درعاً أمنياً لا يقلّ أهمية عن أي عنصر آخر من عناصر القوة. ورغم ما واجهته تلك التجربة من تحديات وعراقيل، بقيت دليلاً على أن التنمية طريق للاستقرار، وأن الأمن لا يتحقق إلا حين يشعر المواطن أن دولة تحميه، وتؤمن له ظروف العيش الكريم".
وفي معرض حديثه عن التجربة الصينية، اعتبر الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أنها "تجسّد اليوم أحد أنجح النماذج في الجمع بين الأمن والتنمية، وأنها استطاعت خلال جيل واحد الانتقال من دولة نامية إلى قوة اقتصادية عالمية، عبر التخطيط الطويل المدى، وتطوير التكنولوجيا، ومحاربة الفقر، وإشراك القطاع الخاص في عملية النمو"، مستشهداً بـ" مبادرة "الحزام والطريق" التي أصبحت مثالاً على التحولات التي تشهدها طرق التجارة والطاقة في العالم".
وشدد على أن "التجربة الصينية أثبتت أن الإرادة السياسية، إذا اقترنت بالتخطيط العلمي والحوكمة الفعّالة، قادرة على تغيير مصير الأمم. فالصين لم تُحقق أمنها بزيادة الإنفاق العسكري فقط، بل عززته عبر الاقتصاد، ومحاربة الفقر، وتطوير التكنولوجيا، وتوسيع شراكاتها مع العالم. وهذا ما يجعل تجربتها ذات قيمة خاصة للدول الساعية إلى إعادة بناء منظومتها التنموية والأمنية في زمن التحولات".
وتوقّف أحمد الحريري عند التحديات التي تواجه الدول اليوم، من أزمات الطاقة والغذاء، إلى تغيّر المناخ، والحروب المفتوحة والهجينة، وتراجع فاعلية النظام الدولي، وخصوصاً تجاه "معاناة الشعوب المظلومة، وفي طليعتها الشعب الفلسطيني".
وتساءل :"كيف يمكننا حماية أمننا الوطني في بيئة دولية متقلّبة لا تعترف بالضعفاء؟ الجواب لا يمكن أن يكون عسكرياً وحده، ولا اقتصادياً وحده، بل في الجمع بين الاثنين ضمن رؤية وطنية قادرة على إعادة بناء الدولة وعلى صوغ سياسات خارجية متوازنة تستفيد من الفرص التي تتيحها القوى الصاعدة، وفي طليعتها الصين، من دون الوقوع في فخ المحاور أو التبعية".
وإذ اعتبر أن المرحلة الحالية هي "لحظة فرصة لا لحظة يأس"، لفت أحمد الحريري إلى ما يفتحه الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي من إمكانات أمام الدول الصغيرة، وإلى ما سيخلقه إعمار مناطق النزاع من دورات اقتصادية جديدة، وما يمكن أن تمنحه مشاريع البنى التحتية العابرة للحدود من أدوار متقدمة للشرق الأوسط، مشيراً إلى أن "هذه الفرص لا تُلتقط إلا بدولة تفكر، ومؤسسات تخطّط، وقيادة تُحسن قراءة التحولات الكبرى".
وختم بالتأكيد أن "التنمية هي السلاح الأنجع في مواجهة الفقر والتطرف والانقسام، وأن الأمن الحقيقي يُبنى بإعادة الثقة بالدولة، وتعزيز الاقتصاد القادر على حماية المجتمع، وصياغة رؤية تستوعب التحولات الكبرى، ولا خيار لدينا إلا إعادة بناء نموذج تنموي يعيد للدولة مكانتها، وإما البقاء على هامش التاريخ"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|