محليات

انطلاق عجلة المفاوضات بتعيين السفير كرم لا يلغي ستاتيكو الضربة العسكرية...هل تُستكمل تحت النار؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قبل انقضاء 24 ساعة على مغادرة البابا لاوون الرابع عشر لبنان بعد الزيارة المفصلية التي قام بها لمدة ثلاثة أيام، صدر عن رئيس الجمهورية جوزاف عون قرار يقضي بترؤس السفير السابق لدى الولايات المتحدة المحامي سيمون كرم الوفد اللبناني إلى اجتماعات "اللجنة التقنية العسكرية للبنان" (الميكانيزم) وذلك بعد التنسيق والتشاور مع رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام". التعيين حصل "بعد الاطلاع من قبل الجانب الأميركي على موافقة الطرف الاسرائيلي الذي ضمّ بدوره عضواً غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة المذكورة. وما هي إلا دقائق على صدور القرار حتى بدأ التداول بخبر مشاركة كرم في اجتماع اللجنة المقرّر اليوم الأربعاء 3 كانون الأول في الناقورة .

الخطوة في عنوانها العريض إيجابية وإن لم يرد في القرار أي تفاصيل، ولو على الهامش عن الصلاحيات المعطاة للسفير كرم وعن مصلحة لبنان.

والنقطة الثانية التي استحقت التوقف عندها هي موقف الثنائي أي أمل وحزب الله من تعيين السفير كرم على رغم اعتراض مناصري الحزب على مواقفه الأخيرة التي أعلن عنها في تموز الماضي خلال ندوة في جامعة القديس يوسف عُقدت إحياءً لذكرى المفكر والكاتب الوطني حبيب صادق، حيث شارك بمداخلة تناول فيها تداعيات "حرب الإسناد" على لبنان، قائلاً "إن شروط إنهاء الحرب جاءت أفدح من اندلاعها. وما يزيد الأمور بشاعة أن الذين أذعنوا لوقف إطلاق نار من طرف واحد مع إسرائيل، يطلقون ناراً سياسية وأمنية كثيفة على الداخل، يهاجمون الدولة لاعتمادها الخيار الدبلوماسي، وهو الوحيد المتاح بعد النكبة؛ و"الجيش" بحجة أنه عاجز عن حماية البلاد والناس؛ "والقوات الدولية" لسعيها تنفيذ القرارات الدولية، وسائر اللبنانيين إذا قالوا لهم كفى" .

هذه الحادثة عكست الشخصية الجدلية لكرم، وقدرته على خضّ النقاشات أينما حضر لكن المطلوب اليوم يتخطى المواقف الشخصية المبنية على ثوابت وطنية.

الكاتب والمحلل السياسي عباس هدلا يعتبر أن مواقف البابا لاوون في لبنان أجمعت على السلام وآخرها ما صرح به لقناة "سكاي نيوز" بعد وصوله إلى الفاتيكان حول رسالة حزب الله ومسألة السلاح وأكد على ضرورة تسليمه والدخول في الحوار. مما يدلّ على أن أولويات الزيارة لم تكن رعوية إنما جلب معه الجو الدولي المتفق عليه وهو أن موضوع نزع السلاح، وهو شأن لبناني يجب تنفيذه، والوصول إلى سلام في الشرق الأوسط رؤية دولية ، والفاتيكان من المشجعين لهذا الموضوع".

الرسالة وصلت والدولة حاولت بعد الزيارة أن تقوم بشيء من خلال تعيين السفير سيمون كرم ضمن العمل المتواصل بإشراف أميركي وهنا لا بد من الإشارة بأن ما حكي عن اتصالات قامت بها الفاتيكان بعد الزيارة غير دقيق. فقد تكون أعطت المسؤولين دفعاً للقيام بمبادرات في ما يتعلق بموضوع المفاوضات لكن التعيين ليس نتيجة خصوصاً أن أجواء المنطقة تقول أن بعد الزيارة ستكون هناك ضربة عسكرية وقد يكون قرار الرئيس جوزاف عون اليوم من باب تنفيس الإحتقان".

"تعيين كرم رئيسا للوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم بمباركة من رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة مؤشر إيجابي ويؤكد على نية أن تكون هناك جدية في المفاوضات نظراً إلى توجهاته ورؤيته ونفسه السيادي" يقول هدلا، ويضيف: إلا أن استراتيجية الطرف الإسرائيلي تتوقف عند أسئلة عديدة: هل يريد البدء بمفاوضات طويلة أم السير خطوة بخطوة، أم أنه سيباشر في تنفيذ الضربة العسكرية فتكون المفاوضات تحت النار؟ هذه استراتيجية لا أحد يقررها إلا إسرائيل لكن بحسب تصريحات المبعوث الأميركي توم باراك، فالأجواء توحي أن إسرائيل على أهبة القيام بعملية عسكرية لتسريع عملية نزع سلاح حزب السلاح ".

السؤال الأبرز الذي يطرح في القاعات "المغلقة "هل تساهم المفاوضات في إقناع حزب الله في تسليم سلاحه؟

يوضح هدلا أنه "بمفاوضات أو من دونها، يعتبر حزب الله أنه في منأى عنها. فهو يعتمد سياسة المماطلة وتمرير الوقت من خلال الأخذ والرد، من هنا نلاحظ أن الحزب لم يرد على أي ضربة إسرائيلية، في وقت يبدو متشددا في مسألة التمسك بالسلاح. في المقابل تكاد ستاتيكو إسرائيل أن تكون واحدة في لبنان وغزة والعراق.فعندما يكون المجال مفتوحا تعتمد سياسة المباغتة وعندما تكون تحت وطأة ضغوطات أميركية تحاول أن تناور.والسياسة التي يمارسها الحزب، أي المماطلة، تسمح لإسرائيل بزيادة التدمير والقضاء على امتيازات لبنان وتهجير أبنائه والقضاء على كل الإستثمارات فماذا ننتظر؟

يعتبر هدلا أن المفاوضات هي بمثابة نقطة تراجع صغيرة قام بها ثنائي أمل-حزب الله من خلال السماح بترؤس مدني للجنة عسكرية لكنها تشرّع الباب أمام مزيد من النقاشات والأحاديث مما يسمح باستمرار سياسة المماطلة والتسويف في هذه العملية".

ويختم هدلا" هي ليست المرة الأولى التي يدخل فيها لبنان بمفاوضات مع إسرائيل ففي العام 1983 كانت هناك مفاوضات وفي العام 1990 ترأس وزير الخارجية الأسبق فارس بويز الوفد اللبناني لمفاوضات السلام مقابل الأرض ولا ننسى مفاوضات الترسيم البحري . لكن السؤال هل مصلحة إسرائيل تقتضي القيام بمفاوضات مع لبنان بعدما بلغته من قوة في المنطقة بفرض شروط واستراتيجيات؟ بالتوازي ما هي مصلحة لبنان؟ إذا كانت عبر المفاوضات فلماذا لا نباشر نحن بالطلب ولا نعتمد سياسة المماطلة ، وصلاحيات رئيس الجمهورية تخوله المبادرة بإطلاق المفاوضات وإطلاع الحكومة عليها فماذا ننتظر؟على رئاسة الجمهورية أن تبادر لإنقاذ لبنان وإعلاء المصلحة اللبنانية والكف عن وضع القفازات من أجل مصلحة لبنان؟"

جوانا فرحات - المركزية 

 

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا