لودريان في بيروت فأي جديد في جعبته؟
لا يزال لبنان يشهد زحمة موفدين وديبلوماسيين غربيين وعرب، ارتفع منسوبها على نحو لافت، ما يعني أن ثمة مؤشرات لسعي دولي حثيث من أجل إقفال الملف اللبناني، الأمر الذي تبدى بوضوح من خلال سلسلة خطوات برزت في الآونة الأخيرة.
ولكن يبقى للدور الفرنسي أهميته تاريخياً، من خلال المساعي الفرنسية التي لطالما كان لها شأنها وتأثيرها على صعيد مجريات الأوضاع اللبنانية، نظراً إلى الروابط الفرنكوفونية والثقافية والاجتماعية بين باريس وبيروت، علماً أن فرنسا لطالما أدت أدوارا بارزة تجاه لبنان، سواء في عدوان نيسان 1996 الذي أدى إلى "تفاهم نيسان"، أو في الجهود المستمرة منذ سنوات والتي تفاعلت من خلال الموفد الفرنسي جان - إيف لودريان عندما كان وزيراً للخارجية، بحيث سبق أن زار لبنان مرارا ويعتبر مبعوثا شخصياً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ينسق تحديداً مع المسؤولين السعوديين حول مؤتمر دعم الجيش أو مؤتمر الدول المانحة، إضافة إلى كل ما يتصل بالوضع اللبناني، وهو عائد في الأيام المقبلة إلى بيروت.
فماذا يحمل لودريان في جعبته؟ هل يتناغم دوره والولايات المتحدة الأميركية؟ وهل لا يزال الدور الفرنسي فاعلاً في خضم المبادرات المصرية- الأميركية؟
مسؤول العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجيان يقول لـ"النهار": "الدور الفرنسي له تاريخه في لبنان، لكن زيارة لودريان تأتي في ظل ظروف مفصلية. ولا ننسى أن الأمور تبدلت لدى باريس، فعندما كان يأتي لودريان إلى لبنان كان يلتقي كل الأطراف السياسية. بمعنى أوضح، فإن فرنسا على مسافة من كل فئات المجتمع اللبناني بمن فيها "حزب الله". والحال أن السفراء الفرنسيين المتعاقبين كانوا يزورون الضاحية ويلتقون نوابا وقيادات من "حزب الله"، والآن الأمور تبدلت، والموقف الفرنسي من سلاح "حزب الله" لا ينفصل كليا عن السياسة الأميركية، لذا عليه أن يسلم سلاحه إلى الدولة اللبنانية تنفيذا لحصرية السلاح، أي القرار الصادر عن مجلس الوزراء في الخامس والسابع من آب المنصرم. إضافة إلى ذلك، ثمة تواصل وتنسيق فرنسي- سعودي يقوم به لودريان، إلى تنسيق مع الأميركيين ومع جهات كثيرة، وهذا يساعد الموفد الفرنسي في مهمته وخصوصا خلال زيارته بيروت في هذه الظروف التي تتماهى مع الحركة الديبلوماسية.
وليس خافيا أن الفرنسيين، وتحديدا لودريان، ينسق مع السعوديين حول مؤتمر الدول المانحة ومسيرة الإعمار ومؤتمر دعم الجيش، وإن كانت هذه المؤتمرات موضوعة على الرف حتى التوصل إلى تنفيذ خطة الجيش، أي حصرية السلاح والشروع في الإصلاحات وكل ما هو مطلوب من لبنان".
ويضيف قيومجيان: "يبقى على الدولة اللبنانية والحكومة والمسؤولين في لبنان أن يلتقطوا هذه الفرصة الذهبية، من خلال زيارة لودريان المتوقعة والحركة الديبلوماسية غير المسبوقة التي نشهدها على الساحة الداخلية، بمعنى أن نكون دولة قوية متماسكة ونصل إلى السلطة المركزية وإلى دولة واحدة وجيش واحد وتنفيذ كل القرارات المطلوبة التي يراقبها المجتمع الدولي. فالترف السياسي ولّى زمنه، وعليه، لم يعد جائزا أن نبقى ندور في حلقة مفرغة، بل أمامنا فرصة غير مسبوقة يجب أن نلتقطها، وهذا ما يحصل".
ويخلص إلى القول إن "زيارة الموفد الفرنسي تتناغم مع كل الزيارات، وما يعزز الموقف الفرنسي هو التنسيق مع موقف الولايات المتحدة في كل ما يرتبط بالملف اللبناني بصلة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|