هل تلبّي "العسكرية" طلب شاكر بمحاكمة سرّية؟

لا تزال الأسباب التي أدّت إلى تأجيل محاكمة الفنّان فضل شاكر إلى شهر شباط المقبل، موضع أخذ وردّ. إذ إنّ تفاصيل طلب محامية شاكر أماتا مبارك الاستمهال واعتراضها على حضور الإعلام تفاعلت أخيراً في أروقة المحكمة العسكرية.

تعتبر وكيلة شاكر القانونيّة أن ظروف موكلها لا تسمح له بحضور جلسة علنيّة. كما أنّ تأجيل المحاكمة إلى شهر شباط قد يضرّ بجهود تسريع المحاكمة. في المقابل تظل حسابات القضاء العسكري المرتبطة بقيادة الجيش وأهالي شهداء المؤسسة العسكرية في حسبان المعنيين في المحكمة.

إذ يستعد رئيس المحكمة العسكرية العميد وسيم فيّاض للبت بطلبين تقدّمت بهما المحامية مبارك، يتعلقان بمحاكمة سريّة بعيداً عن الاعلام، وبتحديد موعدٍ أقرب من شهر شباط المقبل.

لم يعد خافيًا أن ما حصل في جلسة المحاكمة الأولى لشاكر كان مقصودًا، والطلب بإرجاء الجلسة كان هدفه منح المحاميّة فرصة لإقناع المحكمة العسكرية بإجراء محاكمة سريّة.
وكشفت مصادر قضائيّة لـ"المدن" أن مبارك تقدمت بطلبين أمام العسكرية. الأول لإجراء محاكمة سريّة لشاكر بعيداً عن الاعلام، بحجة أن شاكر يريد التكلم براحة وبسرية. الثاني لتحديد موعد أقرب مما حُدّد في الثالث من شباط عام 2026.
الطلبان باتا في عهدة العميد فياض، الذي اطلع عليهما، وسيبت بهما الأسبوع المقبل. وحسب معلومات "المدن" فإن فياض لم يحسم قراره بعد. وهذا ما يدل على أن المحكمة العسكرية قد تكون في اختبارٍ حقيقيّ، فمن جهة يحق لأي موقوف المطالبة بمحاكمة سريّة، لكن وفقًا لأسباب محددة، وهذه الأسباب قد لا تنطبق على قضية شاكر. خصوصًا أن العسكرية سبق وأن أجرت محاكمات علنية في قضايا أكثر حساسيّة وخطورة من ملف شاكر. ومن جهة أخرى، حساسيّة هذه القضية التي تتعلق بالجيش اللبنانيّ وأحداث عبرا والتي تستجوب محاكمة علنيّة ليتسنى للرأي العام متابعتها حرصًا على عدم توجيه أي اتهامات للقضاء العسكريّ.

القرار الأخير

خياران أمام فياض. الموافقة على محاكمة سريّة استثنائيًا لقضية شاكر، أو أن يكتفي فياض بحضور الصحافيين المعتمدين داخل المحكمة العسكرية ويجري محاكمة علنيّة حرصًا على أن تكون شفافة وواضحة أمام الرأي العام، وإسوةً بباقي القضايا داخل القضاء العسكري.

الذي بات واضحًا، أن شاكر الذي كان للإعلام والصحافة المحلية والعربية حصة كبيرة في دعم قضيته، ينخوف من محاكمته أمام الرأي العام قبل صدور الحكم القضائيّ الأخير على الرغم من الدعم المعنوي الكبير الذي ناله من الصحافة في الأشهر الماضية. وحسب المعلومات فإن شاكر يرغب بمحاكمته سراً في المحكمة العسكرية ومحكمة جنايات بيروت وهذا ما تبلغه القضاة لكنهم لم يحسموا بعد قرارهم النهائي بهذا الشأن.

المدن - فرح منصور