الصراع الاوكراني- الروسي..الحل موجود لكن قبوله صعب
أفاد مسؤول روسي بأن قمة محتملة تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب قد تعقد قريبًا، وذلك بالتزامن مع انتهاء محادثات في فلوريدا ناقشت خطة واشنطن لإنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا، شارك فيها المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر عن الجانب الأميركي، وكبير المفاوضين رستم عمروف والجنرال أندريه هناتوف عن الجانب الأوكراني.
وكانت الخطة الأميركية قد عُرضت قبل ثلاثة أسابيع، وتضمنت في نسختها الأولى تنازل أوكرانيا عن أراضٍ مقابل وعود أمنية، وهو ما اعتُبر مراعاة لمصالح روسيا، بينما تبقى طبيعة الضمانات الأمنية التي يمكن أن تحصل عليها كييف محاطة بعدم اليقين.
وعُرضت الوثيقة المعدلة الأربعاء على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة لموسكو أجراها ويتكوف وكوشنر، حيث أكد الكرملين إحراز تقدم لكنه شدد على الحاجة إلى مزيد من العمل للوصول إلى تسوية.
من جانبه، وصف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي المفاوضات الأخيرة مع ويتكوف وكوشنر بأنها كانت "بناءة" لكنها "لم تكن سهلة". وأعلن عن اجتماعات مخططة في لندن وبروكسل مع القادة الأوروبيين، استمرارا للتنسيق الأوروبي الأوكراني المكثف خلال هذه المرحلة من المفاوضات.
من جهته، أكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، أن الطريق نحو التوصل إلى تسوية للصراع الأوكراني ليست سهلة؛ ولذلك فالمفاوضات بين بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف "تأخذ وقتاً طويلاً". فهل يشقّ الصراع الاوكراني – الروسي طريقه الى الحلّ؟
السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد ان "الحلّ أصبح أقرب من أي وقت مضى، لكن المسألة ما زالت معقدة"، مشيرا الى ان "من الصعب ان يقبل زيلينسكي بالاقتراح الأميركي لأنه يتضمن تنازلًا لأوكرانيا عن نحو ربع مساحتها وحوالي 10 في المئة من سكانها.
ويرى طبارة ان "اوروبا لديها هواجسها من روسيا، لأن الأخيرة احتلت القرم بحجة أن سكانها يتكلمون الروسية وهذه المناطق كانت تتبع سابقاً الاتحاد السوفياتي قبل أن يقدمها الزعيم السوفياتي السابق نيكيتا خروتشوف هدية الى اوكرانيا. ثم اقتطعت روسيا جزءا من جورجيا للسبب عينه، واليوم بدأت بأوكرانيا، وبالتالي تتخوف دول البلطيق مثل ليتوانيا وبولندا من أن يكون دورها لاحقا إذا لم يتم ايقاف بوتين عند حدّه لأن قسما كبيرا من سكان هذه الدول تتكلم الروسية".
ويعتبر طبارة ان "اوروبا ما زالت تمد زيلينسكي بالسلاح لأنها لا تريد ان يخرج بوتين منتصرا بشكل كامل. زيلينسكي يتكبد الخسائر من العسكر والاراضي، لا يمكنه ان يتحمل المزيد بينما روسيا بإمكانها أن تصمد أكثر. لكن الرئيس الاوكراني يعلم انه في اليوم التالي لتنازله سوف يخسر مركزه. وبالتالي من الصعب ان يقبل بسهولة بالمقترح الأميركي، ولذلك فإن المفاوضات ستتواصل وربما لفترة طويلة. الأمور نضجت لكن الحل لن يكون بعد أسبوعين أو شهر".
ويؤكد طبارة ان "روسيا تقبل بالمقترح لأن التنازل عن الأراضي تم بين ترامب وبوتين، واليوم يضغطان على زيلينسكي الذي يحظى بدعم قسم كبير من الاوروبيين. وبرأيي سيكون الحلّ على حساب اوكرانيا التي ستخسر أراضٍ، لكن يبقى ان يقبلها نفسيا زيلينسكي لأنها مسألة وجودية بالنسبة إليه. بالإضافة الى شرط عدم دخول اوكرنيا في حلف شمالي الاطلسي "الناتو"، بينما يمكنها الانضمام الى الاتحاد الاوروبي فقط اقتصاديا. هذا النوع من الخسارة يحتاج الى وقت كي يستوعبه الشعب الاوكراني وزيلينسكي نفسه، وأيضًا كل الاوروبيين الذين سيسعون لايجاد طريقة للتخفيف من إمكانية غزو بوتين لاوروبا. وبالتالي يبدو ان الحل ينحو في هذا الاتجاه. الحل أصبح معروفًا لكن القبول به صعب".
يولا هاشم - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|