لبنان لا يستطيع معاندة المسار السلمي..مفاوضات اليوم افضل من الغد
سجل لبنان بتعيين السفير سيمون كرم رئيسا لوفد لجنة وقف الاعمال العدائية ومراقبتها "الميكانيزم "علامة فارقة ونقلة نوعية، باعتبارها محاولة جدية لكسر الانسداد السياسي والدبلوماسي الناتج عن تمسك حزب الله بسلاحه من جهة وإصرار إسرائيل على نزعه بالقوة، اذا لم تبادر الحكومة اللبنانية الى تحمل مسؤولياتها من جهة أخرى . فالجهات اللبنانية المعنية اعتبرت ان الظرف بات مناسبا للانتقال الى مقاربة تعطي الدولة موقع المبادر بدل الاكتفاء بالمتابعة خصوصا وان تركيبة "الميكانيزم" باتت تسمح بإدخال عناصر سياسية ودبلوماسية الى النقاش، بعد ان كان الطابع العسكري هو الطاغي في المرحلة السابقة . إضافة فإن نقل رئاسة الوفد اللبناني من المستوى العسكري الى السياسي يحمل دلالات سياسية ودبلوماسية وقانونية واضحة بما يعزز قدرة الدولة على تثبيت حقوقها من النقاط المتنازع عليها على الخط الأزرق والتلال الخمس والأراضي المحتلة، إضافة الى قضية الاسرى والمحتجزين مرورا بانعكاسات التفاوض السوري – الاسرائيلي على الواقع اللبناني .
الإدارة الأميركية رأت بتعيين كرم خطوة إيجابية من قبل الدولة اللبنانية تعكس وعياً لخطورة المرحلة ودقة التوقيت، لكنها في المقابل شددت على ان واشنطن تراقب ترجمة هذا المسار بموقف عملي واضح في ما خص نزع سلاح حزب الله الذي يبقى العقبة الأساس امام تثبيت الاستقرار وتجنب الانفجار.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج يقول لـ "المركزية" في السياق : هناك مسار جديد في المنطقة مشفوع بدعم من الولايات المتحدة الأميركية بإشراف ورعاية من الرئيس دونالد ترامب شخصيا الذي يفاخر به ولا يستطيع لبنان معاندته والبقاء خارجه. هذا المسار السلمي بدأ من غزة مر بدمشق ووصل الى بيروت . علما ان كل ما يفعله لبنان يبقى في اطار تطبيق القرار 1701 اللاحظ من ضمن بنوده وقف الاعمال العدائية التي لم تلتزم إسرائيل بها . انسحابها من الأراضي التي تحتلها جنوبا ، تحرير الاسرى وتثبيت الحدود . هذه العناوين او المبادئ دفعت بلبنان الى القبول بتوسيع لجنة "الميكانيزم" وتكليف السفير سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني بتأكيد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون .
ويتابع : كان من البديهي ان يلتحق لبنان بهذه المسيرة السلمية لان في تأخره رفعاً للشروط الاسرائيلية . التفاوض بالامس كان افضل من اليوم ومن غد في ظل النهج المعتمد من حزب الله بتعريض الجنوب ولبنان للمخاطر والتدمير اليومي من دون الاشفاع حتى ببيئته كرمى لإيران ومصلحتها .
في الخلاصة، ان الإدارة الأميركية ومعها العالم اجمع مصرة على حصر السلاح بيد الدولة وحدها . نزعه من حزب الله قبل نهاية السنة في جنوب الليطاني وفاقاً لقرارات الحكومة وخطة الجيش اللبناني الشاملة شمال النهر وكل الأراضي اللبنانية لاحقا . من دون ذلك لا قيامة للبنان ولأبناء الدولة ولا اعادة اعمار ما هدمته حرب الاسناد .
يوسف فارس - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|