الصحافة

تركيا تستفز إسرائيل في سوريا لتفاوضها؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد أيام من تحذير الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ ​إسرائيل​ من "عرقلة تطور ​سوريا​ إلى دولة مزدهرة"، على خلفيّة الإشتباك الذي وقع في قرية بيت جن، حيث أكد أن الولايات المتحدة "راضية جداً" عن النتائج التي تحققت في سوريا، مشيراً إلى أهمية أن تحافظ تل أبيب على حوار قوي وحقيقي مع دمشق، برزت الهتافات التي رافقت الاحتفالات بذكرى سقوط النظام السابق، من قبل وحدات من الجيش السوري الجديد، حيث أكد الجانب الإسرائيلي أنها معادية له.

في هذا السياق، كان لافتاً أن تل أبيب عمدت سريعاً إلى إستغلال هذه الهتافات، للتأكيد على السردية التي تتبناها، بالنسبة إلى كيفيّة النظر إلى السلطة الإنتقاليّة في سوريا، لا بل ذهبت بعيداً، عبر وسائل إعلامها، إلى الحديث عن تقديرات أمنية جديدة تشير إلى أن الجيش يستعد لسيناريو "اقتحام مفاجئ" من الجبهة السورية، على غرار ما حدث في 7 تشرين الأول من العام 2023 في غزة.

ما تقدم، لا يمكن أن يُفصل عن التسريبات، التي تروج لدور ما تلعبه ​تركيا​ على مستوى العلاقة بين الجانبين السوري والإيراني، بالإضافة إلى أخرى تتناول العلاقة بين "​حزب الله​" والسلطة الإنتقالية في دمشق، نظراً إلى أن ذلك، بالرغم من أنه قد يُصنف على أساس أنه محاولة من أنقرة لإستفزاز تل أبيب، إلا أنه في المقابل لا يمكن إنكار أنه يعزز أيضاً السردية الإسرائيلية.

في هذا الإطار، تذهب مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى التشديد على أنه لا يمكن إنكار أن تل أبيب، في المستقبل، ستذهب بعيداً في إستغلال كل هذه المعطيات، خصوصاً على مستوى حوارها مع الولايات المتحدة، لتعزيز وجهة نظرها بأن النظام الجديد في دمشق يمثل خطراً أمنياً عليها، وبالتالي تبرير ما تتحدث عن ضرورة إقامة منطقة عازلة واسعة في الجنوب السوري، هي عملياً أقامتها بالقوة العسكرية.

بالنسبة إلى هذه المصادر، تراقب واشنطن بدورها كل ما يحصل على الساحة السورية، حتى ولو كانت تحرص على إعلان دعمها السلطة الإنتقالية الجديدة بناء على مطالبة العديد من حلفائها الإقليميين بذلك، حيث إنها تدرك جيداً ضرورة العمل على معالجة الخلل القائم على مستوى إعادة بناء المؤسسة العسكرية في البلاد، ولذلك تطرح الإندماج مع "قوات سوريا الديمقراطية"، بالإضافة إلى محاربة المجموعات المتطرفة.

إنطلاقاً من ذلك، قد يكون من الطبيعي البحث عن الأسباب التي تدفع أنقرة، ولو بشكل غير مباشر، إلى إرسال هذه الرسائل الإستفزازية إلى تل أبيب، بالرغم من إدراكها أن الأمر لن يمر مرور الكرام، لا بل قد يقود أيضاً إلى إغضاب واشنطن، خصوصاً بالنسبة إلى التنسيق مع طهران و"حزب الله"، على إعتبار أن ذلك من الخطوط الحمراء لديها، لا بل قد يثير مخاوف بعض الجهات العربية المتحالفة معها في الساحة السورية.

هنا، تذهب المصادر المتابعة إلى التشديد على أن سيناريو الصدام التركي الإسرائيلي المباشر غير وارد، بسبب التداعيات التي من الممكن أن تترتب على ذلك، لكنها تجزم أن ذلك لا يلغي أن تل أبيب سترد على تلك الإستفزازات، عبر رفع وتيرة الضغوط على السلطة الإنتقالية في دمشق، تحديداً من خلال تقديم المزيد من الدعم إلى مختلف المكونات الطائفية والعرقية، التي تطالب بالإنفصال عن تلك السلطة أو تطبيق النظام الفيدرالي، بالإضافة إلى إحتمال مبادرتها إلى تنفيذ المزيد من الهجمات العسكرية التي تستهدفها.

بالتزامن، تقلل هذه المصادر من أهمية الحديث عن دور من الممكن أن تلعبه أنقرة، على مستوى العلاقة بين طهران ودمشق، أو على مستوى العلاقة بين الأخيرة و"حزب الله"، حيث تشير إلى أن تركيا نفسها غير جادّة في هذا المجال، بسبب المخاطر التي قد تنجم عن ذلك، في ظل رهانها المستمر على التعاون مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي من الطبيعي القول إنه لن يكون متساهلاً مع أي محاولة من هذا النوع.

في المحصلة، ترى المصادر نفسها أن الهدف التركي هو السعي إلى تحسين الشروط التفاوضية مع تل أبيب، خصوصاً أن الساحة السورية لا تزال مفتوحة على كافة الإحتمالات بشأن تركيبتها المستقبلية، لا سيما أنها كانت جزءاً من مشروع إخراج إيران من هذه الساحة، مباشرة بعد الإنتهاء من العدوان الإسرائيلي على لبنان.

ماهر الخطيب -النشرة

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا