مهلة السماح التفاوضية تتلاشى والرهانات تسقط...هل تقدم الدولة؟
في دولة ثالثة مُحايِدَة... هل من مجال "لهدايا مُتبادَلَة" مُستدامة بين لبنان وإيران؟
اعتذر وزير الخارجية يوسف رجي عن عدم قبوله دعوة نظيره الإيراني لزيارة إيران في ظلّ الظروف الحالية، لافتاً الى أن الأجواء المؤاتية غير متوفرة، ومقترحاً اللقاء في دولة ثالثة مُحايِدَة يتمّ التوافق عليها.
حتى ولو في دولة مُحايِدَة...
وأكد رجي أن ذلك ليس رفضاً للنقاش، مُعرِباً عن الاستعداد لإرساء عهد جديد من العلاقات البنّاءة بين لبنان وإيران قائمة حصراً على الاحترام المتبادل والمُطلَق لاستقلال وسيادة كل بلد، ولعدم التدخُّل في شؤونه الداخلية.
دعوة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كانت تهدف للتشاور حول تطوّر العلاقات الثنائية، ومناقشة التطورات الإقليمية والدولية. ولكن ما الذي كان يمكن للبنان وإيران على حدّ سواء، أن يتناقشا بشأنه، وأن يتوافقا عليه، في ما لو تمّ اللقاء حتى في دولة مُحايِدَة؟
حاضِرَة بقوة؟
فالتشاور بين الطرفَيْن يعني "أخذ وعطاء" في النهاية، فيما كل ما يمكن لإيران أن تَعِد لبنان به، وكل ما يمكنه (لبنان) أن يوافق عليه لطهران على أراضيه، سيجدان أنهما سيضيّعانه معاً بمرور الوقت، وسيفقدان القدرة على السيطرة عليه معاً أيضاً، تبعاً للوقائع.
هذا مع العلم أن أي محاولة إيرانية لانتزاع موافقة لبنانية رسمية بشأن حدود جديدة لنفوذ السلاح الإيراني الموجود في لبنان، مثلاً، تعني الإبقاء على حالة الحرب في البلد عملياً، وهو ما لا مصلحة للبنان فيه أبداً.
وأمام هذا الواقع، ماذا يمكن لأي حوار لبناني - إيراني أن يغيّر نحو الأفضل، حتى ولو تمّ في دولة مُحايِدَة بالظروف الحالية، غير إظهار إيران للعالم أنها لا تزال حاضِرَة في لبنان بقوة، وأنها تُمسِك بالورقة اللبنانية بالكامل رغم كل ما جرى، وأنها تتواصل مع اللبنانيين على أعلى المستويات، وذلك رغم تكليف مدني لبناني بالتفاوض مع إسرائيل من ضمن لجنة "الميكانيزم"؟
مشكلة حقيقية وقائمة
أشار مصدر ديبلوماسي الى أن "الهدف الإيراني من الدعوة هو إبقاء الأبواب مفتوحة مع لبنان، بشكل يوحي بأن ليس هناك مشكلة بينها وبين الدولة فيه. فهذا ما يردّده الإيرانيون بشكل دائم، ويقولون إن لا دخل لهم بقرارات "حزب الله"، وإنه فريق لبناني".
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "لو فتح لبنان قنوات علاقة وتواصُل مع إيران على مستوى ديبلوماسي كبير في الظروف الراهنة، فهذا كان سيؤكد أن لا مشكلة لديه معها أبداً، بينما الحقيقة هي أن المشكلة بينهما حقيقية وقائمة بسبب السلاح الإيراني المنتشر على الأراضي اللبنانية، ولأن الإيرانيين يتصرّفون على أساس أن "الحزب" هو جيش لهم فيه".
وختم:"من هذا المُنطَلَق، من الطبيعي أن لا يوافق وزير الخارجية على دعوة عراقجي، التي لا تتجاوز عملياً ذرّ الرماد في العيون، وإبقاء المشكلة هي نفسها في لبنان من دون حلّ. وأما طرح رجي اللّقاء بأرض مُحايِدَة في وقت لاحق، فهذا من شؤون رئيس الجمهورية لا وزير الخارجية، الذي يحدّد ويقرّر هو (رئيس الجمهورية) هذا النوع من التفاصيل، ومضامين الحوار والمفاوضات مع أي بلد".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|