مبادرة أميركية لجنوب الليطاني بالتزامن مع اجتماعات الميكانيزم
في وقت كانت تنشط الاتصالات والرهانات عليها لدرء المخاطر من تصعيد اسرائيلي يفوق التوقعات ضد لبنان، كانت الغارات الاسرائيلية تسجل نقلة نوعية وثقيلة من الاعتداءات، على خلفية فصل مسار الانتهاكات عن المفاوضات التي تجري في الناقورة عبر «الميكانيزم».
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان الاجتماع المقبل للجنة الميكانيزيم من شأنه إعتماد آلية للنقاش وسيلتزم السفير السابق سيمون كرم بتوجيهات الدولة اللبنانية والمطالب المتصلة سابقا بوقف الاعتداءات الاسرائيلية والانسحاب من النقاط التي تحتلها على ان يتوسع البحث في مراحل لاحقة ليشمل ملفات متنوعة.
ولفتت المصادر الى ان الاجتماع الجديد للميكانيزيم سيخضع للتقييم لاسيما من قبل «الثنائي الشيعي»، ورجحت ان اي طرح جدي في هذه اللجنة فقد يستدعي تشاورا رئاسيا، مع العلم ان السفير كرم سيطلع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بمجريات الإجتماع المقبل.
الى ذلك، من غير المستبعد عقد جلسة أخيرة لمجلس الوزراء لهذا العام الاسبوع المقبل، يرجح أن تكون الخميس القادم.
وفيما اعتبر الرئيس جوزاف عون أن التصريحات الاخيرة للسفير الاميركي توماس براك مرفوضة من كل اللبنانيين، وكأنها غير موجودة، انشغلت أوساط معنية بما يدور في أروقة البيت الابيض لجهة تشجيع دور على السعي لنزع سلاح حزب لله، اذا لم يقدم الجيش اللبناني على ذلك..
وعلى الرغم من تمسُّك لبنان بالتفاوض لخيار لا مفرَّ منه، فإن المعلومات المسرَّبة من اسرائيل، تتحدث عن خيارات على طاولة الكابينت الاسرائيلي بعد 31 ك1 الجاري..
والسؤال: ماذا يمكن أن يحمل رئيس الوفد اللبناني السفير السابق سيمون كرم الى اجتماع الميكانيزيم الخميس المقبل في الناقورة: هل يطالب بوقف الاعتداءات الاسرائيلية، واطلاق الاسرى والالتزام بقرار وقف النار وفقاً للقرار الاممي 1701.
وسط ذلك، وعشية الحركة المفتوحة حول لبنان، تحدثت معلومات عن حراك دبلوماسي تقوده واشنطن، يرتكز على مبادرة متكاملة تُطرح على لبنان تحت عنوان «إدارة منطقة جنوب الليطاني ما بعد تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار»، والمقصود هنا إنشاء الحزام الامني تحت مسمى «المنطقة الاقتصادية»، وتتضمن المبادرة الأميركية وفق معلومات موثوقة حصلت عليها «اللواء»، عناصر عدّة، أبرزها:
اولا: ضمانات اميركية مكتوبة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، بالتوازي مع ضمانات لبنانية بإخلاء منطقة جنوب الليطاني نهائيا من السلاح، واعلان حزب لله رسميا التزامه بقرار الدولة.
ثانيا: دعم عسكري حقيقي للجيش اللبناني يمكِّنه من الانتشار في كامل منطقة جنوب الليطاني، وتغطية الفراغ الامني الذي سيخلفه انسحاب قوات اليونيفيل.
ثالثا: مشاركة موفدين «شيعي وسني» في لجنة «الميكانيزيم».
رابعا: بالنسبة الى اسلحة وصواريخ حزب لله الدقيقة والثقيلة، فهناك بحث اميركي مكثف مع جهات دولية وعربية ولبنانية واقليمية لمنح الحزب ثمنا سياسيا وازنا في حال تسليمها، وسط حديث مصادر دبلوماسية عن وساطة عربية على خط طهران وواشنطن والحزب لاعادة هذه الصواريخ الى طهران.
خامسا: تعهد واشنطن بتامين الاموال اللازمة لاعادة الاعمار فور سريان الاتفاق، ويجري الحديث عن رصد ميزانية ضخمة للاعمار تتجاوز ١٥ مليار دولار ممولة من دولتين عربيتين.
سادسا: استئناف اعمال التنقيب عن النفط والغاز مباشرة بعد موافقة لبنان على الاتفاق.
سابعا: التزام لبنان والكيان الغاصب باتفاقية الهدنة ١٩٤٩ كبديل عن اي تطبيع مباشر بين الطرفين في مرحلة اولى،على ان تليها مفاوضات جديدة برعاية اميركية للتوصل الى سلام دائم بينهما.
على انه رغم الضغوط والتهويل بالحرب ، فان الموقف اللبناني نقلا عن مراجع رسمية ومهمة، واضح وثابت : لا بحث في المنطقة الاقتصادية ولا في اي تسوية جديدة ، قبل وقف العدوان، وانسحاب العدو، وإعادة الأسرى..
ومقابل استمرار التهويل عبر تسريبات اعلامية ومصادر مجهولة وتحديد مهل للتصعيد الاسرائيلي، اكدت مصادر رسمية لـ «اللواء» ان هناك ضخ اخبار لم يصل منها اي شيء للمسؤولين الرسميين من اشارات سلبية خطيرة من الوفود التي زارت رئيس الجمهورية على الاقل، ما عدا ما ينقله وسائل الاعلام العبرية عن مسؤولين اسرائيليين، عن «مهلة تنتهي نهاية العام الحالي لنزع سلاح حزب لله بالقوة».
اضافت المصادر: ان ليس لدى لبنان الرسمي اي معطيات غير التي نقلها الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان عن مسعى لتفعيل لجنة الميكانيزيم وتهدئة الوضع عند الحدود، وما نقله الجانب المصري عن مساعٍ مماثلة، ولبنان ينتظر رد اسرائيل في اجتماع لجنة الميكانيزيم المقبل على ما اعلنه من عناوين للتفاوض وهل تريد التوصل الى حل ام لا؟
ولكن تم تسريب كلام عبر قناة «الجديد» على لسان السفير الاميركي ميشال عيسى خلال عشاء مع مجموعة من النواب خلال وفد الوفد الاميركي مفاده «ان على لبنان القيام بما يتوجب عليه لجمع السلاح وإلّا فإن الادارة الاميركية عاجزة عن وقف اي تصعيد اسرائيلي»!
وجاء كلام السفير المصري علاء موسى بعد لقاء رئيس الجمهورية مبشّراً بقوله «أن المؤشرات تدل على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد انفراجات تعمل عليها مصر عبر اتصالات مكثفة تهدف إلى تخفيف التوتر وتجنيب لبنان شبح الحرب، والمسألة يجب ان تتم خطوة تلوَ الأخرى لخلق حالة من الزخم للاستفادة منها في حل الكثير من المعوقات.. والفترة المقبلة ستحمل تطوّراً إيجابيًّا، وأعني بالإيجابيّة وجود فرص للحوار ومحاولات لإيجاد أرضيّة يمكن البناء عليها. كما أعلن أن زيارة رئيس الوزراء المصري بيروت الأسبوع المقبل، تهدف إلى مواصلة تبادل رسائل الدعم للبنان، آملاً أن تفضي هذه الجهود إلى نتائج ملموسة.
لكن بالمقابل، كشفت مصادر لبنانية: أن الجانب الفرنسي عبّر عن تخوّفه من أن التصعيد الإسرائيلي في الجنوب ليس مستبعداً في المرحلة المقبلة. وأوضحت المصادر أنه لا توجد ثقة مطلقة بشأن التقدم الذي يقوم به الجيش اللبناني جنوب الليطاني، ولا حول دقّة التقارير المتعلقة بنسبة نزع سلاح حزب لله.
من جهته، قال وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي «وصلتنا تحذيرات من جهات عربيّة ودوليّة أنّ إسرائيل تحضّر لعمليّة عسكريّة واسعة ضدّ لبنان». وأضاف رجّي، وفق ما نقلت عنه «الجزيرة»: «نكثّف اتصالاتنا الدبلوماسية حتى نحيِّد لبنان ومرافقه عن أي ضربة إسرائيلية»، مشدّداً على أنّ «سلاح حزب لله أثبت عدم فعاليته بإسناد غزة والدفاع عن لبنان وجلب الاحتلال الإسرائيلي».
وتابع:«الدولة اللبنانية تحاور حزب لله لإقناعه بتسليم سلاحه، لكنه يرفض ذلك». كما لفت إلى أنّ «اجتماعات لجنة الميكانيزيم لا تعني أننا إزاء مفاوضات تقليدية مع إسرائيل، ونسعى للعودة إلى اتفاقية الهدنة، ومعاهدة السلام بعيدة حالياً».
ولاحقا رد النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسين الحاج حسن على رجي قائلاً، أن تصريحات وزير الخارجية يوسف رجي تمثل حزب القوات اللبنانية أكثر من الحكومة. وقال في حديثٍ لـ«الجزيرة»: أن تصريحات وزير الخارجية اللبناني بدت وكأنها تبرر لإسرائيل الاستمرار في عدوانها، ولا ينبغي لوزير الخارجية تبني سردية تبرر ضربات إسرائيل.
وأضاف: على وزير الخارجية التركيز على انسحاب العدو واستعادة الأسرى قبل سلاح حزب لله، لبنان التزم بوقف إطلاق النار لكن العدو هو من لم يلتزم.والجانبان الأميركي والإسرائيلي سيواصلان طلب المزيد كلما قدَّم لبنان تنازلات.
واكد السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو من دارة النائب فريد هيكل الخازن الذي اولم على شرفه في حضور عدد من النواب الحاليين والسابقين، التزام فرنسا الثابت تجاه لبنان، مشيرًا إلى أن زيارات الموفد الرئاسي الخاص جان إيف لودريان المتكررة تعكس تصميم باريس على إبقاء الملف اللبناني أولوية دولية. وأن فرنسا تواصل العمل للحفاظ على حضور الملف اللبناني في المحافل الدولية، لا من أجل أمن إسرائيل أو استقرار سوريا، بل من أجل مستقبل لبنان نفسه. معلنًا في هذا الاطار أن فرنسا ستنظّم مؤتمرًا لدعم الجيش اللبناني في الأسابيع المقبلة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|