الجيش يُلاحق العصابات المنظمة... هل اقترب لبنان من "صفر" مُخدّرات وتهريب؟
لم تعد المواجهة مع عصابات التهريب والمخدرات معركة عابرة، بل تحولت الى مواجهة شاملة تقودها الأجهزة الأمنية ضد هذه العصابات، لإنهاء وجودها وحماية المجتمع، وتمتين الأمن، وإعادة الثقة الدولية بلبنان. فالحرب على عصابات التهريب والمخدرات من أبرز الاستحقاقات، التي تتعامل معها المؤسسة العسكرية، من اجل تفكيك المنظومة القوية التي اقامتها المافيات في مناطق معينة، صنفت على أنها الأخطر في الشرق الأوسط، سواء على الحدود اللبنانية - السورية او في البقاع، الذي تلوثت سمعته بالتهمة البشعة، بعد ان تحولت مناطق فيه الى مناطق مرادفة لكلمة "مخدرات"، تضم الهاربين والملاحقين بقضايا التهريب.
ويلحظ المتابعون ان عمليات ملاحقة ومداهمة هي شبه أسبوعية في بعلبك - الهرمل وحي الشراونة ،الذي شكل في السنوات الأخيرة ملاذا آمنا للمجرمين، وتحول الى مكان يصعب الدخول اليه بفعل تفرعاته والبنية المحصنة التي أقامتها العصابات، والنتيجة كانت مواجهات مفتوحة في الأشهر الماضية بين الجيش والعصابات ،سقط فيها شهداء للمؤسسة العسكرية .
مصادر سياسية أكدت ان التهريب وعصابات المخدرات، هددت بأزمات ديبلوماسية مع دول عربية، وصلت الى التهديد بقطع العلاقة ووقف التبادل التجاري. من هذا المنطلق اتى القرار لتفكيك المنظومة، التي صارت ناشطة في السنوات الأخيرة، بعد ان تحول لبنان الى بلد "مصدر" او "ممر" للمخدرات الى الدول المجاورة، مما اطلق العنان لمعركة القضاء على المخدرات بين الأجهزة الأمنية، بالتعاون مع الإنتربول وسفارات الدول التي تزود لبنان بتقارير ومعلومات حول قضايا التهريب والمخدرات.
العمليات الامنية كما تقول المصادر حملت رسائل كثيرة، ابرزها سقوط الخطوط الحمراء التي أقامتها العصابات، وان الجيش اللبناني قادر على دخول المربعات "الممنوعة"، لقطع الشرايين الحيوية عن عصابات لها امتدادات تتخطى الرقعة اللبنانية .
وقد سجلت الاجهزة الأمنية عمليات نوعية في توقيف أسماء بارزة من المطلوبين في تجارة المخدرات والترويج، كان من الصعب الوصول إليها في الماضي، وقد شهدت الأشهر الماضية تفكيك معامل لصناعة المخدرات وتخزينها .
الحملة العسكرية ضد العصابات قطعت اشواطا كبيرة، ولن تتوقف حتى الوصول الى صفر مخدرات. ويؤكد مصدر امني ان الجيش مصر على إنهاء هذه الظاهرة، وانه لن يتهاون في الملفات التي تهدد علاقات لبنان الدولية.
الجهود التي بذلها الجيش لاقت أصداء ايجابية من الدول التي يتعاون معها لبنان، ومن مؤشرات الارتياح الدولي كان الانفتاح الاقتصادي السعودي على لبنان، بعد حل مسألة الكبتاغون التي كانت ابرز القضايا العالقة بين لبنان والمملكة، وسببت خلافا سياسيا عميقا بين الدولتين .
ويؤكد خبير عسكري ان تجارة المخدرات من الملفات المعقدة جدا، والتي تتطلب جهدا لا يقل عن اي معركة عسكرية. فالحملة ضد العصابات تحتاج الى متابعة حثيثة، وفرق مدربة وعناصر متخصصة، والى رصد وعمل استخباراتي دقيق، وربط للمعلومات والاستقصاء قبل التحرك على الأرض.
فمافيا المخدرات من اخطر العصابات في الدول عادة، ومن المتعارف عليه ان العصابات في لبنان لديها وسائل وتقنيات، وتمتلك اجهزة وأسلحة متطورة، مما يرفع من كلفة الاشتباك معها. عدا ذلك كان تجار المخدرات يحظون بغطاء سياسي، وثمة مناطق صنفت مقفلة في الماضي على الجيش اللبناني، الى ان حان الوقت اليوم مع قرار الدولة بسط سلطتها وسيادتها على كامل الاراضي اللبنانية.
ابتسام شديد - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|