تعيين كرم "ضربة معلم" وعلى الحزب دعمه والمفاوضات
على رغم الاستعداد الذي يبديه لبنان للتفاوض المباشر مع إسرائيل اثر قبوله بتعيين مدني هو السفير سيمون كرم رئيسا لوفده بغية رفع كابوسها المصلت عليه، لا يزال التوازن السلبي يحكم العلاقة بين بيروت وتل ابيب . حزب الله لا يريد التخلي عن سلاحه لأنه لا يرى أي ضمانة حقيقية تحمي عناصره وبيئته من المخاطر الإسرائيلية. في المقابل تتذرع إسرائيل بالخطر الذي لا يزال يشكله الحزب على أمنها في الشمال من جنوب الليطاني لانه برأيها لم يسلم سلاحه هناك لذا تستمر بأعمالها العدائية ضد لبنان وترفض التفاوض على انهاء القتال وتطبيق اتفاق 27 تشرين والقرار 1701 . هذه الدوامة مستمرة من غير حل بحسب المتابعين من لبنانيين وسواهم ووفق تقييم عسكري أوروبي للواقع على الحدود الجنوبية، ان إسرائيل لن تنسحب من الأراضي المحتلة جنوبا في المدى المنظور ولن توقف اعتداءاتها على المناطق اللبنانية وهي ماضية في مخططها التاريخي لاقامة إسرائيل الكبرى باعتبار ان موازين القوى لمصلحتها، وان الكرة راهنا في ملعب الحكومة الإسرائيلية والأميركيين الذين لا يضغطون على إسرائيل لتطبيق اتفاق 27 تشرين الثاني من العام الماضي تحت ذرائع عدة فيما لبنان وحزب الله التزما بكامل بنوده، في وقت ملف حصرية السلاح بيد الدولة يجب ان يتزامن مع الانسحاب ووقف الاعمال العدائية ضد لبنان . رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد يقول لـ "المركزية": لاشك في ان خطوة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بالذهاب الى التفاوض مع إسرائيل وتعيين السفير سيمون كرم رئيسا مفوضا للوفد المفاوض هي خطوة جسورة و"ضربة معلم". لبنان لا يمكنه الوقوف ومعاندة المسار السلمي الذي اطلقته الإدارة الأميركية وتحديدا الرئيس دونالد ترامب في المنطقة . لم يكن ذلك بالطبع لمصلحة إسرائيل او سقطة كما اعتبرها حزب الله انما رأفة ببيئته ولبنان العرضة يوميا للاعتداءات وما تسببه من قتل وتدمير. اسرائيل لا تريد مفاوضات امنية . هذا ما اعرب عنه مكتب رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو منذ اليوم الأول الذي شدد على الجانب الاقتصادي للمفاوضات وما يمكنه ان يوفر الاستقرار والسلام . المفاوضات باتت واقعا وعلى حزب الله عوض المكابرة اعلان دعمه الكامل لموقف لبنان الرسمي وللسفير كرم لتعزيزهما وطنيا . تل ابيب راهنا لا تريد السلام انما الامن والاستقرار .لذا تتمسك باقامة المناطق المنزوعة السلاح في غزة وسوريا ولبنان . الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم طمأن تل ابيب ومستوطناتها الشمالية وسكانها لا اعرف على ماذا استند بذلك . هل يريد التفاوض معها او سلّم بواقع الجنوب الذي بات خاليا من السلاح ، ام المراد الاحتفاظ بسلاحه للداخل اللبناني؟
يوسف فارس - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|