الصحافة

انقلاب عسكري في روسيا؟؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما تظهره وقائع الميدان يجعلنا نصرّ على التساؤل: الى أين تقودنا السياسات الأميركية المجنونة؟ المسافة صفر بين أصابع فلاديمير بوتين والأزرار النووية.

لعل الأكثر اثارة هنا، ما تشير اليه مصادر اعلامية أوروبية من أن وكالة الاستخبارات المركزية تكاد تجزم بوقوع انقلاب عسكري في روسيا، بعدما بدت القوات في أوكرانيا وكأنها تدور حول نفسها.دورها بات يقتصر على الدفاع اليائس عن مواقعها...

الحرب أخذت منحى آخر.الأوكرانيون يضربون في العمق الروسي.أين هي المنظومات الصاروخية التي تستعرض في الساحة الحمراء، وتوصف بأنها الأكثر تطوراً في العالم؟

ديبلوماسي روسي سابق أكد لـ «الجزيرة» أن القيصر سيضغط على الزر النووي اذا لاحظ امكانية «اختفاء» روسيا.لنتصور أن الدولة الأكبر مساحة في الكوكب (17.1 مليون كيلومتر مربع) لا تعود تظهر على الخريطة، لكأنها جزر القمر أو جزر الباهاما.

طبعاً هو يقصد أن روسيا ستتفكك اذا هزمت في الحرب، واذا بدأت الصواريخ تنهال على موسكو أو بطرسبرغ.ذات يوم فكّر دونالد ترامب باللجوء الى الضربات النووية.كان التعقيب صاعقاً من الجنرال جون هايتن، قائد القوات الاستراتيجية، «سأرفض أمر الرئيس أذا لم يكن قانونياً». ماذا سيكون رد فعل الجنرالات الروس اذا فكر بوتين بذلك لادراكهم التبعات الأباكوليبتية على بلادهم وعلى العالم بأسره؟

البيت الأبيض ماض في التصعيد.أجهزة الاستخبارات، بما فيها استخبارات البنتاغون، لا تستبعد، اذا استمر دعم أوكرانيا بأكثر الأسلحة فتكاً، وبصور الأقمار الصناعية فضلاً عن المعلومات الاستخباراتية، أن تحدث هزة في الداخل الروسي، لا يقتصر دورها على زعزعة رجال الكرملين، وانما زعزعة الاتحاد الروسي.

الأميركيون الذين يخوضون، بمستشاريهم وبمعداتهم وبعظام حلفائهم، الحرب ضد روسيا، يحاولون الايحاء، على نحو كاريكاتوري، بأن فولوديمير زيلينسكي تحول، بين ليلة وضحاها، من ممثل كوميدي الى آتيلا الجبار...

الطريف هنا، أن الرئيس الأوكراني يرى في نفسه فعلاً، «السوبرمان» الذي لسوف يطرق أبواب الكرملين بين يوم وآخر، وهو الذي يدار بالريموت كونترول.

المشكلة أن الأميركيين لايصغون لأي كان، بمن فيهم اولاف شولتس وايمانويل ماكرون، اللذان يريان أن العالم يتجه الى الهاوية اذا بقي الصراع على ايقاعه الحالي، ولا بد من فتح قنوات تواصل بين البيت الأبيض والكرملين بحثاً عن حل عقلاني ومتوازن للوضع.

واذا كان الفرنسيون أكثر الحاحاً، ولدواعي اقتصادية، فان الألمان عاشوا تداعيات الرهانات الدونكيشوتية للفوهرر بادارة العالم.الآن روسيا وغداً الصين.لا أحد سوى أميركا. ورثة البيوريتانز (الطهرانيون)، بتمثلهم النص التوراتي، يرون في الأمبراطورية تجسيداً للوعد الالهي الذي يبدأ بـ «اسرائيل» وينتهي بأميركا...

أحدهم صمويل روثمان رأى أن الله «أوكل الى أميركا ما لم يوكله حتى للسيد المسيح»!!

نائبة وزير الخارجية ميندي شيرمان: «لدينا مخزون أسلحة كاف للاستمرار في مساعدة أوكرانيا». أنطوني بلينكن: «لم نشجع، ولم نمكّن الأوكرانيين من تنفيذ ضربات داخل روسيا». لويد أوستن: «نحن لا نمنع أوكرانيا من تطوير صواريخ بعيدة المدى».

الهدف أكثر من واضح.استدراج الروس الى المستنقع الأوكراني لكي يسقط النظام الروسي، ومعه الدولة الروسية. هل يمكن لـ «روسيا المقدسة» أن تكون هشة، وقابلة للتفكك أو للانفجار الى هذا الحد؟

واذا كانت الشركات الكبرى هي التي تتولى ادارة الأمبراطورية من وراء الستار، تبدو شركات صنع الأسلحة في ذروة ازدهارها.الصراع مع روسيا يجعل بلداناً لطالما ابتعدت عن اللوثة العسكرية، تقبل بشراهة على شراء الأسلحة الأميركية.التوتر مع الصين توّج بتدفق مئات مليارات الدولارات على الشركات الأميركية.

قدّمنا صورة متجهمة للوضع.الأفضل أن تتابعوا المونديال.كم تبدو أحذية لاعبي كرة القدم أكثر نظافة من رؤوس الذين يلعبون بالكرة الأرضية!! 

نبيه البرجي - الديار

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا