تجول برفقة حراس وفُصل طالب بسببها ..."زين"ابنة بشار الأسد تكمل دراستها بالإمارات!!
لماذا خسر "حزب الله" الحرب؟
بعد مرحلة طويلة من التحضيرات والتدريبات المُكثّفة، وبعد جهود تسلّح وتحشيد مُضنية، كان "حزب الله" مُتشوّقًا للمعركة مع إسرائيل، بفعل تنامي قُوته وقدراته بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه في حرب العام 2006. لكن مُجريات المعركة جاءت مُخيّبة للآمال، ونتائجها لم تتناسب مع سنوات طويلة من التهديد والوعيد. فما الذي حصل، ولماذا أجمع الكثير من المراقبين على أنّ "حزب الله" خسر الحرب؟.
أوّلاً: تعرّض "حزب الله" لخرق استخباراتي عميق وخطير، بدأ في تمكّن إسرائيل من إعداد لوائح معلومات متكاملة عن كادراته وعناصره بفعل مُشاركته العلنية والمكشوفة في الحرب السوريّة، وتواصل مع نجاح إسرائيل في إعداد خرائط مُفصّلة للعديد من مواقعه ومخازنه بفعل خرق الآلاف من أجهزة اللاسكي والبايجر التي كان يملكها، ناهيك عن خرق الشبكة الهاتفية السلكية الأرضية التي كان قد بناها. واكتمل الخرق، بنتيجة المراقبة الجويّة على مدى سنوات طويلة، بواسطة أحدث معدّات الرصد التقني والمراقبة التكنولوجية، من دون أن ننسى النجاح في تجنيد عملاء ميدانيّين. ولعب كل ذلك دورًا حاسمًا في إرباك "الحزب" معنويًا وعمليًا، وأسفر عن كشف خُططه مُسبقًا، وتدمير العديد من مواقعه ومراكزه حتى قبل استعمالها، وعن اغتيال العديد من كادراته ومقاتليه.
ثانيًا: نجاح إسرائيل في تصفية العدد الأكبر من كادرات الصفّين الأوّل والثاني العسكرية في "الحزب"، أصاب الهرمية القيادية بمقتل، وأدّى إلى حدوث بلبلة وضياع على المستوى العملياتي الميداني، عَمل القادة الجُدد الذين جرى تعيينهم على عجل بجهد كبير لسدّه تحت وابل القصف المفتوح.
ثالثًا: قرار "الحزب" في المرحلة الأولى بعدم الدخول في حرب شاملة، ومحاولته حصر المواجهة قدر المُستطاع، سمح للجيش الإسرائيلي بقصف وتدمير أعداد كبيرة من مواقع ومخازن الصواريخ البعيدة المدى، والتي كان يُمكن أن تؤمّن نوعًا من التوازن في معركة "عضّ الأصابع" والتدمير المُتبادل. وما سلم من هذه الصواريخ بات مكشوفًا أمام حركة طائرات المراقبة التي لم تُفارق الجوّ، وعرضة للتدمير، خاصة أنّ منصّات هذا النوع من الصواريخ ليست سريعة الحركة، وتتطلّب وقتًا لتُصبح جاهزة للإطلاق.
رابعًا: تسبّب قرار السلطة السياسية الإسرائيلية في إخلاء كامل مناطق الشمال الإسرائيلي في جعل استخدام "حزب الله" للصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى غير ذي فائدة كبرى، حيث يُمكن إحداث بعض الأضرار المادية والاقتصادية، لكن لا يُمكن التسبّب بوقوع حجم إصابات بشريّة كفيل بإثارة رأي عام إسرائيلي ضاغط لوقف الحرب.
خامسًا: تمكّنت إسرائيل من ضرب مخازن مهمة كانت تحتوي على أعداد كبيرة من الطائرات من دون طيّار التي كان "الحزب" يُعوّل عليها في المعركة، وما سَلم من المُحلّقات التي استعملها "الحزب" في المعركة لم تكن كافية لإحداث فارق كبير في التوازنات. وعلى الرغم من نجاح بعض المُحلّقات من الإفلات من الدفاعات الجويّة الإسرائيلية، والوُصول إلى أهدافها، فإنّ صُغر العبوات الناسفة التي حُمّلت بها، للاحتفاظ بقدرتها على الطيران لمسافات بعيدة، وعلى المناورة في الجوّ، جعلت قدراتها التدميريّة محدودة.
سادسًا: منذ إطلاق حركة حماس عملية "طوفان الأقصى"، ودخول "الحزب" حرب الإسناد التي تصاعدت بشكل تدريجي، فقَدَ "حزب الله" عامل المفاجأة الذي كان يُعوّل عليه في مرحلة الاستعداد للحرب، حيث كان يأمل أن يستعمله لاقتحام مواقع في الجليل، ولأسر جنود من الجيش الإسرائيلي عند اندلاع أي مواجهة شاملة. لكن فقدان عامل المفاجأة سحب من يد "الحزب" هذه الورقة الثمينة.
سابعًا: تعرّضت مخازن صواريخ الدفاع الجوّي التي نجح "الحزب" في نقلها إلى لبنان، على أمل استعمالها ضد الطيران الإسرائيلي في الحرب، لضربات استباقية من الجيش الإسرائيلي في بداية المواجهة، وتواصلت هذه السياسة مع الوقت، ووقعت أهم ضربة استباقية فجر يوم الأحد 25 آب 2024، عندما هاجمت نحو مئة مقاتلة حربية إسرائيلية مواقع عائدة إلى "الحزب" بينما كان يستعدّ لشن هجوم ضخم على إسرائيل بالصواريخ والمُحلّقات.
في الختام، يمكن القول إنّ الجيش الإسرائيلي تفوّق على "حزب الله" في المعركة الكبرى الأخيرة، مُطبّقًا مبدأ "الحرب الاستباقية"، ومقولة "أفضل طريقة للدفاع... هي الهُجوم"، ومُستفيدًا من معلومات استخبارية مهمة جدًا، ومن تكنولوجيا فائقة التطوّر، الأمر الذي جرّد "الحزب" من الكثير من "نقاط قوته" قبل انطلاق المعركة الفعلية. وعلى الرغم من الرأي القائل بأنّ "حزب الله" خسر الحرب الأخيرة بشكل عام، أصرّ الحزب" على الحديث عن "انتصار". فعن أي "انتصار" يتحدّث؟ التفاصيل في المقال الثالث ضمن هذا الملف الشامل.
ناجي البستاني-النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|