محليات

ملابسات حادثة العاقبية وتداعياتها

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد شهرين بالتمام على اعلان تفاهم الترسيم البحري الحدودي الجنوبي بين لبنان والاسرائيليين برعاية الامم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الاميركية مُمَمثَلة بعاموس هوكستين، وبعد شهر ونصف الشهر على شغور كرسي رئاسة الجمهورية اللبنانية، وقبل أيام قليلة من حلول الأعياد ورأس السنة الجديدة، سقط "نيزك" في الميدان اللبناني على الأرض الجنوبية، في محيط بقعة القرار الدولي ١٧٠١، وتطايرت شظايا النيزك في اتجاهات عدة، من فوق جثة الجندي الايرلندي الذي خرّ في طريق فرعية وسالت دماء دولية  في بلدة العاقبية الجنوبية، حيث حصل صدام الحادية عشرة والربع من ليل الخميس- الجمعة، بين "الأهالي" والسيارة الرباعية الدفع التابعة للقوات الدولية - يونيفيل، فقُتل سائقها الجندي الايرلندي شون رووني برصاصة، من أصل سبع رصاصات أطلقت في ذاك الليل (على ما قيل)، وجُرح أربعة جنود من زملائه كانوا في السيارة في طريقهم الى مطار بيروت...

لن نستبق اكتمال التحقيقات اللبتانية من جهة والايرلندية من جهة ثانية، واكتمال المعلومات والأجوبة عن احتمال مرور سيارتي اليونيفيل في تلك الطريق الفرعية للعاقبية، أو مرور سيارة واحدة من السيارتين هناك، أو عن اصابة السائق برصاصة في رأسه من خلف أم مقتله بمسبب آخر، بل نعرض لهذه الواقعة نوعا وتوقيتاً، لنشير أولاً الى ان ما حصل، تم في مكان جنوبي خارج منطقة عمليات اليونيفيل، ولنستطرد ونسأل، هل يُعقل أن ستاً وثلاثين ساعة مرّت حتى الآن، وليس هناك موقوفون في هذه الواقعة الحساسة؟.. ونسأل أيضاً، عن مدى الحَرَج الذي يصيب استخبارات القوى العسكرية والأمنية في حال استمر واقع عدم توقيف مشتبه بهم، سواء كانوا غير مدعومين من حزب الله وقوى الأمر الواقع هناك  أم لا...

شظايا ما حصل، يصيب كذلك الجو العام لالتزام لبنان القرارات الدولية، وإن كان لا خوف، لا على ثبات هذه الالتزامات، ولا على التطبيقات المقبولة للقرارات الأممية، ولا حتى على وجود قوات اليونيفيل التي، في حال، ونقول في حال، قررت ايرلندا سحب وحداتها، فإن الأمم المتحدة تستبدلها بوحدات من دول أخرى، بحسب رأي وتأكيد العميد المتقاعد ناجي ملاعب الذي استغرب، في حديث لـ "ليبانون فايلز"، عدمَ وجود موقوفين حتى إعداد هذا المقال، مشيراً في الوقت نفسه الى ما يتمتع به قائد الجيش الجنرال المغوار جوزاف عون، من خبرة، وشكيمة ومقدرات ومميزات وعملانية وميدانية وسواها...

ad
من جهة ثانية، اوساط سياسية واسعة الإطلاع، أكدت أن شظايا ما حصل ليلة الخميس، وإن وقع في العاقبية الجنوبية، ومهما كانت الظروف، ونتائج التحقيقات، فإن الواقعة لن تؤثر في الأجواء الحسنة التي أُرْسِيَت في الميدان اللبناني الجنوبي، والجو السياسي بعد انجاز أو ظهور تفاهم الترسيم... لكن هذه الاوساط المطلعة، ذهبت الى احتمالات، عابرة للحدود اللبنانية، في اتجاه ايران التي يمكن أن تستفيد بأن تزيد من أوراق إثبات وجودها والحاجة اليها، وكأن ما حصل في العاقبية، يخدم اوراق ايران التي تعاني اليوم داخليا من شدة الاحتجاجات وما خلفته التظاهرات من تداعيات مزعجة للنظام بحسب الأوساط، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، تستفيد طهران من بعض الاتصالات التي  تتعلق بواقعة العاقبية، حتى في ما يخص مفاوضات الملف النووي الايراني، وكذلك بما يتعلق  بالاتصالات الفرنسية مع طهران في شأن الانتخاب الرئاسي اللبناني، علماً ان الدبلوماسية الفرنسية تستمر في حراكها في هذا المجال، سواء مع السعودية، ومع ايران، أو مع قطر من جهة ومع مصر من جهة ثانية. 

في أي حال، اذا كان جزء من هذه التشخيصات، يبقى رهنَ أو في انتظار وضوح نتائج حقيقية للتحقيقات بما جرى في العاقبية الجنوبية، فإن ما حصل هناك، لا شك بأنه ستكون له تأثيرات، أقلّها، بالنسبة الى ما يمكن تسميتُه بحَرَج عدم عقد أو عقد جلسة لمجلس الوزراء في شأن الحادث، وحرج عدم وجود موقوفين حتى صباح اليوم، إضافةً الى حَرَجٍ في المواقف والظروف ذات الصلة اللصيقة بالمرشحين الرئاسيين الجديين أو الفعليين (والمُتداولين) لرئاسة الجمهورية اللبنانية...

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا