الصحافة

قصّة لقاء لم يتمّ بين نصرالله وعون وباسيل

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انحسرت فجأة موجة التوقعات التي رافقت مساعي تبريد الأجواء بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على خلفية تضارب المواقف بينهما من انعقاد الجلسة الأخيرة لحكومة تصريف الأعمال التي هي الأولى من نوعها في فترة الشغور الرئاسي التي بدأت منذ نهاية تشرين الأول الماضي. وقد تصدّر هذه التوقعات احتمال لقاء بين رئيس الجمهورية الأسبق ميشال عون والأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، على أن يصحب الرئيس عون معه رئيس "التيار" النائب جبران باسيل. وعندما جرى التداول باحتمال انعقاد هذا اللقاء، بدا في بعض الوسائل الإعلامية كأنه أصبح مؤكداً. لكن هذا الاحتمال تلاشى وحلّ مكانه شك في إمكان حصول هذا اللقاء في وقت قريب، إن لم يكن انتفاء انعقاده مطلقاً.

هل من تفسير لهذا التحوّل في هذه العلاقات التي شكلت أساساً لمرحلة امتدّت منذ عام ٢٠٠٦ حتى أشهر خلت، وطبعت مجرى الأحداث في #لبنان ولا سيما عندما أصبح زعيم "التيار" ومؤسسه العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية عام 2016 وذلك بفضل دعم غير مسبوق من زعيم الحزب السيد نصرالله؟

في معلومات لـ"النهار" مستقاة من أوساط إعلامية مواكبة لاتصالات "حزب الله"، إن وسيطاً على علاقة بين "التيار" والحزب نقل فكرة عقد لقاء ثلاثي يضمّ عون ونصرالله وباسيل من أجل إعادة العلاقات بين الجانبين الى مجاريها، غير أن هذا الأسلوب في التواصل بين الجانبين لم يرق قيادة الحزب، فهي رأت أن هذه الطريقة في الحفاظ على العلاقات المشتركة تفتقر الى الصراحة التي تميّزت بها على مدى أعوام. ووفق هذه الأوساط، فقد تبلّغ الوسيط حامل فكرة اللقاء، من قيادة الحزب نقلاً عن الأمين العام نصرالله جواباً مفاده "إن كان الرئيس عون يرغب في عقد مثل هذا اللقاء، فليطلب ذلك مباشرة من السيد". وعلى ما يبدو إن التواصل بين الجانبين بعد مبادرة الوسيط، لم يشهد أي تطوّر، وحلّت مكانه تسريبات تشير الى أن التفاهم بين "التيار" والحزب يمرّ بفترة حرجة.

ماذا في هذه التسريبات التي أطلت عبر دوائر قريبة من الجانبين؟

من أبرز هذه التسريبات من جانب الرئيس عون قوله "إن التفاهم (مار مخايل) كلف التيار ثمناً باهظاً هو خسارته 10 آلاف صوت من أنصاره، لكنه أعطى البلاد الاستقرار. بيد أن التجربة ليست على ما يرام. وقد تكون في خطر حقيقي في ما بعد". وتضيف هذه التسريبة: "مَن يطلع على موقف عون يلمس امتعاضه. لا يعتزم الاتصال بأحد في الحزب. ولم يصر إلى التواصل معه طوال ولاية السنوات الست حيث لم يلتقِ مرّة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. مرّتان فقط تكلما هاتفياً". وتخلص التسريبة الى أن الرئيس عون "ينتظر موقفاً من السيد، إلّا إن بدا أنه لم يعد في حاجة إلى التفاهم".

أمّا من جانب السيد نصرالله، فقوله كما نقلت عنه صحيفة "الأخبار" قبل أيام: "لن نخرج من التفاهم مع التيار الوطني الحر إلا إذا أراد التيار ذلك". وأبدت أوساط الحزب تحفّظها على تحميل التيار أسباب فشل عهد الرئيس عون على حليف حزب الله الرئيس نبيه بري وحده، وكأن الحزب هو من أفشل العهد وحمى الفساد، لا الحصار الأميركي والعقاب الجماعي للشعب اللبناني وممارسات كثيرة أخرى يتحمّل الجميع مسؤوليتها من دون استثناء. وإصرار الرأي العام العوني تكراراً على أن تفاهم مار مخايل حمى أو يحمي المقاومة فيما المقاومة تحمي نفسها بنفسها. وتسريب لباسيل من فرنسا أن النقاش في الاستحقاق الرئاسي وتحديداً ترشيح رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية لم يكن قد اختتم بالكامل في اللقاء الأخير بين نصر الله وباسيل".

ما لم تقله التسريبات، هو ما ذكرته مصادر إعلامية لبنانية في واشنطن في لقاء مع زملاء لها في بيروت جرى أخيراً على هامش الزيارة الأخيرة لمساعد وزير الخارجية الأميركية الأسبق ديفيد هيل للبنان، وهو أن تردّي العلاقات بين رئيس "التيار الوطني الحر" النائب باسيل وقيادة "حزب الله" يعود الى أن باسيل أفصح في زياراته الأخيرة للخارج، ولا سيما لدولة قطر، عن خطط مستقبلية ينوي اعتمادها لاحقاً وتقضي بفك عرى العلاقات بين "التيار" والحزب بما في ذلك "تمزيق" أوراق تفاهم مار مخايل إذا تمكّن من الوصول الى سدّة الرئاسة. وهذا ما يعيد الى الأذهان كلاماً مشابهاً أطلقه باسيل عشيّة وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية قبل ستة أعوام، وهو أنه "سيمزق أوراق التفاهم" إن لم يكمل الرئيس عون فترته الرئاسية، وذلك من أجل إقناع زعيم "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري في ذلك الوقت كي يوافق على تأييد ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، كما حصل فعلاً، ليتبيّن لاحقاً أن وعود باسيل لم تصل الى أيّ مكان بل أوصلت زعيم "التيار" الى قصر بعبدا وأنهت الحياة السياسية لزعيم "المستقبل".

لم يكن "حزب الله" بعيداً عن معرفة مواقف باسيل الأخيرة من "تفاهم مار مخايل" فجاء جواب الحزب أنه "إذا أراد التيار الخروج من التفاهم فلن يقف الحزب في وجهه".

هذا بعض من فصول العلاقات بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر". وإن كان هناك من فصول جديدة فيبدو أنها في اتجاه أكثر تعقيداً، حيث إن جسر المصالح المتبادلة قد انقطع عملياً.

"النهار"- أحمد عياش

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا