هل تصدق؟!... يعانون من الاكتئاب بسبب انتهاء "المونديال"
في ظل الفوضى الكبيرة التي يعيشها عالمنا وفي ظل مختلف الصراعات الاقتصادية والسياسية وبعض الحروب المستمرة، هناك فئة من الناس لسبب أو آخر، يدخلون في مراحل من الاكتئاب بسبب عدم تمكنهم من عيش الأجواء الحماسية بعد انتهاء بطولة كأس العالم.
"اكتئاب ما بعد المونديال"، اضطراب نفسي ينتشر بين عشاق لعبة كرة القدم، فماذا تعرف عنه؟ وكيف يمكن تفاديه؟
عشاق "الساحرة المستديرة"
الاختصاصيون والخبراء النفسيون والاجتماعيون يشيرون إلى أن "اكتئاب ما بعد المونديال"، يعود أساسا إلى تعود المشجعين والمناصرين للفرق المشاركة، على نمط حياة شبه يومي حماسي ومتجدد قوامه التشويق والتنافس وكسر الرتابة وتفريغ الشحنات العاطفية، في سياق صراع كروي يقوم على الإمتاع والإبداع.
وأشاروا إلى ضرورة التوازن وضبط الانفعالات وعدم الشطط والانجرار بعيدا في التحسر والتذمر لدى بعض عشاق "الساحرة المستديرة" بسبب انتهاء المونديال، والتركيز على العودة لنمط حياتهم المعتاد مع البحث عن هوايات وأنشطة ممتعة ومفيدة، بما يبدد لديهم شعور الاغتراب والضجر ضمن ما يعرف باكتئاب ما بعد إنتهاء بطولة كأس العالم.
ماذا يقول الطب النفسي؟
يقول الاستشاري والخبير النفسي قاسم حسين صالح، ان "اكتئاب ما بعد المونديال هو اضطراب نفسي شائع لدى كثيرين من عشاق كرة القدم، والذين يشكل المونديال ذروة تفاعلهم مع تلك اللعبة وتعبيرهم عن تعلقهم القوي بها، وهو ما تقف خلفه 3 أسباب سيكولوجية أساسية:
الأول: يرتبط بحاجة متأصلة بالطبيعة البشرية، وهي نزعة الإنسان للصراع مع الآخر الذي تطور لصراع بين الدول، وهكذا ثمة شبه كبير بين ساحة الحرب وساحة اللعب، ففي الحرب جيشان يتقاتلان من أجل انتصار أحدهما وهزيمة الآخر، وهذا ما يحصل بالضبط في مبارة كرة القدم، والتي تبدأ بعزف الأناشيد الوطنية ورفع الأعلام والرموز، وهكذا يعيش المنتصر نشوة الإنجاز ومتعة التفوق على الآخر مصحوبا بأقصى انفعالات الفرح والرقص والتنفيس عن المكبوتات، فيما يعيش المهزوم مرارة الخسارة والأسى والشعور بجلد الذات.
الثاني: حاجة الإنسان إلى التماهي مع المنتصر بمعنى تمثل الشخص صفة من الآخر ليتحول كليا أو جزئيا على غراره، أو أن يندمج به كليا ويصير كلاهما (هو وفريقه) واحدا، وهذا ما حصل كثيرا بين جمهور المشجعين، فبينهم من تتملكه حالة هستيريا تشحن مركز الانفعالات بدماغه بتدفق هرمونات تدفعه إلى التعبير عن الشعور بالزهو وتفريغ للعنف وتنفيس للعدوان المكبوت بتصرفات بينها نزع الملابس والرقص فرحا بالانتصار، فيما ينتاب المهزوم الشعور بالإحباط والتذمر والبكاء والانزواء.
الثالث: في ظل رتابة الحياة اليومية وروتينها الممل غالبا، فإن الدماغ يحتاج لتنشيط وتحفيز، وهنا فلعبة كرة القدم بما فيها من ترقب وإثارة وصراخ تزيح عن الدماغ انشغاله اليومي بالمشاغل والهموم الحياتية، وتنعشه بما تحدثه من انفعالات وإيعازات بافراز هورمونات منشطة.
كيفية التعامل مع اكتئاب ما بعد كأس العالم
إلى جانب الترفيه الكثيف والقيمة الدرامية لكرة القدم في البطولة العالمية لكأس العالم، هناك النشوة المشتركة والعذاب الجماعي للتجربة، والتي تساهم في إحساسنا بالمكافأة والرضا النفسي.
لذلك يمكن القول إن الكثير من الحزن ينبع من فقدان انتظام تجارب الصداقة والترابط تلك، ولكن يمكن بالتأكيد استحضارها خارج فكرة مباريات كأس العالم لكرة القدم.
علاوة على ذلك، لا حَرَج في تنظيم هواية بديلة بشكل استباقي، أو نشاط اجتماعي منتظم مع الأصدقاء والعائلة، أو حتى خطط استباقية لمتابعة مواسم كرة القدم الدولية والدوريات المفضلة، وذلك لإشباع الشعور بغياب كأس العالم والحفاظ على مساحة الطاقة الإيجابية والإحساس بالاهتمام بالهدف الأكبر الذي وفره للجماهير حول العالم.
كذلك، لا تنطوي على نفسك، فحبس النفس وتجنب المحادثات فجأة بسبب غياب "الموضوع المشترك" لن يساعد أبداً؛ بل يُنصح بمقابلة الأصدقاء الذين يشاركون نفس الشغف بالأمور المتنوعة.
وخلال بضع سنوات ستمر سريعاً قبل أن تنتبه، استعد مجدداً لمونديال حماسي بذهن أكثر وعياً بقيمته وتأثيراته الإيجابية على الصحة النفسية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|