السراي... نصاب الجلسة الجديدة مؤمّن و "حبّة مسك"
في اليوميات السياسية اللبنانية لا جديد، في ظل انسداد افق الحل الداخلي وترحيل الاستحقاقات كلها، واعتماد الطبقة استراتيجية «الترانسفير»، للملفات والازمات الى العهد القادم، فيما يبقى الوضعان الامني والمعيشي متقدمين على غيرهما، مع بلوغهما الخطوط الحمر، كما ونوعا، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول قدرة ما تبقى من استقرار على الصمود.
ففيما كان الاعتقاد السائد ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في بكركي قد دخل حيز التنفيذ، ونزع فتيل صراع مذهبي،عادت فجاة الامور الى نقطة الصفر، حيث ترى اوساط سياسية متابعة، ان مجموعة من العوامل تقف خلف التعثر الحاصل، ابرزها:
- الحرب التي يقودها رئيس حكومة تصريف الاعمال في الخارج ضد رئيس التيار الوطني الحر وخياراته، بما فيها الرئاسية، اذ بات واضحا ان الرئيس نجيب ميقاتي يحمل لواء بيك زغرتا كرئيس للجمهورية، على ان يبقى في السراي، بعدما حسم خيار عدم عودة الرئيس سعد الحريري، بقرار سعودي، وهو امر خلق ايضا انقساما داخل نادي رؤساء الحكومات السابقين، خصوصا مع الرئيس فؤاد السنيورة المتحمس للمرشح ميشال معوض.
- قرار الرئيس ميقاتي، بسحب البساط الحكومي من تحت التيار الوطني الحر وشل قدرة الاخير على اللعب داخلها، وقد نجح بذلك بمساعدة من الثنائي الشيعي، وقبة باط «طاشناقية». وفي هذا الاطار يندرج رفض السراي لمسالة المراسيم الجوالة لانها تعيد الامور الى المربع الاول، وتسمح للوطني الحر بالتعطيل.
ورات الاوساط ان ما جرى خلال السنوات الست والتجارب الحكومية منذ ثورة 17 تشرين وحتى اليوم اثبتت ان فريق الثامن من آذار الذي شكل حكومة اللون الواحد فشل في ادارة البلاد ومصالح الناس بحدها الادنى، بل انه ساهم في رفع سرعة الانهيار وفاقم من الازمات بمختلف انواعها، معتبرة ان انعقاد مجلس الوزراء بات تفصيلا، ومسالة «بيك اقوى من بيي»، وبالتالي السؤال هل يعيد الوزير الارمني التجربة ذاتها مثبتا انتقاله الى ضفة الميقاتي ام سيفجر مفاجأة «بالقلب» هذه المرة؟
في كل الاحوال واضح ان رئيس تسيير الاعمال يتجه الى دعوة مجلس الوزراء للانعقاد قبل نهاية العام لبت امور ملحة، بحسب مصادر السراي، التي تؤكد ان النصاب مؤمن وحبة مسك، داعية الى اخراج مصالح الناس من دائرة الصراعات والمماحكات والنكايات الرئاسية، لان من يظن نفسه بمنأى عن تداعيات الانفجار اذا ما حصل، نتيجة خروجه من بعبدا،فهو مخطئ جدا وسيسقط رهانه.
وتتابع المصادر بان بكركي باتت متفهمة لموقف الرئيس ميقاتي، الذي اخذ بصدره قنبلة الحكومة، من اجل تسيير الامور، وبالتالي فانه من غير الجائز ابقاء الوضع على ما هو عليه، مشيرة الى ان السراي تتمنى حصول الانتخابات الرئاسية اليوم قبل الغد، وهي ليست صاحبة قرار او مالكة مفاتيح الحل في هذا الاستحقاق، رغم انها تبذل كل الجهود لتسهيل اتمامه في اقرب وقت وتسليم الامانة.
واشارت المصادر بان الصيغة التي تم التوصل اليها والتي عرضت من خلال اللجنة الرباعية هي افضل الممكن وتراعي كل الهواجس، رغم ان ثمة من اتهم الرئاسة الثالثة بالتنازل عن صلاحياتها وتجييرها للجنة لجهة وضع جدول الاعمال، الا ان المشكلة الاساسية تبقى في مسالة مفهوم البعض «للملح والعاجل».
وختمت المصادر بان الزوبعة التي قامت في ما خص تعميم رئيس الحكومة حول توقيع القرارات والمراسيم، انما استندت الى قرارات عن مجلس شورى الدولة صادرة عام 1995 و1996 تحدثت عن هذا الموضوع واعــتبرت ان توقــيع رئيس مجلس الوزراء ينوب عن الحكــومة والــوزراء المختصين، وبالتالي هو ليس ابتكارا او اختراع «ميقاتي».
ميشال نصر - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|