الصحافة

روسيا - أوكرانيا: مَن سيضحك أخيراً؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع اقتراب أفول عام 2022، تبدو الحرب الدائرة في أوكرانيا أحد أبرز الأحداث/ الزلازل التي ستُرافق العالم في السنة الجديدة، من دون أن يتّضح لها أيّ أفق إلى الآن، سوى أنها ستطول إلى أمدٍ غير معلوم، وأنّ مَن سيغلب فيها في النهاية هو «الطرف الأقدر على تعبئة قدراته الصناعية والبشرية» بشكل مستديم، وفق ما يرى الخبراء العسكريون.

الآن، وفي انتظار ما ستحمله أواخر الشتاء، يكتفي الطرفان بمحاولة «إنجاز اختراقات موضِعية تقتضي جهوداً مضنية، ولا تؤدّي إلى تغييرات استراتيجية»، لكن في خلفية الصورة، ثمّة جهود مكثّفة ومركّزة، خصوصاً من قِبَل روسيا، لتعزيز التكامل بين منظومات السلاح المختلفة في حرب ثَبت أنها ذات طبيعة مركّبة، ولتحسين عديد جيشها وعتاده وأدائه بعدما بان، على رغم ما أُنفق من مئات مليارات الدولارات على تحديثه ليصبح في مصاف أحدث الجيوش وأكبرها على مستوى العالم، أنه لم يكن مستعدّاً بما يكفي لا عسكرياً ولا ذهنياً ولا نفسياً لحرب من هذا النوع، سرعان ما اضطرّت إليها قيادته إثْر فشلها في تطبيق استراتيجية «الصدمة والرعب» التي كان انتهجها الأميركيون إبّان غزوهم العراق. في المقابل، يُراهن الأوكرانيون على استمرار الدعم الغربي لهم على المدى الطويل، لكن هذا الدعم تحفّ به الكثير من الشكوك، في ظلّ تضاؤل مخزونات الصناعات العسكرية الأوروبية التي ظَهر أصلاً أنها غير مؤهّلة للتعامل مع الصراعات العالية التوتّر، وتصاعُد الجدل داخل الولايات المتحدة - الوحيدة القادرة على إدامة المعونات العسكرية لكييف - حول فلسفة الانخراط في حرب غير معلومة النهاية وأكلافها وأمدها، فضلاً عن ارتفاع فاتورة التبعات الاقتصادية والاجتماعية للحرب، سواءً لدى الدول الغربية نفسها أو لدى حليفها الأوكراني الذي لا يفتأ يتعرّض لضربات مُوجَّهة غرضها إنهاك بُناه التحتية، وتهشيم قدرته على الصمود.

وفي الصورة الأعمّ، فإن الصراع الروسي - الأوكراني، والذي بدا في وجه من وجوهه، بمثابة «عودة للتاريخ»، أدّى إلى زعزعة جملة من القناعات، من بينها حتمية انتصار الغرب سريعاً في أيّ مواجهة مع قوى غير غربية، كما أنه شكّل، ولا يزال، مختبَراً، سيكون على كلّ مَن يستعدّ لخوض نزاعات الغد أن يسعى جاهداً للتعلّم من دروسه

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا