محليات

حتى يسوع تغيّر…

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب داني حداد في موقع mtv:

أحببتُ يسوع في سنّ المراهقة. لم تكن تعني لي ألوهيّته، وقصّة أنّه والله واحد. كنت أنظر إليه كثائر، يجول بين الناس ويحرّضهم، ويطرد التجار من الهيكل. ثائرٌ يذهب في معركته حتى النهاية. حتى الاستشهاد. 

كان يسوع بالنسبة إليّ خليطاً من تشي غيفارا والمهاتما غاندي. تنتصر مرّةً صورته كمتمرّدٍ صلب، ومرّة أخرى صورته كزارع محبّة. وفي الحالتين كان تغييريّاً، بالقول والفعل.
تقدّمتُ في العمر، نضجتُ، وبتّ أكثر هدوءاً، وربما أكثر بلادةً. صرتُ أرى المسيح بصورةٍ أخرى. حتى يسوع تغيّر.
أصبحتُ أحبّ يسوع الذي نراه في هذه الأيّام. في زمن الميلاد. يسوع زارع البهجة، يغفو تحت الأشجار الضخمة المزيّنة بالألوان، ومن حوله أطفال يضحكون، وأهلٌ وزحمة وكرنفالات وبابا نويل…
من المؤكّد أنّ ما نعيشه في هذه الأيّام من احتفالات، ومعارض، وبرامج تلفزيونيّة وحلوى ومآدب وهدايا لا صلة له بجوهر العيد. ولكنّه جميل جدّاً. وضروريّ جدّاً.
ما من دينٍ يشهد مثل هذه الفرحة في عيد. أسابيع من الاحتفالات. شهرٌ كامل تقريباً. في المدارس والجامعات وفي الشوارع والمؤسسات. يصنع يسوع ذلك كلّه، وإن غاب وتناساه كثيرون. هذه معجزة يصنعها في كلّ عام. معجزةٌ رائعة ومدهشة.
ولكنّ لي مع يسوع أيضاً قصّة أخرى. "هيدي إرادة الله" نردّد. ونقول "متل ما الله بيريد". حسناً. وهل إرادته في أن يمرض الصالحون، ويولد أطفالٌ يحملون عاهات، ويكثر الألم وتندلع الحروب؟ 
هل إرادته في أن يعيش الفاسدون برخاءٍ، بينما تجد عجوزاً يبحث في كومة نفايات عن مأكل؟ هل إرادته في أن يحكمنا فاسدون أصحّاء في أجسادهم، بينما الأوادم يُصابون بأمراضٍ عضال؟
قد نطرح عدداً كبيراً من الأسئلة المماثلة. وقد يجيب رجال دين ويفسّرون، ولن نقتنع، عذراً. "الله محبّة" أصغر آيات الإنجيل وأكثرها عبرةً. لكنّ المحبّة مفقودة بين كثيرين.

هل تغيّر يسوع إذاً؟ أبداً. نحن من نتغيّر. لكنّ علاقتنا بيسوع قد تشهد أفراحاً وخيبات. ولعلّ هذه ميزة المسيحيّة، إذ نتعامل مع يسوع كإنسانٍ غالباً، ونسمح لأنفسنا بمعاتبته، و"الحَرَدِ" أحياناً. يسوعنا نحمله طفلاً، ونرافقه مبشّراً، ونصغي إليه معلّماً، ونتألّم معه معذَّباً ومصلوباً…

وفي هذا العيد، أحتفل مع المحتفلين بالعيد، مأكلاً ومشرباً وملابس جديدة وهدايا. أما يسوع، فلي عليه هذا العام بعض العتب. عتبٌ على قدر المحبّة، وهي كبيرة جدّاً.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا