عربي ودولي

ماكرون يؤكد المؤكد: عقم الداخل والارتهان الى الخارج!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا


لم يكن المتوقع، لبنانياً، من قمة بغداد ٢ لدول جوار العراق، أكثر ممّا كان. وأخطأ بالتأكيد من راهن على مفاعيل آنية أو فورية، وخصوصاً في العنوان الرئاسي. ذلك أن الدوائر الرئاسية الفرنسية المواكِبة لرغبة الرئيس إيمانويل ماكرون في تحقيق اختراق لبناني، لا تتوهّم في أي شكل من الإشكال حلولا عاجلة، لإدراكها مجموعة التعقيدات الإقليمية والدولية التي تفرض رَكْن لبنان على رفوف الإنتظار. إلى جانب أن أيا من الدول المؤثرة لبنانيا، وعلى وجه التحديد المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران، ليست مستعجلة لتقديم حلول لبنانية، أو في أضعف الإيمان الإسهام في هكذا حلول.

في هذا السياق تحديدا يأتي ربط ماكرون الحل اللبناني بحلول في العراق وسوريا، إنطلاقا من أن أزمات الدول الثلاث "تتطلب لحلّها أجندة تعاون صادق بين الدول المعنية"، على ما جاء على لسانه.

قرأت مصادر سياسية رفيعة في هذا الارتباط الثلاثي اللبناني- السوري - العراقي اعترافا واضحا بأن الأزمة في لبنان ليست فقط في طبقة سياسية عقيمة تتنكّر لمصالح من جاء بها، وليست فحسب في مجلس نواب فاقد القدرة على ابتكار الحلول وانتاج التسويات، بل في الارتباط الخارجي لغالبية أهل الحلّ والربط، الذين بفعل ارتهانهم فقدوا أي قدرة على المبادرة وباتوا في قبضة القرار الخارجي.
ولفتت المصادر إلى أن كلام ماكرون معطوفا على هذا الإرتهان الداخلي للخارج، مؤشر الى أن الحل اللبناني مُرجأ في الوقت الراهن، وأن الأزمة مفتوحة على مزيد من التعقيد والاستعصاء والإنهيار، ما لم يسجدّ طارئ ما يقود قطر على سبيل المثال، بما لها من سعي ودور وسطي في عدد من الملفات، من بينها لبنان، الى إطلاق مبادرة رئاسية - إنقاذية حُكي عنها الكثير.

وكشفت أنّ تمهّل الدوحة ناتج من رغبتها في توفير كامل عناصر نجاح أي مبادرة تحضّر لها، ترمي من خلالها الى صنع حل لبناني لا يقتصر فقط على انتخاب رئيس للجمهورية، بل يشمل أيضا الإتفاق على رئيس للحكومة، بحيث يشكلان معا قيمة إصلاحية تؤسس لإطلاق مسار لبناني جديد يُشكّل التعافي الإقتصادي جزءا رئيسيا منه.
وأكدت أن الدوحة لن تُقدِم على مبادرة من دون تأمين توافق لبناني على اسم رئيس الجمهورية أولا، وهو الأمر غير المتوافر راهنا بالنظر الى أن مكونات وازنة لا تشاطرها الرأي في الاسم المطروح، إلى جانب أنها معنية بتقديم ما يجمع لا ما يفرّق.

ولا يُخفى في هذا السياق اعتراض حزب الله والتيار الوطني الحر على ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، وهو الإسم الذي قيل إن الدوحة استمزجت بشأنه آراء لبنانية وخارجية.

كما لا يُخفى أن واشنطن غير معنية راهنا في التدخل لبنانيا، وكذلك الرياض وطهران، فيما باريس لم تخف رغبتها في الإسراع في انتخاب الرئيس، وإن هي تدرك أن الأمور تتعدى النوايا وحتى الهمم.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا