محليات

البابا فرنسيس… أَأنتَ هو الآتي؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب ميشال يونس في “المسيرة” – العدد 1735

حمل إسم الفرنسيسيَن ومشى دروب دعوته

البابا فرنسيس… أَأنتَ هو الآتي؟!

«تعرفونَ أنَّ واجبَ الكونكلاف هو إختيار أسقف روما. ويبدو أنَّ إخوتي الكرادلة شاؤوا أن يجلبوه من أقاصي الأرض. أشكركم لهذا الإستقبال، إستقبال أبرشية روما لأسقفِها. أودُّ أن نصلي مع أسقفِنا الفخري بيندكتوس السادس عشر. نُصلّي كلنا معًا لأجله لكي يباركَه الرب وتحميه العذراء.

والآن، فلنبدأ هذه المسيرة: مسيرة أسقفٍ وشعبِه، روما المُتقدِّمة في المحبة. مسيرة ثقة. فلنُصلِّ أحدُنا للآخرين، لأجلِ العالمِ بأسرِه لكي تكون هناك أخوَّةٌ كبيرة.

أتمنَّى أن تكونَ مسيرةُ الكنيسةِ هذه مُثمرةً للتبشير لهذه المدينة الجميلةِ جدًا، والآن أوَدُّ أن أُعطيكم البَرَكة. ولكن قبل ذلكَ أودُّ أن أطلُبَ منكم أن تُصَلّوا للرب لكي يباركَ أسقفَه. فلنقُم بذلك بصمت»!

بهذه التعابير المُنتَخَبَةِ من تطويبات البسطاء في الروح عَبَر رئيس أساقفة بيونس أيرس الكردينال الأرجنتيني خورخي ماريو بيرغوليو عقولَ وأفئدةَ جموع ساحة القديس بطرس المُترَصِّدةِ المُترقِّبةِ تصاعدَ بُشرى أبيضِ دخّانِ مدخنةِ الفاتيكان المُوكَل إليها مهمة إعلان انتخاب سليل الأسقفيَّة البطرسيَّةِ الرومانيَّةِ والمُعلَنِ بابا الكنيسة الجامعة المُقدَّسةِ الرسوليَّةِ الـ266 الذي بدوره أعلن للرب ولإخوتِه الكرادلة ولجميع رعايا كنيسته المسكونية أنه قد اختار لهويَّتِه البابوية إسم فرنسيس تيمُّنًا بفرنسيسيَن: فرنسيس الأسيزي وفرنسيس كسفاريوس أحد أبرز مؤسسي الرهبنة اليسوعية التي انتمى إليها وانطلق منها البابا الجديد على دروب دعوتِه لخدمة شعب الرب!

أبنُ وربيبُ الأرجنتين البلادِ المُكتَشَفَةِ أراضيها الشاسعة المساحات عام 1516 بأسلوب المُنقِّبين عن الكنوز المرصودةِ في بواطن الأرض أزمانَ توهَّم المُستَعمرون الإسبان بأنَّ جبالها ترسو على كميّاتٍ هائلةٍ من المعادن الفضيَّةِ، فانتهى توهُّمُهم مُجرَّدَ تخيُّلِ أطماعٍ دفينةٍ في عقلِ أيِّ مُستعمِرٍ. ومن قاموس الفِضَّةِ التي لا أثرَ لها أشتقَّت تسميّةُ تلكَ البلاد القصيّة من معناها اللاتيني «أرجنتيوم» Argentum   أي  أرض الفضّة. وبعد أن تحوّلَت أرجنتينا إلى كيان دولةٍ عام 1816 تألَّفت ثروتُها القوميَّةُ من حقولٍ زراعيَّةٍ مُتنوِّعةِ الحبوب الغذائية خصيبةِ المواردِ، وتعاظمت ثروة الأرجنتين القوميّةِ بنجوم لعبةِ وملاعبَ كرةِ قدَمٍ تسابقَت أنديةُ العالم على امتلاك سِحرِ أقدامِهم الذهبيّةِ التي ترفع كؤوس الذهب!

أمَّا كنسيًا ورومانيًا وفاتيكانيًا، فإنَّ الأرجنتين هي الأُمَّةُ الوحيدةُ بين سائر أُمَمِ أميركا الجنوبية أو اللاتينيّةِ التي أوصَلَت وقدَّمَت ورفعت للسُدَّةِ البطرسيّة إبن موظَّفِ سِكَكِ الحديد «ماريو خوسيه بيرغوليو» وأم العائلة التقيَّةِ الوَرِعةِ «ريجينا سيفوري ماريا»، لينطلقَ بشعوب وأبناء حظيرة الإيمان إلى المراعي الرجائيَّةِ الخصيبة النضرة النديَّةِ وَسطَ رُعاةٍ كنسيين لاهوتيين طالما عاكسوا وما زالوا يُعاكسون وحتّى يستهجنون عديدًا من لمعاتِه اللاهوتيةِ وبروقه الكنسية!

الى حامل قدسية التمثيل المسيحاني

منذُ العهد البابويّ لهامة الرسل ورأس الكنيسة كيفا الصخرة والصَّلبِ بالمقلوبِ وبابا روما يحملُ صِفَتينِ يا لِجسامةِ مسؤوليّةِ حاملهما: صِفةُ مُمثِّل المسيح على الأرض، وصِفَةُ خليفة بطرس، وبالصِّفةِ الأولى التي هي على تماسٍ مباشر بالألوهةِ المعصومةِ عن أيِّ خطيئةٍ وخطأٍ يترقَّبُ حامل قدسيَّةَ هذا التمثيلِ المسيحانيِّ أن يسمع جوهر السؤال الذي سأله رَجُلُ المعمودية بالماء يوحنا السابق إلى رَجُلِ المعموديَّةِ بميرون الماء والروح الذي صرَّح بأنَّه لا يستحقُ أن يفُكَّ سير حذائه حمل الله الحامل خطايا العالم لحظة فاجأه أو لم يفاجئهُ بهذا السؤال أو التساؤل :»أأنتَ هو الآتي أم ننتظر آخر»؟؟!

إذًا :هل أنتَ الآتي يا خورخي ماريو بيرغوليو إلى إسم فرنسيس الذي رمى ثيابَ الفرسان الأرستقراطيّةَ بوجه أبيه التاجر الفاحش الثراء «بيدرو بيرادوني» وسطَ ساحةِ أسيزي وبوجهِ أمثالهِ المنتمين لطبقةِ «الأشراف» يوم دوَّى فيه صوت يسوع الآتيه من عُمقِ أعماقِ ذلك الغاضبِ الأقدس الصّافعِ تجّارِ الهيكل القالبِ المُحطِّم موائد صيارفتِه ومُقامريه، يُخاطبُه من دون سواه :»فرنسيس أصلِح كنيستي»!


فارتدى فرنشيسكو بيرنادوني لهذه المَهمَّةِ اليوحنّاويَّةِ ثوبًا منسوجًا منسوخًا عن الرداء المنسوج مِن وَبِرِ الجمال الذي ارتداه الصوتُ الصارخُ في البريَّةِ: «أعِدّوا طريق الربِّ واجعلوا سُبُلَه قويمةً»!

هل أنتَ آتٍ يا فرنسيس لِتسترِدَّ يوسف النجّار السَّكوت ومريم النقيّةِ الفقيرة من سراديب معاهد اللاهوت المؤدلج المُفَبرَك ومن مجامع رؤساء الأحبار والكهنة المُتورِّطين بحَملِ لقبِ «عظيم أحبار هذه السنة «لتُعيدَ عائلة الميلاد إلى تلك المغارة التي اكتشفها وكشفَ عنها مُجَدَّدًا سميُّك الأسيزي وهي تتألف من طفلٍ ويوسفَ ومريمَ ورعيانٍ مِن لَحمٍ ودمٍ وأنفاسِ بشرٍ يُرزَقون يلوِّحُ لوجوههم ذلك «الكوكبُ المُشرِقُ من يعقوبَ «على ثاقبِ عيون ورؤى الأنبياء: «الشعبُ الجالسُ في الظلمة أبصرَ نورًا عظيمًا» وعلى رنيم وترنيم وتهليل ملائكة الآبِ الحنونِ الأحَنِّ :»المجد لله في العُلى وبين الناس المَسرَّةِ لقد وُلِدَ لكم مُخلِّص»!!

هل أنتَ آتٍ يا ابن موظّف سكة الحديد الأرجنتيني إلى روما التي وصلها قبلَكَ وقبلَ أسلافِكَ البابواتِ صانعُ الخيامِ ونابغة طرسوس شاول الطرسوسي المعروف من الله والناس ببولس رسول الأمم، تكتشفُ به ومعه بأن المُبشِّرين الأحَقّين بدروب التبشير إن تجوَّلوا بمراكب البحر أو بقطارات خط الحديد السريع أو بالطائرات النفّاثة أو عِبرَ الإنترنت وصفحات التواصل الإجتماعي، فإنَّ تبشيرهم باطلٌ إن لم يصغوا بكلِّ جوارحهم وجراح مُعلِّمهم وهو يوصّيهم كل آنٍ ويوم :»لا تقتَنوا لدروب تبشيركم لا ذهبًا ولا فضّةً ولا ثوبين وزادين، لأنَّ الفاعل يستحقُّ أجرتَه؟».

ولنكتشف معك وبرعايتِك وتجوالكَ إلى أمم الدنيا عُقمَ ورسوبَ وتخاذُلَ أي مُبشِّرٍ يتلطَّى خلف بدعة «حوار الأديان» هربًا من دفعِ ثمن تلبيةِ الأمر الجوهري: «إذهبوا وبشّروا جميع الأمم باسم الآب والإبن والروح القدس». هذا الأمرُ الذي كلَّف سفكَ دماءٍ وزهق أرواح مبشِّرين لهم وسامُ شرف دم المصلوب من رُتبةِ: «أنا الطريق والحقُّ والحياة»!

هل أنتَ آتٍ أيها الأب الأقدس لتكون أب جميع الأبناء الشّاطري الإرث والميراث إن بكامل رغبتهم وإرادتهم أو بكامل إرادة ورغائب أباطرة القرارات الدولية وسلاطين «الدول العُظمى» وملوك العروش المرفوعة على الجماجم الذين تسبَّبوا وسبَّبوا بقذف ملايين من الأبناء الشاطرين إلى مواخير الزواني وأبناء السوء وبعده اشتهاء أكل الخرنوب من معلف الخنازير…

ألهم أيها الأب الأقدس آباء الكنيسة الأم على أيِّ روحٍ أبويّةٍ تُلهِمُهم على أية وسيلةٍ يستعيدون بها كل إبنٍ شاطر؟!

هل أنتَ الآتي من بلاد أرجنتيوم أو Argentum المعروفة زورًا بأرض الفضّة لتبحث بين وارثي التلاميذ الإثنَي عَشر عن أشباه يهوذا ومنافسي الإسخريوطي على الثلاثين فضيَّةٍ.. وذهبيَّةٍ وماسيَّةٍ إن كان على عَقدَةِ سلسلةِ صليب الصَّدرِ أو المراودةِ عنِ الجيبَةِ؟!

ويا غبطة خورخي ماريو بيرغوليو الرعية الأرجنتنية وقداسة فرنسيس الرعايا المسكونيّة، وكما تنتظركَ شعوبُ المسكونةِ هل أنتِ آتٍ من أرجنتينا بلاد نجوم كرة القدم لتكون نجمًا من نجوم الآب والإبن والروح القدس على وِسعِ استدارة الكرة الأرضية؟؟!!

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا