باسيل يلجأ لجنبلاط لترتيب تسوية تطيح بفرنجية وعون ومعوض
في الداخل، تتكون قناعة بأن صناعة أي تسوية سيعمل الخارج على بلورتها، ستكون متأخرة جداً، نظراً لجملة معطيات، أهمها انشغال الدول بملفات وأولويات متعددة تتقدم على الملف اللبناني.
لا يعني ذلك عدم وجود اتصالات ولقاءات تتناول الملف اللبناني، ولكنها حتى الآن غير جاهزة لتوفير مقومات ناجزة لخطة تكون ناجحة في انتخاب رئيس للجمهورية. تعرف القوى اللبنانية بناء على اتصالاتها، حجم التواصل الخارجي. ولكنها تقول إنه لن يؤدي إلى أي نتيجة حالياً، لأنه لم يدخل حيز التنفيذ. وكل ما يجري هو في سياق سياسة التلمس والاستشراف والاستطلاع.
جعجع وجنبلاط وباسيل
تحت هذا السقف، شهدت الساحة الداخلية سلسلة تحركات في الأيام القليلة الماضية. أولها زيارة النائب وائل أبو فاعور إلى معراب، ولقاؤه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. ثانيها، استقبال جنبلاط للمرشح الرئاسي المدعوم من القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الاشتراكي، وحزب الكتائب وعدد من النواب المستقلين، ميشال معوض. أما ثالثها فكان اللقاء بين جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، بعد طول انقطاع، وإثر مساع قام بها عدد من الوسطاء بين الجانبين، لا سيما النائب فريد البستاني مع جنبلاط مباشرة، والنائب سيزار أبي خليل مع تيمور جنبلاط، حول ضرورة عقد لقاء بين الرجلين والبحث في ما يمكن الوصول إلى تسوية رئاسية.
تشير مصادر متابعة إلى أن إيفاد جنبلاط أبو فاعور إلى معراب، ومن ثم استقباله معوض كانا بهدف التنسيق معهما ووضعهما في صورة اللقاء مع باسيل. وذلك كي لا تخلق لديهما التباسات. وهذا ما كان. في المقابل، حصل اللقاء مع باسيل، على قاعدة استعداد جنبلاط للحوار مع كل القوى، فيما مسعى باسيل أيضاً هو التواصل والقيام بمروحة لقاءات وعلاقات جديدة، للبحث في ما أطلق عليه "ورقة الأولويات الرئاسية". وهذه الورقة تحدد مواصفات التيار الوطني الحرّ لرئيس الجمهورية المقبل. وتشير مصادر متابعة إلى أن اللقاء بين جنبلاط وباسيل لم يتناول أي طروحات حول الأسماء، ولم يتم ترشيح أي شخصية جديدة. إنما تركز النقاش على المبدأ وضرورة التوافق على شخصية مقبولة من الجميع ولديها ثقة داخلية وخارجية.
قطع الطريق
وهنا تفسّر مصادر متابعة أن حركة باسيل تهدف إلى تعزيز التواصل مع جهات متعددة، من خلال استعادة حيثيته انطلاقاً من الملف الرئاسي. كذلك، فهو يسعى إلى قطع الطريق على سليمان فرنجية وعلى ترشيح قائد الجيش جوزيف عون. لذلك هو يجري هذه المحاولات. وحسب ما تنقل مصادر متابعة فإن باسيل أصبح على قناعة بأن فرنجية لن يكون قادراً على الوصول إلى رئاسة الجمهورية، ولذا هو يحاول حالياً قطع الطريق على وصول قائد الجيش، تحت عناوين أعلن عنها سابقاً، وهي أنه لا يجوز لكل قائد جيش أن يصبح طامحاً إلى رئاسة الجمهورية. وقد أعلن سابقاً عن استعداده لتقديم اقتراح قانون يمنع الموظفين في الفئة الأولى من الترشح لرئاسة الجمهورية. هذه كلها عناوين يعمل عليها باسيل، ولكن لا يمكن وصف اجتماعه بجنبلاط بأنه تركز عليها.
إلى جانب هذه التحركات، تبرز حركة أخرى يقوم بها عدد من النواب المستقلين، بالإضافة إلى نواب حزب الكتائب، للبحث في إمكانية اختيار مرشح جديد غير ميشال معوض والذي وصل إلى أقصى ما يمكن تحقيقه.
يحاول هؤلاء النواب الاتفاق على إسم جديد. وهو أمر سيكون محطّ بحث مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، لا سيما أن هؤلاء النواب يفكرون بطرح إسم صلاح حنين كمرشح، ويعتبرون أنه لا يمكن للقوات والاشتراكي أن يمانعا ذلك.
منير الربيع - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|