السويداء:"رجال الكرامة"تواجه تهم التعاون مع النظام..وحماية مجموعاته
منذ مقتل متظاهر في الاحتجاجات المناهضة للنظام في السويداء بداية كانون الأول/ديسمبر، لم تُقدم حركة "رجال الكرامة" موقفاً رسمياً واضحاً للتعليق على الاحتجاجات، مما فتح الباب مجدداً لإطلاق اتهامات حول علاقة الحركة بالنظام ومسؤوليه، بعد اتهامات مماثلة وجّهت إليها عقب المعارك ضد المجموعات المرتبطة بالأمن العسكري وإيران في تموز/يوليو.
مخالفة المبادئ
وزاد من تلك الاتهامات ظهور زعيم الحركة الشيخ يحيى الحجّار ضمن مقطع مصور يشكر من خلاله رئيس النظام السوري بشار الأسد ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في سوريا كفاح ملحم، مما يعطي وفق قولهم: "دليلاً ملموساً على وجود تعاون مع أجهزة النظام الأمنية".
ويقول مصدر مطلع كان على ارتباط سابق بالحركة ل"المدن"، إن نظرة أهل السويداء اختلفت بشكل كامل تجاهها بعد مقطع الحجّار المصور، وتعززت بعد عدم إبداء موقف واضح من تظاهرات المدينة، بعد أن كانت تبرر التواصل ضمنياً لخدمة أهل المحافظة، بإخراج معتقلين لدى الأجهزة الأمنية أو أشياء في هذا السياق.
ويؤكد المصدر أن مثل ذلك التعاون يخالف مبادئ الحركة التي أسسها الشيخ وحيد البلعوس الذي حارب علناً أجهزة الأمن، وكان للنظام السوري الدور الرئيسي في اغتياله، كونه استطاع إخراج السويداء من التبعية للنظام عبر منعه خدمة أبناء الجبل في الجيش وساهم في بناء قاعدة ترفض تصرفات الأجهزة الأمنية.
ويلفت إلى أن البعض باتت لديهم قناعة مترسخة بتسريبات تحدثت عن وجود صلة للاستخبارات العسكرية بتعيين الحجار وعدد من رجال الدين الدروز المتعاونين مع النظام السوري في قيادة الحركة بعد اغتيال مؤسسها الشيخ البلعوس، وتحويلهم مجرى الحركة الى غطاء مبطن للنظام، مما دفع ابن مؤسسها الشيخ ليث البلعوس للخروج من الحركة، وتأسيس قوات "شيخ الكرامة" للمحافظة على إرث ومواقف والده.
حماية عصابات الأمن العسكري
وشنّت الفصائل المحلية عمليتين عسكريتين ضد مجموعتين مرتبطين بالأمن العسكري في تموز/يوليو، قادتها الحركة وتصدرتها إعلامياً، كانت الأولى ضد مجموعة "الفجر" التي يتزعمها راجي فلحوط، بينما الثانية ضد مجموعة "الفهد" التي يتزعمها سليم حميد.
ويقول مصدر شارك في العمليتين، إنه عند انتفاضة أهالي السويداء ضد مجموعة الفلحوط، سارعت الحركة للتدخل الى جانب الأهالي، حيث اعتبر كثيرون التدخل بمثابة صحوة للحركة وعودة للمبادئ التي تأسست عليها.
ويوضح المصدر في حديث ل"المدن"، أن المجموعات حينها توقفت عن ملاحقة الفلحوط، بعد أسره على يد مقاتلين من الحركة، لكن الصدمة كانت بنفيها أسره، بعد انتظار لاقتياده إلى ساحة المشنقة وسط السويداء لإعدامه بحسب وعودهم، ليتبين لاحقاً وصوله إلى العاصمة دمشق بعد تنسيق بين الحجار والملحم وفق تأكيده.
واعتبر ما قامت به بمثابة "غدر" بحق أهالي الطائفة الدرزية و"خيانة" لدماء الشهداء، مؤكداً أن تدخلها ما كان إلا ل"حمايته وما معه من معلومات على ارتباط الحركة بالنظام وإيران". وأشار إلى محاولتها التغطية على ذاك التصرف بالإعلان عن مداهمة أوكار تابعة للفلحوط بين حين وآخر، من دون نتائج حقيقية، زاد السخط عليها.
وكان ليث البلعوس الذي شارك في المعركة، أكد في مقابلة مع "تلفزيون سوريا" وجود وثائق وعقود بيع باللغة الفارسية داخل مقرات الفلحوط، متوعداً بالكشف عن المزيد عن ارتباط الفلحوط وباقي العصابات في السويداء، بإيران.
عصابات مرتبطة بحزب الله
ويضيف المصدر أنه خلال المعركة التي طاولت مقرات مجموعة "الفهد" في قريتي سليم وعتيل، برزت إشارات استفهام عقب إعلان الحركة عن وصولها لاتفاق مع حميد لتسليم سلاحه، لكن الصدمة كانت بتكذيبه تلك الرواية، موضحاً أن ما حصل هو عرض لشراء السلاح منه وسيارة حصلوا عليها بالفعل لكنهم لم يسددوا ثمنها.
ويؤكد أن الهجوم جاء إثر "خلاف على تقاسم الحصص مع حميد، بعد رفض الأخير عرضاً من الحركة". ولم يتوقف عقد الصفقات عند ذلك الحد، بل امتد إلى إعلانها عقد اتفاق مع عصابات تابعة لحزب الله يقودها تجار المخدرات في السويداء.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|