"ثورة الأرز": لاخراج لبنان من الفوضى وتحييده عن الصراعات القائمة
بين روسيا وأوكرانيا والغرب ...الانزلاق ممكن نحو حرب أوسع
كثّفت دولٌ أوروبيّة استعداداتِها لاحتمال صدامٍ مُباشر بين روسيا وبعضِ جوارها الأوروبيّ، وتصدّرت ألمانيا واجهة هذه الاستعدادات. فهي ومنذ خرجت عن مبدأ الحياد العسكريّ المفروضِ عليها منذ هزيمتها في الحرب العالميّة الثانية، بدأت عملياتِ تدريبٍ واسعة للشباب الألمانيّ، وفرضت قيودًا على بعض الوظائف لناحية السفر بلا إذن، وذلك فيما حذّر وزير الخارجية الروسي سريغي لافروف اليوم من مخاطر الانزلاق إلى صدام مسلّح مباشر بين القوى النووية.
قال لافروف: “إنّ التكهنات غير المسؤولة بأنَّ روسيا على وشك استخدام الأسلحة النوويّة ضدّ أوكرانيا، يتم إطلاقها باستمرار في الغرب الاَّ أنَّ موسكو كررّت مراراً، أنَّه لا يُمكن أنْ يكون هناك رابحون في حربٍ نوويّة ويجب ألاّ يتمُّ إطلاقُ العنان لها أبداً». مضيفًا : «إنّنا نلاحظ بقلق بالغ الحملة الدعائيّة في الولايات المتحدة والغرب بشكل عام حول موضوع الأسلحة النوويّة».
المسؤول الروسيُّ الذي نفى أن تكون بلاده قد تحدّثت عن احتمال استخدامها السلاح النووي، قال أيضًا :” إن الولايات المتحدة وأصدقاءها في حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى أوكرانيا، يريدون هزيمة روسيا في ميدان المعركة بُغيةَ تدميرها. وإنّ تصرّفات الدول الغربيّة كلها، والرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي الواقع تحت سيطرتها، تؤكّد أنَّ الأزمة الأوكرانيّة باتت ذات بُعدِ عالميّ”.
يُشار إلى أنّ ألمانيا كانت قد أعلنت في شباط/فبراير الماضي تخصيص 100 مليار يورو لتجديد وتفعيل قوّاتها المُسلّحة بعد السماح لها بالعمل خارج الحدود منذ اندلاع الحرب الأوكرانيّة وخطر تمدّدها الى المحيط البولوني وغيره.
كانت روسيا قد بدأت بغزو أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي، مُعتقدة وفق ما أعلن رئيسُها فلاديمير بوتين في حينه، إنّ الأمرَ لن يعدو كونه ” عملية خاصّة” وقصيرة المدى، مُعلِّلاً ذلك بالسعي للقضاء على ” النازيين الجُدد” في أوكرانيا وحماية الاقليّة الروسيّة . وهو ما ناقضته التصريحات الغربيّة مذّاك والتي تتهم سيد الكرملين بالسعي لاستعادة المجد السوفياتي والتوسّع الاستعماري.
الواقع أنّه أمام عُقم الحلول السياسيّة والتفاوض، فإن أحدًا من الطرفين، أيّ روسيا وحلف الناتو، لا يستطيع القبول بهزيمةٍ في أوكرانيا، ولذلك تتعقد المسألة، وتغرق الحرب وتنزلق الى متاهات أخطر، ولا شيء يمنع انزلاقها أكثر صوب المواجهة المُباشرة التي قد تنحرف الى استخدام النووي بالرغم من أنّ الكثير من المحلّلين الاستراتيجيّين هُنا في أوروبا يستبعدون ذلك، نظرًا لخطر انعاكساته على الجميع.
الأمور ما زالت مُعقّدة، والدليل على ذلك ما قاله لافروف اليوم حيث أكّد أنّه : “من زاوية موضوعية، من المستحيل إقامة اتصالات طبيعية مع إدارة بايدن التي تعلن أن أحد أهدافها هو إلحاق هزيمة استراتيجية ببلدنا، وإنّ نهج واشنطن الصدامي المعادي لروسيا آخذٌ في أنْ يُصبح أكثرَ حدّة وشمولاً بصورة متزايدة”.
يُشار إلى أنَّ واشنطن التي ضاعفت نقمة موسكو، عبر استقبالها قبلَ ايام الرئيس الأوكرانيّ الذي بات يوصف ب ” بطلِ أوروبا” هنا في الاعلام الأوروبيّ، كانت قدّ قدّمت مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية وغذائيّة وطبيّة وانسانيّة، كان آخرها قبل أيام بملبغ وصل الى نحو 1.85 مليار دولار.
المؤكد أنّه بات من الصعب التفكير باطالة أمد الحرب أكثر، وذلك لانّ أوروبا تعاني نقصًا حادًا بالغاز والنفط، وروسيا تبدو وكأنها تُكررّ مأساتها في افغانستان… فهل تعود لغةُ العقل ويتّجه الجميع إلى التفاوض مع تنازلات مُشتركة، أم أنَّ الخطرَ سيكبُر؟ يبدو أنّ الأوروبيّين يستعدون للاحتمالين، وكذلك روسيا، أمَّا الولايات المتحدة الاميركيّة، فهي رُبما تشعر وأكثرَ من أيّ وقت مضى بأنّها الأقوى، لانَّ هذه الحرب لا تجري على أرضها، ولانّ كلّ يوم يمضي، تكون روسيا قد فقدت شيئًا إضافيًّا من رجالها وسلاحها وهيبتها ما لم تنجح في انهاء الحرب والاحتفاظ بالمناطق التي تُريدها سريعًا. ولذلك فإنّ لافروف قال إنّ بلاده تُعطي فترة مُحدّدة للحل السياسي، والاّ فإنّها ستلجأ إلى الحسم العسكري.
ميراي حدّاد - موقع لعبة الأمم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|