عربي ودولي

هكذا غيّر الغزو الروسي لأوكرانيا العالم في عام 2022

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تغيّر العالم في نهاية عام 2022 بشكل ملحوظ. ففي 24 شباط، لم يكن بإمكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتخيل أن قرارات السويد وفنلندا السريعة للانضمام إلى الناتو ستوسع حدود الحلف ضد روسيا بأميال تفوق أميال تقدم جيشه المتعثر إلى أوكرانيا.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، "إن ثلاثة من أكثر الأخطاء الجيوستراتيجية إثارة في الـ250 عامًا الماضية كانت تتعلق بروسيا: غزو نابليون قبل 210 عامًا، وغزو هتلر بعد 129 عامًا، والغزو الروسي لأوكرانيا بعد 81 عامًا بعد ذلك. سعى بوتين إلى إظهار أن روسيا دولة عظيمة، وأن أوكرانيا ليست أمة. وأصر على أن "أوكرانيا" هي مجرد تسمية جغرافية وليست سياسية. وبدلاً من ذلك، أوضح أن روسيا، ذات الاقتصاد الأصغر بكثير من اقتصاد إيطاليا، هي أقل إثارة للإعجاب من الناحية السياسية مما هي عليه من الناحية المادية لأن ثقافتها الاستبدادية تولد الركود والفساد والمراوغة".

وتابعت الصحيفة، "وكما كتب وزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر مؤخرًا في صحيفة "سبكتايتور" البريطانية، "أصبحت أوكرانيا دولة رئيسية في أوروبا الوسطى لأول مرة في التاريخ الحديث". وقد "أثار هذا الأمر القضايا الأصلية المتعلقة بعضوية أوكرانيا في الناتو. اكتسبت أوكرانيا واحدة من أكبر الجيوش البرية وأكثرها فاعلية في أوروبا، مجهزة من قبل أميركا وحلفائها. يجب أن تربط عملية السلام أوكرانيا بحلف الناتو، على أي حال. لم يعد بديل الحياد ذا معنى، خاصة بعد انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو".
 
وأضافت الصحيفة، "كانت هاتان الدولتان الاسكندنافيتان من بين حفنة من الدول الأوروبية التي عززت جيوشها ردًا على استيلاء بوتين على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014. في عام 2022، بعد أسبوعين من تقديمهم طلبات الانضمام إلى الناتو، صوتت دولة إسكندنافية ثالثة، الدنمارك، بأغلبية ساحقة (67 في المائة) بـ"نعم" في استفتاء تم رفضه مرتين، مما أنهى انسحاب الدنمارك من بعض مناقشات ومهام الدفاع في الاتحاد الأوروبي. في ارتدادين آخرين من عدوان بوتين، تم دفع الدولتين اللتين أدى عدوانهما إلى الحرب العالمية الثانية إلى التزام أكثر فاعلية لمنع العدوان. بدأت حرب بوتين يوم الخميس. وفي يوم الأحد التالي، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز عن "تسايتنويندي" أو نقطة تحول: زيادة في الإنفاق الدفاعي لم يكن من الممكن تصورها قبل أربعة أيام".
 
وبحسب الصحيفة، "قالت اليابان هذا الشهر في تقريرها الجديد عن استراتيجية الأمن القومي: "لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نكون متفائلين بشأن مستقبل المجتمع الدولي". لذا، فإن اليابان، في خطوة تدريجية أخرى بعيدًا عن نهجها السلمي الرسمي، تعمل على تكثيف الإنفاق العسكري بما يتجاوز الأسلحة المصنفة، بدرجات متفاوتة من المعقولية، على أنها دفاعية. ستشمل أسلحة "الضربة المضادة" الجديدة مئات صواريخ توماهوك كروز الأميركية التي يمكنها الوصول إلى أهداف على بعد أكثر من 1000 ميل في الصين. إذا استوفت اليابان معيار الناتو المتمثل في إنفاق 2٪ من إجمالي الناتج المحلي على جيشها، فستحصل على ثالث أكبر ميزانية دفاعية في العالم. لذا، فإن الصين أكثر ضعفاً - ويمكن ردعها على الأرجح - لأن النظام الدولي قد اهتز بفعل الأحداث في أوروبا الوسطى". 
وتابعت الصحيفة، "تعتبر روسيا تهديدا محتملا بدرجة أقل مما كانت عليه في 30 آذار 1981، عندما تم إطلاق النار على الرئيس رونالد ريغان. وذكر ويليام إنبودن، في كتابه "صانع السلام: رونالد ريغان، الحرب الباردة، والعالم على حافة الهاوية" أن غواصتي الصواريخ الباليستية السوفيتية المتربصة عادةً قبالة الساحل الأميركي قد اقتربت في ذلك اليوم من الساحل أكثر من المعتاد، إلى حد أنها يمكن أن تضرب واشنطن في 10 دقائق و47 ثانية. جهز كبار المسؤولين الأميركيين، خشية أن تكون محاولة اغتيال ريغان مقدمة لهجوم، أسطول القاذفات الأميركية B-52 لشن ضربات انتقامية".
وختمت الصحيفة، "بعد 41 عامًا، لا يزال العالم مكانًا خطيرًا. ولكن في عام 2022، تحول ما كان السوفييت يسمونه "ارتباط القوى العالمية" بشكل كبير ضد روسيا وضد الصين، هي التي أعلنت قبل 10 أشهر أن "لا حدود" لتعاونها مع موسكو".

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا