دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
"من الصعب الفصل بين ما هو سياسي وصحي"...لماذا لم تُظهر روسيا ودول الخليج أي خوف من "كورونا" الصين؟
كيف يمكن فصل "الخَيْط" الصحي عن ذاك السياسي، في كل ما يتعلّق بواقع "كوفيد - 19" الصيني، في الوقت الحالي؟
فالدول الأوروبية لم تنتظر الإجماع الأوروبي العام، إذ أعلنت مجموعة منها عن ضرورة تقديم الوافدين إليها من الصين، نتيجة سلبية لاختبار "كوفيد - 19"، ومنذ ما قبل يومَيْن على الأقلّ من مغادرتهم الأراضي الصينية (بالنّسبة الى شروط بعض تلك البلدان).
فيما فرضت الولايات المتحدة الأميركية بدورها هذا النّوع من القيود، على القادمين من الصين إليها. واللائحة تطول، إذ تفرض السلطات في دول عدّة قيوداً على المسافرين من الصين، أو تدرس ذلك، ومن دون انتظار أي توصية مُلزِمَة تصدر عن "منظّمة الصحة العالمية" في هذا الشأن، خصوصاً أن بكين أزالت الكثير من قواعدها الوبائية السابقة بشكل فوضوي، وبما يترافق مع عَدَم شفافية صينيّة رسمية واضحة في مقاربة هذا الملف، منذ أواخر عام 2019.
روسيا وإيران والعرب
ولكن ماذا عن روسيا مثلاً، الحليف الاستراتيجي لبكين؟ وماذا عن عن إيران الشريك الاستراتيجي للصين؟ وماذا عن معظم دول الخليج والدول العربية التي تسعى الى علاقات سياسية واقتصادية مُتزايِدَة مع بكين، ولو على حساب العلاقة مع الأميركيين؟ وماذا عن الدول الأفريقيّة "المديونة" للصين في جوانب وملفات عدّة، والحائرة في النّظر الى واشنطن من جهة، والى بكين من جهة أخرى؟
فمن سبق ذكرها، هي دول لم تتّخذ أي إجراء "وقائي" (حتى الساعة على الأقلّ)، في مشهد "لغز" يطرح الكثير من الأسئلة. فيما أعلنت قطر أنها ستُلزم المسافرين القادمين من الصين بتقديم نتيجة سلبية لاختبار "كوفيد - 19"، في غضون 48 ساعة من وقت المغادرة، اعتباراً من اليوم. كما أعلن المغرب عن أنه سيفرض حظراً على الوافدين من الصين مهما كانت جنسيّتهم، اعتباراً من اليوم أيضاً.
أفلا تخاف الدول "الصّديقة" للصين من المشهد الوبائي الجديد فيها؟ لماذا؟ أو هل تضحّي تلك الدول بشعوبها من أجل العلاقات الاقتصادية والسياسية مع بكين؟
وماذا لو تحوّلت تلك الدول الى "ممرّ" لـ "كوفيد - 19" الصيني الجديد، الى الدول الغربية، بطريقة غير مباشرة؟ وماذا عن تعميق العلاقات الروسيّة - الصينيّة الذي نشهده أكثر منذ أسابيع، وعن الرسائل المُتبادلة بين الطرفَيْن، وبين عَدَم خوف الروس من المشهد الوبائي الجديد في الصين؟ وأين هو موقع أصدقاء موسكو وبكين في الخليج والعالم، في هذا المشهد؟
فاللّغز المُحيِّر أيضاً في هذا الإطار، هو أن الصين تبدو مُصرَّة على التعامُل مع العالم على طريقة أن "الكلّ بدّون يمرضوا معي".
فهي أدانت فرض إجراء الفحوص على المسافرين الآتين من أراضيها، وحذّرت من أنها ستردّ عبر إجراءات مضادّة، وكأنها تتعامل مع ملف سياسي أو اقتصادي أو عسكري خاصّ بها، وبتجاهُل تامّ لواقع أنها لا تعتمد السياسة الشفّافة اللازمة في هذا الإطار، فيما من المُفتَرَض أن "كوفيد - 19" هو مسألة صحية عالمية.
أكد مصدر طبّي مُطَّلِع أنه "إذا استبعدنا الاحتمالات السياسية والاقتصادية، فقد نكتفي بالقول إن الدول الصّديقة للصين التي لم تُعلن عن أي إجراء وقائي للوافدين (منها) إليها، تعمل على أساس أن لا حاجة الى الهلع حالياً، وأن المشهد الوبائي الصيني الحالي ليس خطيراً، خصوصاً أنه لم ترشح بَعْد أي معلومات محدّدة عن متحوّرات جديدة وقاسية".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "بات صعباً جدّاً الفصل بين ما هو سياسي من جهة، وبين ما هو صحي من جهة أخرى، في ملف "كوفيد - 19" عموماً. وهو ما يُعيد البحث بمصدر الوباء، وبأسباب ظهوره في الصين قبل ثلاثة أعوام، وبما إذا كان سلاحاً بيولوجيّاً في الأساس، الى الطاولة من جديد. فعودة المشهد الوبائي بهذا الشكل، والإجراءات الوقائية المُتَّخَذَة في دول "غير صديقة" لبكين، مع غياب أي إجراء حتى الساعة في الدول التي تعمّق علاقاتها مع الصينيّين، هو مشهد تغلب عليه السياسة والتنافُس الاقتصادي بدلاً من الصحة والطبّ، بين رغبة بعض الدول بالمضيّ قُدُماً في عزل بكين عن العالم، مقابل إصرار أخرى على رفض تلك السياسة".
وختم:"أي فيروس قد يتأقلم في أجواء جديدة، وقد يشهد تغيّرات تُعطيه أشكالاً جديدة، أو أشدّ قوّة وفاعلية، بما يجعل اللّقاحات الخاصّة به غير فعّالة أبداً. وهو ما يحوّل مشهد "كوفيد - 19" الحالي الى حالة يجب عَدَم المرور الى جانبها مرور الكرام".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|