روسيا تخرق "الهدنة"!
تعرضت مدينة باخموت الأوكرانية لقصف روسي متواصل، رغم بدء سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمناسبة عيد الميلاد لدى الأرثوذكس، اليوم الجمعة، عند الساعة الثانية عشر بالتوقيت المحلي (التاسعة بتوقيت غرينتش)، بحسب وكالة فرانس برس.
وقال مراسلو الوكالة إنهم سمعوا دوي قصف من الجانبين الروسي والأوكراني بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في هذه المدينة، شرقي أوكرانيا، والتي دمرت شوارعها الى حد كبير جراء المعارك التي تراجعت حدتها مقارنة مع الأيام السابقة.
وكانت أوكرانيا ودول غربية قد شككت في مدى جدية وقف إطلاق النار منذ أن أعلنت عنه موسكو.
وبموجب وقف إطلاق النار، من المفترض أن توقف القوات الروسية القتال حتى منتصف ليل السبت، وهي أول هدنة على نطاق عام في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في شباط الماضي.
وإثر نداء من بطريرك الأرثوذكس الروسي كيريل، فضلا عن اقتراح من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، من جيشه "بدء تطبيق وقف لإطلاق النار على كل خط التماس بين الطرفين في أوكرانيا".
ودعا بوتين القوات الأوكرانية، إلى التقيد بهذه الهدنة كي تتيح لأتباع الطائفة الأرثوذكسية، كبرى الديانات في كل من أوكرانيا وروسيا على السواء، "حضور قداديس ليلة الميلاد ويوم ولادة المسيح".
وبعد دعوة الكرملين، توالت ردود الأفعال والتي اعتبرت القرار "نفاقا" وأنه لا يعني بالنهاية إحلال "السلام العادل".
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بقرار بوتين إذ رأى فيه "حجة هدفها وقف تقدم جنودنا في دونباس وتوفير العتاد والذخائر وتقريب جنود من مواقعنا (..) ما الحصيلة؟ مزيد من القتلى".
وأشار زيلينسكي في خطابه الليلي المصور متحدثا بالروسية بدلا من الأوكرانية، إلى أن الروس "يريدون الآن استخدام عيد الميلاد غطاء، وإن كان لفترة وجيزة، لوقف تقدم أولادنا في دونباس وجلب المعدات والذخيرة والقوات بالقرب من مواقعنا".
وأضاف "ماذا سيمنحهم ذلك؟ فقط زيادة أخرى في إجمالي خسائرهم"، مضيفا أن الحرب "ستنتهي إما عندما يغادر جنودكم أو نطردهم".
من جانبه، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، للصحفيين في البيت الأبيض ردا على سؤال عن الهدنة، إن بوتين "يحاول تنفس الصعداء" بإعلانه الهدنة.
وأوضح بايدن في خطاب ألقاه من البيت الأبيض، أن الرئيس الروسي "كان مستعدا لقصف مستشفيات وروضات وكنائس... في الخامس والعشرين من كانون الأول وليلة رأس السنة... أظن أنه يسعى إلى متنفس".
وسيكون وقف إطلاق النار هذا أول هدنة ذات طابع عام منذ بدء الحرب، إذ لم تبرم في السابق سوى اتفاقات محلية مثلا لإجلاء المدنيين من مصنع أزوفستال في ماريوبول، جنوب شرق أوكرانيا، في أبريل، بحسب فرانس برس.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، إن وقف إطلاق النار هذا "لن يخدم آفاق السلام" مطالبا بانسحاب نهائي للقوات الروسية.
واعتبرت الخارجية الألمانية من جهتها أن وقف إطلاق النار الروسي، لن يجلب "لا الحرية ولا الأمان للأشخاص الذين يعيشون في خوف كلّ يوم تحت الاحتلال الروسي".
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، الخميس، إن الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، سيرحب بأي هدنة في أوكرانيا خلال عيد الميلاد عند الأرثوذكس "مع العلم بأن ذلك لن يحل محل سلام عادل يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعا بوتين خلال اتصال هاتفي إلى "وقف إطلاق نار أحادي الجانب" في أوكرانيا بهدف دعم "الدعوات إلى السلام والمفاوضات بين موسكو وكييف".
وردّ بوتين بأن روسيا منفتحة على "حوار جاد" مع أوكرانيا شرط أن تقبل السلطات الأوكرانية "الوقائع الجديدة على الأرض"، عقب الهجوم الروسي في شباط الماضي.
ويصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على انسحاب كامل للقوات الروسية من بلده بما يشمل القرم قبل أي حوار مع موسكو.
وفي حال لم يحصل ذلك، تعهد زيلينسكي استعادة الأراضي الأوكرانية المحتلة بالقوة.
ويأتي إعلان الهدنة من جانب روسيا بعد أقل من أسبوع، على ضربة نفذها الجيش الأوكراني ليلة رأس السنة، أدت إلى مقتل 89 عسكريا روسيا على الأقل، في ماكيفكا في شرق أوكرانيا.
وفي خطوة نادرة، اعترف الجيش الروسي بحدوث القصف الدامي الذي أثار انتقادات في روسيا للقيادة العسكرية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|