فرنسا ناقلة رسائل والحلّ في الخليج
قد يكون الملف الرئاسي الذي لا يتحرك قيد أنملة في بيروت، عنواناً رئيسياً على طاولة عواصم القرار العربية والغربية المعنية برعاية الملف اللبناني إنمائياً وإنسانياً في الوقت الراهن وسياسياً في المستقبل. وقد تكون المقاربة الخليجية التي ما زالت قيد الدرس حالياً، باباً للوصول إلى الحلول للأزمات المتعددة الأوجه على الساحة اللبنانية، وليس فقط لتسريع إنجاز الإنتخابات الرئاسية.
وهذه الورقة الخليجية الموحدة للبنان، يكشف عنها الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم ريحان، الذي يوضح أنه "تمّ إعدادها من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، وقد أُرسلت إلى قادة دول المجلس، وهي في مرحلة النقاش اليوم".
وعن مضمون هذه الورقة، يشير الكاتب ريحان لـ"ليبانون ديبايت"، إلى أنها "تحمل رؤية خليجية موحدة تجاه الملف اللبناني، وسيتمّ إطلاقها من عاصمة خليجية، وستشكّل تعاطياً خليجياً موحداً تجاه لبنان، ومن المتوقع أن تكون لها أصداء أقوى وأن تشكّل عامل ضغط باتجاه الحلول المنتظرة، وربما أقوى من التأثير الفرنسي الذي تراجع داخلياً في لبنان بسبب عدم وجود قوى سياسية محسوبة على فرنسا".
ورداً على سؤال عن المبادرة الفرنسية واللقاء الرباعي المرتقب في باريس الأسبوع المقبل، يقول الكاتب ريحان، إن "باريس اليوم، توصّف دورها بناقلة الرسائل، بين الدول المعنية بالملف"، معتبراً أن "فرنسا قد فقدت قدرتها على التأثير خصوصاً وأنها لم تعد قادرة على الضغط بالعقوبات عبر الإتحاد الأوروبي، حيث تواجهها العراقيل في تأمين موقف موحد كما كان الحال عندما هددت بالعقوبات ضد رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وفشلت بسبب رفض المجر".
وحول التقاطع ما بين الورقة الخليجية واللقاء الرباعي في فرنسا، يقلل ريحان من دور هذا اللقاء وتأثيره، موضحاً أن "موقف واشنطن والرياض من التصور الفرنسي الذي سيُطرح في اللقاء ليس ناضجاً بعد، ذلك أنه وعلى الرغم من التفويض الأميركي للرئيس لإيمانويل ماكرون، في الملف اللبناني، فإن ذلك لا يعني أن الإدارة الأميركية قد أعطت الضوء الأخضر مسبقاً لباريس من أجل اتخاذ القرار المناسب بشأن الإستحقاق الرئاسي أو أنها ستسير في أي مبادرة فرنسية".
وينقل ريحان عن مسؤولين في واشنطن معلومات تفيد بأن "فرنسا أعدت مقترحاً في هذا الخصوص، وهو قيد الدرس من قبل المسؤولين الأميركيين".
أمّا بالنسبة لكلّ من السعودية وقطر المشاركتين في اللقاء الرباعي، فيوضح الكاتب ريحان، أن "السعودية تشكك في نجاح المسعى الفرنسي في تغيير واقع الإنسداد الحالي في الإستحقاق الرئاسين بينما قطر تؤيده، فيما تعتبر فرنسا، أنه من الممكن أن يكون عاملاً مؤثراً في تحريك عجلة الإستحقاق، مع العلم أن واشنطن بدورها، لا تريد الإيحاء بأنها تقود جبهةً ضد إيران في لبنان، وبالتالي، فإن دعوة قطر إلى اللقاء الرباعي في باريس، هي محاولة لطمأنة ايران، لأن قطر هي الدولة الوحيدة التي تملك خطوط تواصل نشيطة مع طهران و"حزب الله"، كما أنها تتواصل مع السعودية ومع ايران والحزب في الوقت نفسه".
ويتوقّع ريحان أن "تتضح الصورة خلال أسبوع، وذلك بالنسبة لمستوى تمثيل واشنطن والرياض والدوحة في اللقاء في فرنسا، مشيراً إلى ثنائية فرنسية – قطرية غير معلنة في لبنان، وقد بدأت بملف الغاز وانخرطت اليوم بالواقع السياسي".
ويستدرك بأن "قطر لا تغرد منفردةً في لبنان، وتحركها لا يتمّ بمعزلٍ عن الرياض"، مشيراً إلى تنسيق مع الجانب السعودي في سبل إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|