رغيف الخبز في خطر... ما حدا مهتم"!
حتّى لقمة العيش في لبنان باتت مهدّدة وللأسف، نتيجة الأوضاع المذرية في لبنان منذ سنتين وأكثر. ولأنّ الفقر ازداد، لم يعد هنالك خجل في التّكلّم عن الموضوع، بل التظاهرات والمطالب ازدادت لتبقى الكرامة محفوظة. آخرها مطالب العمّال والمعلّمين والعسكر المتقاعد والنقابات وغيرها من القطاعات التي أعطت كل ما لديها من تعبٍ ووقتٍ، لتصل إلى ما هي عليه اليوم. وبعد أن اعتاد المواطن اللبناني على حياة الرّفاهيّة "والسّهر والَضّهر" والمشاوير، ها هو اليوم يعاني، قسمًا منه، لأنّه بات مهدّدًا بقوته اليومي بعد أن شملت الأزمة، الخبز والقمح واللحمة والدجاج، وإلى ما هنالك. فماذا يأكل المواطن اللّبناني والدّولار يلامس الـ50 ألف ل.ل.؟
رغيف الخبز في خطر
في الأيام الأخيرة، وصل سعر ربطة الخبز إلى 25 ألف ل.ل. وبعض الأماكن تُباع بـ30. أمّا الخبز الأسمر فيتضاعف سعره. هذا ما يشير إلى عدم استطاعة البعض من تأمين ربطتين على الأقلّ للعائلة. فكيف يعيش المواطن اللبناني اليوم في ظل كل هذه المآسي؟
في هذا الإطار، واكبت الديار بعض المطاعم اللبنانيّة، لتتعرّف على آخر مستجدات الأسعار تحديدًا في جونيه ، في مطعمٍ معروفٍ لديه المأكولات اللذيذة والنرجيلة والمشروبات، التي تجعلك راغبًا لتذوّقها، على الرّغم من كميّتها القليلة نوعًا ما. لذلك من الافضل، تشكيل الأصناف على الطّاولة.
الموضوع لا يقتصر على مطعمٍ واحدٍ، إنّما على معظم المطاعم في جونية. تبيّن خلال العشاء، أنّ الأسعار بالدّولار حصرًا، حتّى النرجيلة (سعرها 3 دولار). والخبز لو طلبت سلّة صغيرة من الخبز العربي مجدّدًا، عليك دفع ثمنها ( وهو ما يقارب الدّولارين). طبق السّوشي الكامل أي السفينةـ بـ15 دولار، صحن البطاطا الحرّة بـ 5 دولار، الفيلاديلفيا 11 دولار، الستيك اللحمة 16 دولار، البطاطا المقلية مع الجبنة 7 دولار والفتوش والتبولة بـ8 دولار. أمّا ورق العنب والرقاقات بالجبنة وباللحمة باتت تسّعر بالحبّة، والحبّة بالدّولار. وما لفت انتباهنا، أحد الموظّفين في المطعم، لنسأله: كل الأطباق بالدّولار؟ ليكتفي بـ "نعم". وتابعنا:" وماذا عن الرواتب؟ ليخبرنا التّالي:
أعمل هنا كـ Runner في المطعم، أرتّب الطّاولات وأنظّفها، أستقبل الزّبائن وأعطيهم الـmenu وأغيّر المنافض وأسأل الزّبون أكان مرتاحًا أم لا وأساعده في الطّلبات. كل هذا وأكثر، أقوم به خلال دوامي الكامل، أي ما يقارب الـ9 ساعات. أمّا عن الأرباح، أتقاضى 200 ألف ل.ل. يوميًا، لأعود بالفان الكبير إلى طرابلس وأحتضن أولادي وزوجتي قبل العودة في الصباح الباكر إلى جونية مجدّدًا.
ويتابع: الحمد لله، الصّحة بخير وما زلتُ أعمل رغم أنّ هنالك الكثير من الناس في منازلهم يبحثون عن وطيفةٍ ثابتةٍ، ولكن بـ200 ألف ل.ل. ماذا سأجلب لعائلتي؟ حتّى الخبز بات يحسب له مئة ألف حسابٍ. السمك واللحمة والدجاج لا أستطيع تأمينها، أولادي الكبار يكتفون بالخبز مع رشّة زيت وسكر. أما طفلتي الصغيرة لا تشرب سوى الحليب.
الوضع صعبٌ جدًا، ولقمة عيشي مهدّدة. أحيانًا أنام داخل المطعم ليلًا لأوفّر بدل النقل، وأحيانًا كثيرة أعود مهرولًا لأزور عائلتي. وما يبقيني في دوام عملي للصّراحة، هو البقشيش الذي أعتمد عليه لأعيل أطفالي.
قصّة هذا الشاب، تختصر الكثير من المعاناة، التي تعبّر عن وجع العديد من المواطنين والمواطنات، تحديدًا لاولئك الذين يعيشون في الضّيع كالشّمال والجنوب، الذين يتكلّفون وقتًا وجهدًا ومالًا ليعملون في المدن، لتأمين الـ200 ألف ل.ل يوميًا للأسف. فأين هم المسؤولون. وهل من أحدٍ يُحاسب أم "الشاطر بشطارتو؟"
لقمة العيش مهدّدة
وفي حديثه للدّيار، يؤكد رئيس نقابة الدّواجن في لبنان، موسى فريجي أنّ الأسعار المرتفعة تتأثر بأكلاف العلف، لأّنّها تشكّل الـ65 % من كلفة الانتاج، وبالتّالي دائمًا سنلحظ أنّه هنالك المزيد من الارتفاع في الأسعار نسبةً للتّكاليف.
ويتابع: لا شكّ أنّ المشكلة الاقتصاديّة اليوم، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة تكلفة الانتاج، وهذا ما يتم ملاحظته أنّ الناس باتت تتعايش مع هذا الواقع، أكان من ناحية مصادر الدّخل وغيرها، لكنّهم يلبّون أنفسهم على الرغم من كل هذه التّكاليف الباهظة. ولكن، طبعًا لا بدّ من رفع الرّواتب لاسيّما القطاع العام والمعلمين والقضاة والعسكر، تمامًا كما حصل في القطاع الخاص بعد أن تم تعديل العديد من الرواتب وتقاضيها بالدّولار الفريش أو بحسب سعر الصّرف. والسؤال: مصدر الأموال..من أين ستحصل عليها الدّولة؟ من خلال وضع رسوم جمركيّة على المستوردات التي يمكن انتاجها في لبنان.
ويُكمل فريجي: الحل الوحيد أمامنا اليوم هو تحمّل نفقات القطاع العام وتحسين الرواتب، ليقوم بواجباته أمام القطاع الخاص، لأن "ما حدن فرقانة معو اذا في رئيس جمهورية أو مجلس وزراء مكتمل الصفات".
وعن سؤال سبب ارتفاع الطلب على رقبة وأرجل الدّجاج، أجاب:" أمّا بالنّسبة للأرجل، والرقابي والكراعين كلها أعضاء تحتوي على الغذاء. الصين تستورد كميات ضخمة من الأرجل لأنّها محببة لدى الشعب الصيني، وهنالك وصفات خصّيصة لتكون طبقًا لذيذًا، وإذا كانت رخيصة للمستهلك، فليكن..
ويختم: وتبقى المقارنة ضروريّة ما بين اللحمة الحمراء الموجودة والمستوردة من الخارج، المجلّدة وغير المجلّدة منها، أسعارها "الدوبل" عن أسعار لحمة الدّواجن، وخير دليل على ذلك، الفيلي الحمراء (أو فيلي العجل) سعرها double عن فيلي الدواجن. لذلك، نتمنّى على المستهلك اللبناني أن يعدّل من عاداته السّابقة ويستعمل لحوم الدّواجن بالأطباق التقليدية اللبنانية كالكبّة والكفتة والطبخات مع الرز، وهي أقل دهنا، وأقل سعرًا بغذاءٍ أفضل.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|