ضحايا انقطاع الكهرباء: قنابل أوكسيد الكربون تخطف الأرواح
من نتائج غياب الكهرباء عن بيوت اللبنانيين، البحث عن وسائل بديلة للتدفئة وتسخين المياه، خصوصاً خلال فصل الشتاء حين يصبح استعمال الماء البارد شبه مستحيل لدى أغلبية اللبنانيين، الأمر الذي أدى إلى وقوع قتلى، بعد اختيارهم وسائل بديلة، كانت مستعملة في لبنان منذ عشرات السنين، من دون انتباه لطريقة التركيب والاستعمال، كسخان الغاز على سبيل المثال.
عشرات الضحايا اختناقاً
"شممت رائحة غاز بالصدفة خلال مروري قرب الحمام"، تقول سارة التي ركبّ والدها سخان غاز منذ شهرين استعداداً لفصل الشتاء في النبطية، مشيرة عبر "المدن" إلى أنها أخبرت والدها الذي أطفأ السخان واستعان بسنكري للبحث عن الخلل، فكانت النتيجة أن وجدوا تسريباً للغاز، كاد أن يُشعل المنزل بأكمله لوجود الحمام إلى جانب المطبخ.
سارة وعائلتها نجوا من كارثة، ربما لأن الغاز هو ما تسرب، والغاز له رائحة، على عكس أوكسيد الكربون، الذي قتل كثيرين. فحسب مصدر في مستشفى النبطية الحكومي، فإن المحافظة سجلت أكثر من 4 حالات وفاة وأكثر من 45 حالة اختناق جرّاء سخانات الغاز منذ نهاية الصيف الماضي، حتى الأمس القريب مع وفاة الشابة بيان في النبطية الفوقا اختناقاً، مشيراً في حديث لـ"المدن" إلى أن العدد الأكبر كان قبل بداية العام الجديد حين كانت التوعية بخصوص هذا السخان شبه مفقودة.
سخانات الغاز.. الخطر بالتركيب
ليس السخان الذي يعمل على الغاز "اختراعاً" جديداً، لكن حاجة اللبنانيين إلى بدائل عن الكهرباء، عادت وروّجت لهذا النوع من السخانات الذي يحتاج إلى حوالى قارورة غاز واحد خلال الشهر، بحال كان استعماله لساعة يومياً فقط، يقول أيمن وهو أحد الأشخاص العاملين في بيع وتركيب هذا النوع من الأجهزة، إلى جانب عمله في تركيب أنظمة الطاقة الشمسية.
يُشير أيمن في حديث لـ"المدن" إلى أن السخان يُعد أحد أفضل حلول الحصول على المياه الساخنة خلال فصل الشتاء. فهو يعمل بمعدل وسطي على تسخين 8 إلى 10 ليترات كل دقيقة، وبالتالي لا نحتاج إلى تشغيله لوقت طويل لكي نحصل على ما نحتاجه من المياه. وبالتالي، مصروفه جيد للغاية.
الخلط بين حالات الوفاة والسخان هو أمر غير سليم. فما يقتل الناس هو التركيب السيء أولاً، وهذا من مسؤولية الذي يركّبه، والنوعية السيئة ثانياً، وهذا من مسؤولية البائع أو المصنِّع.
"لا يجوز تركيب السخان وعبوة الغاز داخل الحمام من دون إتمام شروط ووسائل الأمان المطلوبة"، يقول أيمن، مشيراً إلى أن الاحتراق غير الكامل للغاز، يؤدي إلى تجمّع أوكسيد الكربون، الذي يتفاعل مع بخار الماء داخل الحمام، فينقص الأوكسيجين إلى الحد الأدنى، مع تواجد أوكسيد الكربون السام الذي يؤدي إلى الاختناق من دون أن يشعر الإنسان بذلك كونه خفياً عن كل الحواس البشرية.
لذلك من الأفضل وضع السخان على الشرفة خارج الحمام. وبحال كان ذلك صعباً يجب الحرص على رمي الانبعاثات خارج الحمام، والحرص على إبقاء متنفس لدخول الأوكسيجين إليه.
أما بخصوص النوعية، فبعض السخانات التي لا يتجاوز ثمنها 120 دولاراً أميركياً، لا تعطي الأداء المطلوب كالمعدات الأوروبية التي يبلغ ثمنها 325 دولاراً أميركياً. وبالتالي، قد تكون خطرة. وهنا يجب مراقبة استيراد هذه الأجهزة وبيعها.
تسخين المياه على الحطب والمازوت
في منازل أبناء القرى، خصوصاً القديمة منها، هناك سخانات للمياه تعمل على الكهرباء والحطب، ففي حال غابت الكهرباء، يتم إشعال الحطب فيها لتسخين المياه، ولدى أهل محمد مثل هذا السخان.
يُشير الشاب الجنوبي إلى أن تسخين المياه على الحطب لم يُولد مع هذه الأزمة، فلطالما كانت الكهرباء قاصرة على تأمين المياه كل الوقت، وفي فصل الشتاء تصبح الحاجة كبيرة جداً للمياه الساخنة، لكل أنواع الاستعمالات. والحطب قد يكون الحل الأمثل والأرخص لهذه الغاية.
عمر السخان في منزل محمد أكثر من 15 عاماً، لكنه متين للغاية، ويحتاج إلى 3 إلى 4 حطبات ليكون جاهزاً للاستعمال، بالإضافة إلى عمل الحطب بتدفئة الحمام مجاناً. كذلك هناك سخانات تعمل على المازوت، وهي تشبه الصوبيا، وهي أيضاً من البدائل المستعملة في منازلنا، وهذه السخانات قد تكون أكثر أماناً من غيرها، إلا أنها تبقى بحاجة إلى الانتباه، لأن الاحتراق غير الكامل للحطب والمازوت أيضاً، يوّلدان "غاز" أوكسيد الكربون، ما يوجب أخذ الحيطة والحذر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|