محليات

اللبنانيون يبحثون عن خطاب سياسي جديد!...و السيناريو الرئاسي يتكرّر غداً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب رامي الرّيس في "نداء الوطن": 

أي تمرين نظري يتصل بدراسة مقارنة للديمقراطيّة الأميركيّة بالديمقراطيّة اللبنانيّة المتعثرة، يسقط من أسطره الأولى، ليس لأنّ الأولى منزّهة عن الأخطاء أو أنّها مثاليّة بكل عناصر تكوينها، بل لأنّ الثانية وُلدت عرجاء بطبعة طائفيّة مقيتة ولا تزال تتعثّر عند كل منعطف سياسي كبير يجعلها عرضة لخطوات ارتداديّة عديدة إلى الخلف.

واضحٌ أنّ ثمّة أزمة عميقة تعصف بالنظام السياسي الأميركي الذي عاش سنوات عصيبة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو الآتي من خارج المؤسسة التقليديّة، وقد توّج ولايته بإشاحة النظر (إن لم يكن بتخطيط) الإعتداء الشهير على مبنى «الكونغرس» مع كل ما قدّمته تلك الحادثة غير البريئة من دلالات على الاهتزازات الكبرى والانقسام العميق الذي تعيشه الولايات المتحدة.

المأزق الأساسي يتمثّل في أنّ قرابة نصف الشعب الأميركي يؤيد ترامب وصوّت له (والرئيس السابق لا يزال، بالمناسبة، يعتبر الانتخابات الرئاسيّة مزوّرة) وهو ما يتماشى مع المسار العالمي في صعود اليمين الراديكالي الذي حقق قفزة كبيرة إلى الأمام في إيطاليا والعديد من البقع الجغرافيّة حول العالم، مع استثناء لافت في البرازيل مع عودة الرئيس اليساري لولا دا سيلفا لولاية رئاسيّة ثالثة، وهي المرة الأولى التي يحصل فيها أمر كهذا في البرازيل.

حبّذا لو كان الصراع في لبنان بين اليمين واليسار والوسط، بحيث تتآلف مجموعات سياسيّة وبرلمانيّة ومدنيّة للتنافس السياسي في الشعارات الوطنيّة الكبرى التي يمكن من خلالها العمل الحثيث على إحداث تغيير نوعي في طبيعة الحياة الوطنيّة والسياسيّة يدفع في اتجاه الحد من النزوات الطائفيّة التي باتت تعيث فساداً في كل مفاصل الدولة والمجتمع وصولاً إلى التحالفات السياسيّة والانتخابيّة في مواسم الاقتراع الشعبي.

لماذا لا يُعاد إطلاق عناوين وطنيّة ودفعها في سوق الصراع السياسي، فالمعاناة التي يعيشها اللبنانيون في أسوأ أزمة اقتصاديّة واجتماعيّة مرّت في تاريخ لبنان المعاصر، تدور دورتها على كل الطوائف. عمليّاً، ليس هناك من «طائفة ناجية»! أبناء الطوائف، الذين هم أبناء الوطن، مع وقف التنفيذ، يعانون جميعاً من المشاكل ذاتها في الصحة والطبابة والتعليم والغلاء الفاحش وتفلت سعر الدولار وتآكل المداخيل بالعملة الوطنيّة وسوى ذلك من المعزوفة المعروفة.

كيف السبيل لإخراج الحياة السياسيّة من رتابتها ومن تلك الدوامة المؤذية من الخطابات الطائفيّة التي تدور برمتها حول الشراكة والصلاحيّات والأدوار المفترضة بينما تتعطّل مصالح الناس وتتكسّر أحلامهم عند المصالح الفئويّة لبعض الأطراف السياسيّة وسلوكياتها المريضة والعبثيّة التي ستأتي على ما تبقى من هيكل للدولة التي يتلاشى حضورها على مختلف المستويات، وهو ما يُنذر بعواقب خطيرة قد لا تبقى قدرة السيطرة عليها متوفرة.

اللبنانيون بحاجة للاستماع إلى خطاب سياسي وإعلامي جديد يفسح المجال أمام ممارستهم لمواطنيتهم بعيداً عن الغوغائيّة والديماغوجيّة والعبثيّة والراديكاليّة. إنهم بحاجة لرؤية دولتهم تنهض من جديد من خلال سياسات إصلاحيّة جذريّة طال انتظارها في السياسة والاقتصاد والمجتمع، في الكهرباء والاتصالات والإدارة العامة، وفي كل المجالات الأخرى التي تتيح إستعادة لبنان دوره المصادَر والمخطوف.

عندما تقرأ التقارير الدوليّة التي تصف الوضع اللبناني وتصنّف بيروت كواحدة من أسوأ المدن في العالم، ألا يعني ذلك شيئاً لاولئك الذين يعملون في السياسة اللبنانيّة؟ صحيحٌ أنّ جانباً كبيراً من «الازدهار اللبناني» في حقبة ما قبل الحرب الأهليّة التي انفجرت سنة 1975 كان مصطنعاً وغير عادل، وأنّ أحد أسباب الحرب كان التفاوت الاجتماعي، وأنّ ثمّة حاجة لاعادة النظر بتلك السياسات بالكامل؛ ولكن أقله كانت بيروت لؤلؤة الشرق. واليوم، نختلف على كيفيّة تفريغ حمولة باخرة فيول راسية في عرض البحر لإضاءة المدينة المظلمة!

جاء في جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة: 

سياسياً، لا جديد يُذكر باستثناء دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى جلسة نيابية يوم الخميس المقبل، لانتخاب رئيسٍ للجمهورية. من المرتقب أن يتكرّر سيناريو الجلسات السابقة نفسه، وليس من المنتظر أن يتم انتخاب رئيسٍ في أول جلسة لهذا العام، مع استمرار انسداد الأفق.

ولفت النائب محمد يحيى في حديث لـ"الأنباء"، إلى أن "الصورة ستكون نفسها، ولن نشهد تبدلاً مع استثناءات قليلة، إذ قد يعمد البعض إلى تسمية مرشّحين بدل التصويت بأوراق ملغاة، وتكتل "لبنان القوي" لا زال يفكّر في هذا الموضوع، لكن الفكرة لم تنضج بعد ولا شيء محسوماً".

رغم حساسية الوضع وصعوبته، ورغم الانهيار الكامل الذي لا يستثني أي مؤسسة حكومية، لم يستشعر بعد المعنيون خطورة الظروف للشروع في إنضاج تسوية تجنّب البلاد المزيد من السقوط، وتبقى الآمال معلّقة على مبادرات داخلية أو خارجية تحيي ملف رئاسة الجمهورية الذي بات يبرد شيئاً فشيء مع غياب الحلول.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا