الحزب يتجاوز باسيل؟ و التيار للحزب: هل هكذا تستقيم العلاقة؟!

فسّرت أوساط مراقبة زيارة وفد حزب الله الاخيرة الى بكركي بأن الاخير بات يتعامل مع الملف الرئاسي بشكل مباشر من دون العودة الى حليفه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

تلوح بوادر تجدّد حدّة الأزمة بين التيار الوطني الحر وحزب الله على خلفية ما تردّد عن تغطية الحزب دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى جلسة ثانية، ومشاركة وزيرَيه فيها.

التيار الذي لم تتبيّن قيادته بعد قرار الحزب، لا يزال ينتظر استئناف التواصل مع الحزب على ما أعلن أخيرا أمينه العام السيد حسن نصرالله، من أجل إجراء تقويم موضوعي للعلاقة الثنائية في مسارها الجديد الزاخر بالتحديات والمفاصل.

وتفيد المعطيات القليلة المتوافرة أنّ التواصل لم يُستأنف، ولا معلومات دقيقة عن ظروف استعادته والتوقيت، وليس من المعروف إن كان سيتمّ قبل موعد حلول جلسة الحكومة الأسبوع المقبل.

ويقول قيادي رفيع في التيار لـ "ليبانون فايلز": كان المأمول، ولا يزال، اصطفاء العلاقة، وتنقيتها من ترسّبات مشاركة الحزب في الجلسة الأولى تماما كما كان المعوّل استئناف التواصل والتصارح من أجل استقامة العلاقة.

يضيف: لكن مشاركة حزب الله في حال تأكدت ستزيد الأذى في العلاقة، وستضفي مزيدا من التعقيد المجاني غير المبرر والذي كان في الإمكان تلافيه أو حتى تجاوز أذى المشاركة في الجلسة الأولى، ببعض من الدراية والحنكة.

ويشير الى أنّ ما يحصل مؤسف فعلا ومُستغرب وذات دلالة، خصوصا أن تكرار الخطأ لا يمكن فهمه إلا في سياق الإصرار عليه وعلى الإيغال فيه.

في الموازاة، علم "ليبانون فايلز" أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال انصرف في الساعات الأخيرة الى سلسلة اتصالات ومشاورات مع عدد من الوزراء، ومنهم من قاطع الجلسة السابقة.

وكشف مصدر سياسي رفيع أنّ ميقاتي أبلغ من اتصل بهم أن الجلسة ستُعقد مطلع الأسبوع وأن نصابها القانوني مؤمن، لكنه يأمل في أن يُرفع نصاب الحضور بما يتجاوز حكما نصاب الجلسة الأخيرة، ويعدّه تعويضا عما أصاب الحكومة من ضرر نتيجة المقاطعة.

وتوقّع المصدر أن يزيد عدد الحضور بمعدل وزير واحد، وهو ما قد يريح ميقاتي نسبيا.

ولفت الى أن هذا المشهد المعقّد ينذر بمزيد من التأزم والتصعيد، ولن يؤتي سوى بثمار سيئة.