محليات

ميقاتي يستخفّ بالأساتذة والحلبي يبتعد عن "اشتراكيته"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

التعليم الرسمي انتهى، وبات من الصعب أن تقوم له قائمة في ظل الظروف الحالية. فحراك الأساتذة اتسع، ولم تعد روابط المعلمين قادرة على السيطرة على الأساتذة، طالما أن المسؤولين لم يخطوا أي خطوة لمساعدة الأساتذة لإقناعهم بالعودة إلى التعليم. حتى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استخف بحراك الأساتذة يوم أمس، ولم يلتقِ بممثلي الأساتذة بعد جلسة الحكومة إلا لدقيقة ونصف الدقيقة عند الباب، تخللها برهة من الوقت ذهب فيها ميقاتي إلي المرحاض. وكل ذلك حصل بحضور وزير التربية عباس الحلبي، الذي أحاط نفسه بممثلي الروابط والأساتذة المعتصمين في الخارج. ولم يبادر الحلبي إلى أخذ أي موقف من تصرف ميقاتي هذا، فيما يرى التعليم الرسمي يتدمَّر شيئاً فشيئاً أمامه، كما يقول أكثر من مصدر في روابط المعلمين.


استخدام الاساتذة
جل ما بدر عن رئيس الحكومة أنه وعد الأساتذة بتخصيص جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل لقطاع التربية. لكن الأساتذة لم يقتنعوا بهذا الكلام الغامض. وتقول مصادر في روابط المعلمين إن ما قاله الميقاتي مجرد فكر عامة مبهمة. فهو لم يحدد عن ماذا ستكون الجلسة وما هي أولوياته. فقد سبق ورفض مطالبهم منذ أسبوع. بالتالي، يعتبر الأساتذة أن ميقاتي يريد استخدامهم واستخدام قضيتهم ومطالبهم في صراعه مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، خصوصاً أن مطالب الأساتذة يمكن تنفيذها بمراسيم جوالة وليست بحاجة لمجلس وزراء.

برامج تغذية لمدارس مقفلة
سبق وتلقى الحلبي السهام من الأساتذة، لأنه لم يتمكن من تنفيذ وعوده بمنحهم الحوافز. لكن حتى داخل وزارة التربية ثمة مسؤولين يشككون في بعض الخطوات التي يتخذها. فبدعوة من وزارة التربية وبرعاية الوزير الحلبي، وبالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيطلق احتفالاً حول التغذية المدرسية في 25 من الشهر الجاري.
تأتي هذه الدعوة فيما المدرس الرسمية مقفلة بسبب إضراب الأساتذة. وقد افتتح في العديد من المدارس "المطبخ المدرسي" لتغذية الطلاب، وأنفق المانحون ملايين الدولارات على هذه البرامج، فيما يرفضون مساعدة الوزارة في حل معضلة الحوافز للأساتذة والموظفين. كأن المانحين يعيشون في كوكب آخر، همهم تنفيذ المشاريع الوهمية الدعائية للبهرجة الإعلامية، فيما الأساتذة يصرخون من الجوع. هذا فيما يفترض أن تفتح المدارس أبوابها لحضور الطلاب كي يتم إطعامهم. وهذا لا يتم إلا من خلال دعم الأساتذة لفتح المدارس، تقول المصادر.

الاشتراكي ممتعض
أدار الحلبي أذنه لبعض المسؤولين في الوزارة غير المبالين بالواقع وبحراك الأساتذة، الذي كان يتسع جراء الظروف المجحفة التي يعيشونها، ولم يفكر بالاستماع إلى ممثلي الأساتذة الذين يعيشون على أرض الواقع. لكن يبدو أن الأمر لم يقتصر على سهام الأساتذة الموجهة إليه، بل ثمة هوة تتسع بين الوزير والحزب التقدمي الاشتراكي (المحسوب عليه). وهناك بعض الاشتراكيين غير راضين على إدارته لوزارة التربية، تؤكد مصادر مطلعة لـ"المدن".
ثمة امتعاض من الوزير من بعض الاشتراكيين حول إدارة الحلبي لملف التعليم الرسمي وحقوق الأساتذة. امتعاض حتى من طبيعة علاقته برئيس الحكومة نجيب ميقاتي. فهو ينفذ كل ما يطلبه ميقاتي من دون أخذ رأي الحزب، فيما التعليم الرسمي ينهار.

وتجدر الإشارة إلى الحزب التقدمي الاشتراكي أصدر بياناً، أبرز ما جاء فيه: "حذر (الحزب) من التخلي المشبوه-المقصود عن حماية قطاع التعليم وتركه عرضة للانهيار".
وأعرب فيه عن "رفضه الكامل لما يجري من تدمير في القطاع التعليمي، الذي يطال 350 ألف طالب وأكثر من 50 ألف معلم، وأكثر من 1200 مؤسّسة تربويّة رسميّة". ودعا "إلى معالجة سريعة تقتضي التحرك الفوري لإنقاذ التربية والتعليم، وتقديم الحوافز المالية وتنظيم آلية صرفها، وتحسين كل التقديمات والبنى والإمكانات اللازمة لإعادة الحياة إلى المدارس والثانويات والمهنيات، قبل أن تنفجر هذه القنبلة الاجتماعية الحياتية في وجه الجميع".

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا