الصحافة

فرصة أخيرة من بري للتوافق... و"الحزب" ضاق ذرعاً بالليموني

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

طغى المشهد الفسلطيني على المشهد اللبناني أمس، بالعملية التي اعتبرت انتقاماً لمجزرة جنين وأخذت حيزاً واسعاً في الرأي العام اللبناني، بعد أن كانت الخلافات القضائية حديث الساعة، ويبدو أنها تأخذ استراحة في نهاية الأسبوع بعد أيام من التصعيد، وكل ما تبعه من تحركات على الأرض ومشادات ومواقف في الاعلام، ولكن لا يتوقع أن تبقى الأمور هادئة، وعلى الأرجح سيكون هناك فصل ثانٍ للمعركة في القضاء في الأيام المقبلة، والسبب الشلل الذي يضرب الدولة بأركانها، من رأسها حتى أصغر مؤسسة فيها، والحل لن يبدأ قبل انتخاب رئيس للجمهورية.

يبدو أن الثنائي الشيعي لم يعد يطيق الانتظار، فكما سبق وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن البلد لا يمكنه تحمل الفراغ لمدة طويلة. وفي هذا الاطار أشارت مصادر الثنائي لموقع "لبنان الكبير" الى أن "لبنان لن يبقى من دون رئيس، ويجري العمل خلف رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل التوصل الى توافق ينتج من خلاله انتخاب رئيس جمهورية".

وأوضحت المصادر أنه "في حال تعذّر الوصول الى انتخاب رئيس توافقي فستكون لدينا خياراتنا الديموقراطية، التي ستصبح واجبة بعد مدة لم تعد طويلة، إذ لا يمكن السكوت والتفرج على البلد ينهار"، مؤكدة أنه "في حال تقررت المواجهة فسيفوز سليمان فرنجية بغالبية ٦٥ صوتاً وأكثر".

بري يسعى جهده للوصول إلى توافق، ولكن بسبب التعنت الحاصل برفض الحوار، يبدو أنه سيتخطى الثنائي المسيحي المعارض له، "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، وسيذهب إلى خيار قد يعتبر مواجهة لهما. ولفتت المصادر الى أن "حزب الله" بدأ يفقد صبره مع حليفه الليموني، فهو لا يريد أن يتخطاه، ولكنه في نهاية الأمر إذا وضع أمام خيار الفراغ أو انتخاب فرنجية، فسيتجه إلى الانتخاب، وليرضي التيار نفسه بنفسه، تحديداً أن الحزب حاول مع التيار مرات ليجعله جزءاً من التسوية، ووعده بحفظ مكانته في العهد الجديد، وكل هذه المحاولات باءت بالفشل، بسبب تعنت رئيس التيار جبران باسيل، الذي يرى في فرنجية تهديداً لمستقبله السياسي، خصوصاً في حال صحت المعطيات من فرنسا حول اللقاء الذي سيعقد فيها، وأنه سيعبّد الطريق أمام انتشال لبنان من أزمته، بغطاء دولي، قد لا يكون بقوة المؤتمرات السابقة مثل باريس 1 أو 2، ولكنه سيخفف الضغط على الشعب الذي يحاول النجاة بيومه، بالاضافة إلى ذلك قد يشهد العهد الجديد دخول لبنان البلاد المنتجة للغاز، وما استضافة لبنان اليوم حفل توقيع انضمام قطر، عبر شركة "قطر إنرجي"، إلى تحالف التنقيب عن النفط الذي يضم "توتال" الفرنسية و"إيني" الايطالية في البلوكين 4 و9، في ظل وجود مؤشرات على أن الحفر والتنقيب سيبدأ قبل نهاية السنة، الا دليلاً على أن أي رئيس مقبل قد يشهد عهده ازدهاراً، وسيقارن بالعهد السابق الذي وصل فيه لبنان إلى جهنم، وبالتالي يرى باسيل في هذا الأمر تهديداً لمستقبله السياسي، ولا سيما إذا كان الرئيس هو فرنجية، كون الاثنين حليفين للحزب، مما يسقط فكرة المؤامرة التي تحدث عنها التيار دائماً.

ولكن الحزب لن يستطيع الوقوف عند خاطر حليفه طويلاً، تحديداً أن التيار أعطاه الحجة المناسبة لتخطيه، وذلك عندما رفض انتخاب الأكثر تمثيلاً في الطائفة الشيعية لرئاسة مجلس النواب، أي الرئيس بري، وكذلك رفض انتخاب الأكثر تمثيلاً عند الطائفة السنية لرئاسة الحكومة، الرئيس نجيب ميقاتي، والحجة نفسها ستستعمل عند حلفاء حزب "القوات"، الذي بدوره يتماثل مع التيار في هذا الأمر، وفي حال سار بعض الحلفاء بغير أهواء الكتلتين المسيحيتين الكبريين، تكون الحجة جاهزة، بل حتى أنها مشروعة ومقنعة.

اقتصادياً، هدأ جنون الدولار بعد تفلت استمر لأيام، ووفق المعلومات فان المصرف المركزي تدخل للجمه، ولكن ليس عبر ضخ الدولارات في السوق، بل عبر توقفه عن شرائها، وذلك بعد تحرك من الرئيس ميقاتي، باتجاه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ووزير المال يوسف خليل، ولكن من غير المعلوم إلى متى يمكن لجم هذا الجنون، في حال استمرت المراوحة، واستمر الفراغ والشلل يسيطران على الدولة. ولفت مرجع اقتصادي في حديث لـ"لبنان الكبير" الى أن "الدولار لا حدود له، ولا شيء يمنع وصوله إلى 100 ألف ليرة، بل لا شيء يمنع وصوله إلى المليون ليرة، طالما أن الدولة مشلولة، ولا تقر أي إصلاحات، الكلمة الفصل هي للسوق السوداء."

ورأى المرجع أن "لحظة انتخاب رئيس للجمهورية وحدها كافية لتعطي إشارات إيجابية، قد تهدئ أو حتى تخفض من سعر صرف الدولار، وهذا طبيعي، فأي استقرار في السياسة سيؤثر إيجاباً على الوضع الاقتصادي، ولكن انتخاب الرئيس وحده ليس كافياً، ويجب أن يلحقه تشكيل سريع للحكومة، والحكومة المؤلفة يجب أن تجتمع كل يوم، حتى تقر خططاً إصلاحية من شأنها أن تعيد تشغيل العجلة الاقتصادية للبلد، وطبعاً يجب أن يكون هناك رضى دولي عموماً وعربي خصوصاً، تحديداً دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وإلا سيستمر مشهد الإنهيار، ولن يكون أي رئيس جمهورية مقبل، إلا رئيساً على الأطلال، وليس على بلد فعلاً".

ملف المرفأ شهد تطوراً غير متعلق به فعلياً أمس، بحيث أثار إطلاق الموقوفين حفيظة العديد من سجناء سجن رومية، الذين يعانون منذ سنين بسبب الاهمال الصحي والغذائي، وتوقف المحاكمات، وقد علقوا مشانق في أنحاء السجن كتعبير عن اعتراضهم الكبير على ما حصل، وبدأت المطالبات الشعبية والسياسية بالبت بملف الموقوفين الاسلاميين الذين يعانون من الاعتقال من دون محاكمة.

المشهد الفلسطيني كان المتصدر في الرأي العام اللبناني والعربي، فبعد ارتكاب الاحتلال مجزرة في جنين، رد عليه أبناء الأرض، ونفذ فتى فلسطيني عملية في عقر داره، واستطاع أن يهز الكيان الصهيوني فيها، لتتبعها عملية أخرى صباح السبت، وسط تخوف اسرائيلي من أن ينزلق المشهد إلى انتفاضة جديدة، في ظل انقسام بين الاسرائيليين. العملية أدت إلى مطالبة اسرائيلية باستبعاد المتطرف ايتمار بن غفير عن المشهد، واعتباره مسؤولاً عن التطورات الأخيرة.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا