الصحافة

باسيل: "ما بدّي اتفق مع حدن"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليس بغريب ان يخرج رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بما اعلنه من مواقف. فما قاله يأتي في السياق "التصاعدي" منذ خروج "البرتقالي" من قصر بعبدا، والذي فتح فيه باباً مشرعاً على كثير من الاحتمالات في مسار استمر حتى بلغ حدوده القصوى، ما قد يضع "باسيل - المشروع" في خطر الالغاء الابعد من السياسي، في حال تخطى الخطوط الحمراء، وفقا للكثيرين.

بلهجة هادئة نسبياً، لم تخلُ من بعض التعابير والتوصيفات العالية السقف، كل منها بمثابة قنبلة قابلة في حال انفجارها الى قلب المشهد اللبناني الداخلي، فتح رئيس "التيار الوطني" النار في كل الإتجاهات، وإن بعيارات مختلفة، مواربة ومباشرة، باتجاه بكركي، صوب الضاحية، دون أن يُسقط المسيحيين من مرمى نيرانه، مصوّباً سهامه "عالناشف" ضد حلفائه.

اوساط دبلوماسية تابعت باهتمام تفاصيل ما ورد في الاطلالة الاعلامية، اعتبرت ان ما ورد من كلام لم يخرج من العبث ولم يكن ذراً للرماد في العيون، بل انطلق من معطيات داخلية وخارجية، تقاطعت عند ضرورة إحداث صدمة، بعد الركود المتحكم في الساحة، ومع فتح مجموعة من الملفات والاحداث دفعة واحدة، ما يسمح باستثمارها سياسيا، لوقف الانهيار المتسارع والأهم في إحداث خرق في جدار الشغور، وهو ما تحقق بالضبط، من حركة باريس - واشنطن،الى لقاء بكركي المسيحي، فزيارة البيك للاستيذ، بموازاة حركة لافتة للسفيرة شيا، المعروف اصطفافها، بعد عشائها مع السفيرة الفرنسية منذ ايام.

إذا ما أرَدنا تشريح مضمون المؤتمر الصحفي وتحليل ما بين سطوره، يتوجَّب علينا التوقف عند مجموعة من النقاط الأساسية التي حَملت رسائل بالجملة وفي كل الاتجاهات، راسِمةً خريطة طريق التيار الوطني الحر للأشهر المُقبلة، وأهمّ ما يستوقفنا هنا:

1- في موضوع قائد الجيش، ذهب النائب باسيل بعيدا في موقفه على خطين متوازيين، فهو اعتبر في مسألة الخلاف بين وزير الدفاع والقائد ثمة اعتداء على الصلاحيات، والتي حلها الذي لم يعلنه يبقى في اقرار المراسيم التنظيمية، أما الخط الثاني فتمثل في حديثه عن "تابوه" الاموال الخاصة في الجيش، والذي للامانة ليس من اختراع "جوزاف عون" بل هو يعود الى عهود ما بعد الطائف، والذي لولا وجودها لما تمكنت القيادة من تسديد المئة دولار شهريا للعسكريين طوال هذه الفترة، ولما كان بالامكان تامين الكثير من الحاجات، التي لا يمكن السير بها وفقا للالية البيروقراطية.

صحيح ان ثمة من راى في الامر هجوما يشبه ذاك الذي شن من باريس ضد سليمان بيك، الا ان اللافت هو ما تبع كلامه، من تصريح نائب رئيس المجلس الياس بوصعب والذي تحدث فيه من واشنطن عن جوزاف عون المرشح، والامر الثاني، الحركة التي يقودها النائب السابق زياد اسود في جزين وقراها داخل صفوف التيار. مع الاشارة الى ان زوار الرئيس عون يلمسون عدم "رضاه" على قائد الجيش.

2- قدَّم "ومن الآخر" مُطالعة في موضوع حزب الله حيث كان جازما بتاكيده ان مار مخايل انتهى لانتفاء ظروفه، وبالتالي المطلوب اليوم اتفاق من نوع آخر يتخطى الثنائية الى التعميم هدفه بناء الدولة والمؤسسات.

3- تاكيده انه لن يكون مقبولا ان يفرض على المسيحيين رئيسا، تماما كما هو مرفوض ما يحصل حكوميا.

الاخطر على هذا الصعيد، ان ثمة رسالة وصلت للقوى المسيحية مفادها بضرورة الالتفاف حول مواقف البطريرك الراعي، والا فإن المسيحيين لن يكونوا الى الطاولة نيسان المقبل عندما يحين موعد التسوية الجديدة. وهو ما عكسته توصية القمة الروحية، والتي تلقفها باسيل لتنظيم التعاطي مع الملفات المطروحة، أكانت خلافية أم لا، نقطة قد تُسَجِّل إحراجًا لتلك القيادات .

ايا يكن فإن مواقفه اكثر من جدية، ومن اليوم حتى آذار موعد الانتخابات مبدئيا، ما يكفي من الوقت لانجاز الكثير مما يلزم من مسرحيات، اذ بحسب العونيين، جاء كلامه بلغة أكثر من صريحة وواضحة، حيث ذهب النائب البتروني ليلامس بكلامه "الوقاحة الجريئة"، في حديث أعاد عقارب الساعة سنوات إلى الوراء، فاتحاً جروح الإحباط المسيحي.

حتى الساعة الاجواء الضبابية عادت لتسيطر خلال الساعات الماضية حيث يبدو "لابو مصطفى" حسابات اخرى ومخاوف. في كل الاحوال الساعات القادمة كفيلة بتبيان الامور بعد فرز الخيوط، فللخصوم "مع جبران فالج ما تعالج"، فيما المحبون بمكان آخر، "طُبّ البريق عا تِمّو بيطلع الصهر لعَمّو"، هكذا بدا جبران باسيل في مؤتمره الصحافي على صورة ومثال "الجنرال".

في مشهدٍ يُعيد الى الاذهان صور امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ، ظهر "جبران" في إطلالة مُميزة، خَلفه جدارية كتب عليها كلمة يتيمة "لوحدنا"، حَملت الكثير من المعاني والرسائل المُشفرة، بالصورة قبل الصوت، أرّادها المُنظمون عن سابق اصرار وتصميم. فهذا هو جبران نفسه، لا فرق بين الأمس واليوم، يُهاجِم، يُناوِر، يُوجّه الرسائل، يؤكد انّ "الامر لي" فأنا "بعدني هون" وجاهز للمواجهة، مُميزًا نفسه بشكلٍ واضح عن الحكومة وما ومن فيها، قادر في اي لحظة على ادارة محركات أوركسترا "المبخرين"، كما جوقة "الشتامين".

فهل حان وقت اسقاط اسماء المرشحين من التسوية الرئاسية؟ ام هي مناورة "صولد" لكسب الوقت عشية الانتخابات الرئاسية؟ فماذا يمكن أن تغيّر هذه الإطلالة في المشهد السياسي؟

ميشال نصر - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا