جنبلاط يضرب حجراً في المياه الراكدة... القرار ما زال بعيداً!
.. "هم ينقّبون عن النفط وأنا أنقّب عن رئيس للجمهورية"، هذا ما قاله وليد جنبلاط بعد لقائه الرئيس نبيه برّي في عين التينة للبحث في ملفّ رئاسة الجمهورية.
هي الجملة الدقيقة الوحيدة التي يمكن الاستناد إليها لاستقراء مضمون الحراك الرئاسي لوليد جنبلاط، وتفاصيل هذا الحراك وخلفيّته، إن عبر اللقاءات التي عقدها جنبلاط ونجله النائب تيمور من عين التينة وصولاً الى بكركي، أو عبر الزيارة الخاطفة التي قام بها النائب وائل أبو فاعور للمملكة العربية السعودية ولقائه، كما رشح عن مصادر أبو فاعور، الوزير نزار العلولا.
بالعودة إلى ما قاله جنبلاط عن تنقيبه عن رئيس للجمهورية، يبدو كأنّه يقول إنّ صعوبة الوصول إلى إنتاج رئيس للجمهورية في هذه المرحلة توازي صعوبة استخراج النفط، أو أقلّه، إنّ الإنتاج في السياقين يحتاج إلى جهد كبير ولوقت طويل وطويل.
في الطريق إلى عين التينة من منزله في القنطاري كان النائب جنبلاط يستمع إلى أغنية الفنّان الدرزي السوري "سميح شقير"، التي تقول: "إضرب حجراً في الماء الراكد تندلع الأنهار"، فأوهَمَ الإعلام، من دون أن يتوهّم هو، أنّ ما يفعله سيكون نقطة البداية لولادة الرئيس العتيد، فيما الحقيقة أنّ ما يقوم به هو محاولة للعب دور في زمن تقلّصت فيه أدوار الجميع.
ثلاثة أهداف جنبلاطيّة
الحراك الرئاسي الجنبلاطي في جوهره يستهدف ثلاث نقاط:
1- حجز دور لزعيم المختارة وليد جنبلاط في عملية صناعة الرئيس منعاً لاستبعاده تحت أيّ ظرف.
2- بداية التحرّر من الالتزام بالتصويت لميشال معوّض، والانتقال من لعبة المحاور إلى منطقة وسطيّة.
3- ضمان عدم وصول رئيس للجمهورية معادٍ للمملكة العربية السعودية، الأمر الذي سيسبّب لجنبلاط إحراجاً كبيراً.
روايتان لزيارة واحدة
بالمقابل، فإنّ زيارة النائب وائل أبو فاعور للمملكة تجاذبتها روايات متعدّدة توازي سلسلة اللقاءات التي عقدها النائب أبو فاعور مع سياسيين وأصدقاء منذ عودته إلى بيروت. وأبرزها روايتان: الأولى سعوديّة، والثانية لبنانية.
1- الرواية السعودية: المسؤولون، الذين التقاهم أبو فاعور، أكّدوا له أنّ المملكة لن تتدخّل في لعبة الأسماء، بل هي مع البرنامج والخطوات العملية التي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، ثمّ تشكيل الحكومة، ثمّ البيان الوزاري وما سيتضمّنه على صعيد ملفّات حزب الله والإصلاح المالي ومحاربة الفساد.
تضيف هذه الرواية أنّ النائب أبو فاعور عرض 3 أسماء رئاسية، وهي: العماد جوزف عون، جهاد أزعور وصلاح حنين، فتمّ التأكيد له مجدّداً أن لا رغبة في الدخول بالأسماء، ثمّ عاد وسأل عن الموقف من سليمان فرنجية، فتمّ التأكيد له أن لا فيتو على أحد والمطلوب الوصول إلى رئيس لا يشكّل تحدِّياً لأحد وقادر على تنفيذ ما يلتزم به.
2- الرواية اللبنانية: هي رواية تمثّل عدّة روايات نقلها من التقوا الوزير أبو فاعور بعد عودته إلى بيروت. وتقول إنّ النائب أبو فاعور استمزج آراء المسؤولين السعوديين في الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية، فأعلموه بلائحة ثلاثيّة الأسماء كان ترتيبها وفقاً لأولويّتها عند المملكة، وتشمل العماد جوزيف عون وجهاد أزعور وصلاح حنين، ولم يتمّ ذكر اسم سليمان فرنجية سلباً أو إيجاباً. فيما تميّز آخرون بما نقلوه عن النائب أبو فاعور حول حيادية السعودية تجاه كلّ الأسماء المطروحة. وهنا يُطرح تساؤل كبير: كيف يمكن التناغم بين الحيادية وطرح لائحة ثلاثية؟!
حرّك وليد جنبلاط الملف الرئاسي في الإعلام اللبناني، إلا أنّ تحريكه في غرف القرار ما زال بعيداً، كما يؤكّد مصدر دبلوماسي كبير.
"الحجر" في أغنية سميح شقير قد يتسبّب باندلاع الأنهار في المياه الراكدة. أمّا في ملفّ الرئاسة فيحتاج الأمر إلى أكثر من حجر، وربّما إلى سلسلة من الكسّارات، وكأنّ وليد جنبلاط بطريق العودة من عين التينة إلى القنطاري استبدل أغنية سميح شقير بأغنية محمد عبد الوهاب: "يا ورد مين يشتريك".
زياد عيتاني - اساس ميديا
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|