"الحريرية" في إجازة غير مفتوحة ولبنان يفتقد "مولّف التسويات"
تحلّ ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في توقيت اكثر من صعب على اللبنانيين الذين لم يعودوا يشعرون بوجود أكثر من هيكل دولة في طريقه الى السقوط، حيث لا تقدر حكومته على عقد جلسات إلا بشق النفس ومن دون التمكن من انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا الاستحقاق لا يشكل اول الواجبات الدستورية عند نواب انقسموا على أنفسهم في ظل طبقة سياسية لا تتحاور ولا تتزحزح عن مواقفها ولا تحركها الهزات الارضية والاجتماعية.
ظهر الحريري قبل رحيله في اكثر من اطلالة وتصريح وكأنه يترك البلد في عهدة الله بعدما اجمع محبو مؤسس "الحريرية" ومن لا يلتقون معه على قدراته في اجتراح المخارج السياسية ابان وقوع البلد في ازمات سياسية ومالية حيث كان الرائد الاول في "التوليفات السياسية" التي لم تقتصر على حدود لبنان في زحمة الانقسامات الطائفية والمذهبية في محطات عدة كان الافرقاء يرفضون فيها التراجع عن السقوف العالية على غرار ما نشهده اليوم في ما بينهم. ولذلك يتذكر الجميع أدوار الحريري في كيفية تمرسه في الخروج من الازمات على الصعيد الوطني. اما على مستوى الطائفة السنية، فهناك احساس بالمرارة لدى هذا المكون إذ لم تستطع إلا قلة من نوابها الـ27 تغطية مساحة التمثيل في أماكن انتشارها في بيروت والمناطق.
تحل ذكرى مؤسس "الحريرية" التي اطلق اشرعتها من العاصمة التي أحبها في أواخر الثمانينات ولم يسعفه القدر في تحقيق مشروعه فسقط شهيدا في 14 شباط 2005. وسيتوزع محبوه وكل على طريقته إحياء هذا اليوم، من الضريح في ساحة الشهداء الى اميركا حيث سيلقي نجله السيد بهاء الحريري كلمة في مركز "اتلانتيك" في واشنطن.
وسيحضر الرئيس سعد الحريري الى بيروت وسيتلو الفاتحة على ضريح والده، ويرجَّح ألا يلقي خطابا سياسيا بل سيكتفي بكلمات، ولن يتطرق بطبيعة الحال الى الازمات والتعثر الحاصل في انتخابات الرئاسة بعدما قرر العزوف عن العمل السياسي اقله طوال ولاية مجلس النواب الحالي. وسينتقل بعدها الى دارته في "بيت الوسط" لاستقبال زواره من مشارب سياسية وطائفية عدة، فضلا عن سفراء وفاعليات ورجال دين،
وثمة نواب من "التغييريين" أجروا اتصالات مع دائرة الحريري وسألوا عن امكان الاجتماع به.
ولم تصدر بيانات عن "تيار المستقبل" تدعو مناصريه للحضور الى ساحة الشهداء، لكنهم سينزلون الى محيط الضريح الثلثاء المقبل. وتلقت النائبة السابقة بهية الحريري اتصالات من عدد من الفاعليات في صيدا والجنوب وغيرهما من المناطق تعلن استعدادها للمشاركة وفاء للراحل وللتذكير بمسيرته ومساهماته في اكثر من حقل. ولم تغب الحريري عن متابعة شؤون تيارها ومواضيع صيدا منذ عزوفها عن العمل السياسي في وقت يغيب نجلها نادر عن الشاشة مع متابعة شقيقه احمد شؤون "تيار المستقبل" من دون اعلام ولا القيام بأي مبادرات التزاما بتعليمات رئيسه. ولا يخفي كثيرون من اهل السنّة وقواعد "تيار المستقبل" القول انهم يعيشون في حالة يُتم سياسي وضياع بحيث لا يقدرون على تحقيق اثبات مشاركة فاعلة في المشهدية السياسية.
وكان النائب السابق نزيه نجم قد أصدر بيانا جاء بالتنسيق مع أفراد من الحلقة الضيقة جدا في محيط الحريري جاء في خاتمته: "وفاء لذكرى ذلك الشهيد العظيم، واخلاصا لدولة الرئيس سعد الحريري، نلتقي معه ومع الأوفياء". ولم يخلُ البيان من توجيه اشارات الى "حزب الله" والتذكير بمواقف الحريري. ويقول نجم لـ"النهار" إن فريقه يلتزم ما قرره الحريري "بعدم العمل في السياسة على مدار اربع سنوات، لكننا لم نترك جمهورنا الوفي". ويريد انصار الحريري هنا توجيه "رسالة شعبية" عبر الحشود التي ستحضر الى الضريح و"بيت الوسط" موجَّهة لكل من يهمه الامر في الداخل والخارج بأن الفراغ الذي أحدثته الحريرية السياسية على المستويين السني والوطني لم تتمكن اي جهة من تعبئته، وهذا ما اثبتته الوقائع منذ عزوف الحريري الابن عن العمل السياسي وعدم مشاركة فريقه في الانتخابات النيابية حيث سيتم اجراء مراجعة شاملة للخيارات التي اتخذها رئيس "تيار المستقبل" بحضور كوادره وقياداته في العاصمة والمناطق في انتظار الانتهاء من "الاجازة السياسية" غير المفتوحة.
"النهار"- رضوان عقيل
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|