الصحافة

في الذكرى الـ 18 لاستشهاده.. لبنان يفتقد لرفيق الحريري

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يفتقد لبنان للرئيس رفيق الحريري بمناسبة مرور 18 عاما على استشهاده بتفجير إرهابي هائل يوم 14 فبراير 2005. فالبلاد تتخبط بمشكلات من الوزن الثقيل، وتكاد الدولة تلفظ أنفاسها الأخيرة من جراء الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، وتحول مجلس النواب إلى هيئة ناخبة من دون دور تشريعي، بينما حكومة تصريف الأعمال شبه معطلة، وبالكاد تعقد بعض الجلسات المبتورة، لأن وزراء فريق أساسي فيها يعتبر اجتماعها غير دستوري في ظل غياب رئيس الجمهورية.

بعد نجاحات هائلة في أعماله في القطاع الخاص، دخل الحريري المعترك السياسي علنيا في العام 1989 عندما كان فريق الجامعة العربية المكلف بحل الأزمة اللبنانية يتحضر لدعوة من تبقى على قيد الحياة من النواب اللبنانيين إلى مدينة الطائف، حيث عقد مؤتمر المصالحة، وأنتج وثيقة وفاق وطني أنهت الحرب الأهلية، وفرضت تعديلا على الدستور، عزز المشاركة في الحكم، وأرسى ثوابت وطنية كانت مثار جدل، وأهمها: اعتبار لبنان وطن نهائي لكل أبنائه، وهو عربي الهوية والانتماء.

كان للرئيس رفيق الحريري دور طليعي في التحضير لاتفاق الطائف، وفي الإعداد لوثيقة الوفاق الوطني بصفته مكلفا من المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز، وقد حصل على تقدير واسع من غالبية الأطراف التي ساهمت في إنجاح المؤتمر داخل لبنان وخارجه، وقد استثمر الحريري هذه الصداقات لمصلحة لبنان بعد أن تولى رئاسة الحكومة في العام 1992، ونجح مع أركان تلك الفترة في تنفيذ برنامج واسع هدف لإعادة اعمار البلاد، وتحقيق المصالحات وإعادة المهجرين، وكان لبيروت نصيب وافر من إنجازاته الكثيرة، من خلال اطلاق ورشة فريدة من نوعها، اعتمد بواسطتها اعمار وسط العاصمة، وفرض عودتها الى المكانة المتقدمة بين عواصم الدول كما كانت قبل الحرب.

خلال ما يزيد على 15 عاما، كان الشهيد الحريري بيكار دوران الحراك السياسي في لبنان، وقد واجه صعوبات واسعة، تمكن من تجاوز غالبيتها بالحكمة والإصرار، واستطاع تدوير الزوايا لتحقيق طموحاته اللبنانية، متجنبا الصدام الذي استدرج إليه في أكثر من مناسبة، لاسيما بينه وبين بعض القيادات السورية الذين كانوا في حينها يتحكمون بكل مفاصل الأمن، وكذلك مع بعض القوى اللبنانية التي شوشت على اندفاعته العمرانية، وغارت من مدى الاحترام الشخصي الذي كان يحظى به عند قيادات دول هامة في العالم، وكان يعامل بالفعل كرئيس دولة وليس كرئيس حكومة فقط.

استطاع الحريري انقاذ لبنان عدة مرات بعد أن وصلت الأوضاع المالية الى حافة الخطر الشديد، ونجح في إطلاق مؤتمرين دوليين من أجل لبنان، بمساعدة صديقه الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، وكان ملتقى «باريس 1» في فبراير 2001 و«باريس 2» في نوفمبر 2002 اللذين حضرهما شخصيات عربية ودولية رفيعة المستوى، وتم منح لبنان هبات مالية كبيرة، وطلب المؤتمرون تطبيق بعض الشروط الإصلاحية، لكن القوى المتضررة أجهضت تنفيذ بعض هذه الإصلاحات، ووقع خلاف كبير كان أحد أهم أسباب اتخاذ قرار لتنفيذ مؤامرة اغتياله الشنيعة.

لبنان اليوم يفتقد لدور الرئيس رفيق الحريري، والذين قرروا تغييبه عن الساحة، يدركون أن إيصال لبنان الى هذا الجحيم المالي والمعيشي، كان مستحيلا بوجود رفيق الحريري الذي كان رافعة للعمل الإنمائي، وسندا قويا للتيار الوطني والسيادي الذي حرر لبنان من الاحتلال ومن الموروثات العثة التي أودعت فيه، خصوصا منها المجموعات المسلحة التي تعمل من دون ضوابط او قيود شرعية.

وما يبعث على الحزن الشديد، هو حالة الضياع والتشتت التي تعيشها البيئة التي احتضنت الرئيس الشهيد، ولاسيما تياره العربي والاستقلالي العريض الذي ساهم في تثبيت وثيقة الوفاق الوطني، وكان حارسا أمينا على باب الانفتاح اللبناني على الأشقاء العرب وعلى الأصدقاء في العالم، حيث من دون هؤلاء لا يمكن للبنان أن يعيش ببحبوحة وسلام.

الأنباء الكويتية ـ ناصر زيدان

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا