الصحافة

لماذا انقلب باسيل على الجلسة التشريعيّة عشيّة اجتماع مكتب المجلس ؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الموقف الملحق الذي قرره رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل باعلانه مقاطعة الجلسة التشريعية ، شكل انقلابا على الاجواء والموقف الذي كان قطع وعدا بشأنه في هذا الموضوع قبل حوالى اسبوع .

منذ ان بدأ التشاور في شأن عقد جلسة تشريعية ، حاول باسيل امساك العصا من وسطها ، فاوحى لبعض نواب كتلته ، ان التيار لا يمانع انعقدها لبحث واقرار جدول اعمال مهم ومحدود ، واوحى لآخرين بان القرار في هذا الشأن مؤجل الى حين بحث الجدول في اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي، باعتبار انها الجهة المخولة في شان اقرار الجدول .

وفي الحالتين، لم يذهب باسيل الى حد اعلان المقاطعة ، وبقي على موقفه العلني الضبابي حتى بعد ظهر اول من امس، فقرر ان " يبق البحصة" سلبا في وجه الجلسة التشريعية، ملتحقا بالاجواء المسيحية الاخرى، لا سيما بعد عظة يوم الاحد للبطريرك الماروني بشارة الراعي واعلانه معارضته لانعقاد هذه الجلسة .

ووفقا لمصادر نيابية، كان باسيل قد اعطى وعدا باستعداد التيار المشاركة في الجلسة ، لكنه ربط هذه الموافقة المبدئية بحجم وشكل جدول اعمالها . وترافق ذلك مع تسريبات لمصادر في التيار، بان هذا الموقف ليس الاول من نوعه في ظل الفراغ الرئاسي ، فقد سبق ان اعتمدته جهات وكتل نيابية مسيحية تمارس اليوم اسلوب المزايدة السياسية والشعبوية . لكن سرعان ما بدأ يتراجع هذا الجو من قبل التيار تدريجا ، مع اشتداد الحملة الاعلامية والسياسية التي قادتها "القوات اللبنانية" بالتعاون مع كتل مسيحية صغيرة ونواب "التغيير" ضد الجلسة .

وجاءت عظة البطريرك الراعي يوم الاحد لتشكل نقطة حاسمة لانعطافة باسيل السريعة وانقلابه في وجه الجلسة التشريعية ، فوجد انها فرصة مؤاتية له للقيام بدور بيضة القبان في حسم مصير هذه الجلسة ، ولحظة مناسبة لاعلان الولاء لموقف بكركي في هذا الشأن ، خصوصا انه يحرص اليوم اكثر من اي وقت مضى على مراعاة والتجاوب مع مواقف البطريرك الراعي، الذي يعول على دوره في رعاية حوار مسيحي - مسيحي حول الاستحقاق الرئاسي .

قبل انقلاب باسيل ، ووفقا لمصادر نيابية ، كان الخلاف مع "التيار الوطني الحر" يدور حول جدول الاعمال، وليس على مبدأ انعقاد الجلسة التشريعية . وفي ظل هذه الاجواء دعا الرئيس نبيه بري هيئة مكتب المجلس الى الاجتماع وفق الاصول، لدرس واقرار جدول الاعمال الذي تضمنت مسودته ٨٢ مشروع واقتراح قانون .

وبعد الانقلاب، ترجم عضو مكتب المجلس النائب آلان عون موقف التيار المستجد ، وركز في مداخلته خلال الاجتماع امس، على موضوع انعقاد الجلسة او عدم انعقادها، من دون الدخول في تفاصيل جدول الاعمال ، وتجاوز الجو السابق الذي اوحى به التيار ، مشيرا الى عدم الموافقة على المشاركة في الجلسة .

وبرر هذا الموقف بانه ينسجم مع موقف التيار من جلسات الحكومة ، ومع تأكيده على اولوية انتخاب رئيس الجمهورية دون اي شيء آخر . ولفت ايضا اشارته الى ان للتيار تحفظات وملاحظات عديدة على صيغة قانون "الكابيتال كونترول" المدرج كبند اول في الجدول ، فقيل له ان الصيغة مطروحة للنقاش في الهيئة العامة وكل شيء قابل للتعديل .

اما مداخلة عضو تكتل "لبنان القوي" النائب اغوب بقرادونيان فكانت اكثر مرونة ، حيث ركز على اهمية التوافق في شان الجلسة .

وكان معلوما ان هيئة مكتب المجلس ، بعد انقلاب باسيل، ستواجه صعوبات في حسم الموقف

امس ، وان الخيار الافضل هو في اعطاء المزيد من الوقت للتداول والتشاور قبل العودة الى اجتماع آخر يوم الاثنين المقبل .

ويقول احد اعضاء هيئة مكتب المجلس " سيكون هناك المزيد من التشاور لانجاح الجلسة التشريعية ، خصوصا ان هناك العديد من مشاريع واقتراحات القوانين المهمة والضرورية ، عدا ان الدخول في لعبة التعطيل سيؤدي الى تداعيات خطرة على كل الصعد". ويضيف " لا نستطيع القول ان الجلسة ارجئت او الغيت، لان الرئيس بري لم يدع الى جلسة بعد ، لكن الايام القليلة المقبلة ستكون مهمة قبل حسم هذا الموضوع بعد اجتماع مكتب المجلس الاثنين المقبل ".

هل كان باسيل يعد لاعلان انقلابه قبل ساعات من اجتماع مكتب المجلس ؟ ام انه عمد الى هذا الموقف في اللحظة الاخيرة ؟

المؤشرات التي سبقت قراره تدل على ان تقصّد ترك هامش معين لحسم امره من هذا الموضوع ، آخذا بعين الاعتبار حساباته المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي بالدرجة الاولى .

ووفقا لمصادر سياسية، فان باسيل اخذ بعين الاعتبار العناصر الآتية :

١- السبب الابرز في مسارعة باسيل الى استباق اجتماع مكتب المجلس باعلان مقاطعة الجلسة التشريعية، هو موقف البطريرك الراعي الرافض لانعقادها .

٢- نجاح "القوات اللبنانية" في استثمار تجميع موقف نيابي معارض للجلسة، واعلان التعبئة المسيحية ضد الجلسة .

٣- الحرص على اظهار الانسجام بين موقف التيار المعارض لانعقاد الحكومة، مع موقف مماثل من الجلسة التشريعية .

٤- الالتحاق بالحملة الشعبوية الموجهة للشارع المسيحي بان لا شيء قبل انتخاب رئيس الجمهورية.

ما هي النتائج المترتبة عن الموجة التصعيدية في وجه الجلسة التشريعية ؟ يقول مصدر نيابي بارز ان الخلاف على هذه الجلسة ليس خلافا دستوريا بقدر ما هو خلاف سياسي، يتقاطع مع اجواء المعركة حول رئاسة الجمهورية ، فالمواد الدستورية واضحة ولا تمنع او تحول دون ممارسة المجلس دوره التشريعي خارج التئامه لانتخاب رئيس للجمهورية ، اي خارج جلسة الانتخاب . لذلك فان مقاطعة الجلسة التشريعية هي مقاطعة سياسية بامتياز .

ويلاحظ ان معركة رئاسة الجمهورية وحساباتها جمعت الاضداد في التقاطع عند توسيع التعطيل البلاد . ويخشى من ان تذهب البلاد في الايام المقبلة الى مزيد من التسخين والتصعيد ، لا سيما ان هناك مؤشرات بدأت تظهر في الايام الاخيرة تدل على هذا التصعيد على كل المستويات والصعد السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية .

محمد بلوط - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا