بعد 18 عاماً... يا دولة الرئيس

عام 2005، 14 شباط لم يكن يوما عاديا، في يوم عيد الحب طالتك ايادي الغدر بأحقد الطرق، فأرادوك شهيداً ليس فقط للطائفة السنية بل للبنان ككل.

انت الذي لطالما كنت تردّد "ما حدا أكبر من بلده"، تبيّن أن وطنك لم يسعك يوماً وإتخذت من السماء موطنك.

من صيدا عاصمة الجنوب الى بيروت الحلم، دخلت المعترك السياسي من الباب الاقتصادي العريض كـ"فاعل خير" مصطحباً بنظرة إقتصادية خاصة للبنان، نظرة يتساوى فيها المسيحي بالمسلم، الغني بالفقير والقوي بالضعيف.

18 عاماً مرّ وكأنه أمس، يا دولة الرئيس لبنان الذي حلمت به لم يعد كما كان بل أصبح كابوساً.

18 عاما يا دولة الرئيس ولبنانك يتسوّل على أبواب عواصم العالم مستجديا صندوق النقد لإنتشاله من قعر الهاوية.

18 عاماً يا دولة الرئيس ولبنانك الذي لطالما كان مركزا لاجتذاب السيّاح بات أرضا قاحلة جرداء لا يقصدها أحدٌ.

18 عاما يا دولة الرئيس ولبنانك الذي رفعت رأسه أمام العالم بأسره، بات أنفه ممرغا تحت التراب.

18 عاما يا دولة الرئيس ولبنانك تحوّل الى بؤر مذهبية متناحرة، وأعداؤك لا ينفكون يوما عن دق المسامير في نعش لبنانك.

18 عاما يا دولة الرئيس ولبنانك الجنة المالية بات "جهنّم اقتصادية" تحرق أبناءها بألسنتها.

دولة الرئيس، أتذكُر يوم أتيت لإعمار بيروت ولبنان وفي قلبك فرح لا يوصف؟ دعني أخبرك أن بيروت باتت تحت ركام "النيترات".

أما سعد يا دولة الرئيس، أرجو أن يتّسع صدره لبعض الملاحظات، فبدل من ان يأتي لساعات ويزور ضريحك، وينصرف للعودة الى حياته الطبيعية، ليته يعاقب من قتلوك وأهدروا دمك لكنه على العكس استهواه حب السلطة فذهب يدور يمينا ويسارا في فلك التحالفات الانتخابية الواسع ويتخبّط في المياه السياسية العكرة حيث غرق وإعتزل.

يا رفيق لبنان سامحنا لاننا اتهمناك بالفساد، سامحنا لأننا لم نكمل مشاريعك، سامحنا لأن الاستثمارات التي عملت على جذبها ذهبت سدى.

رحم الله رفيق لبنان الذي عاش عظيما واستشهد أعظما، رحم الله من رقد في فناء مسجد محمد الامين في وسط بيروت حيث تعانق مآذن المساجد أجراس الكنائس ايمانا برفيق لبنان سيد العيش المشترك من الميلاد الى الممات.