فواتير الكهرباء المليونية أطلّت من الناقورة وأميون...و مواطنون يلغون ساعات الكهرباء خوفاً من "فوبيا الفواتير"
بدأت مؤسسة كهرباء لبنان في إصدار فواتيرها وفق التسعيرة الجديدة، والتي ستُحتسب وفق دولار صيرفة بلاس. وإصدار الفواتير الجديدة الذي بدأ الاسبوع الماضي سيتوسّع تباعًا ليشمل كل المناطق.
بالملايين ستكون فواتير الكهرباء الجديدة التي بدأت تصدر اعتبارًا من الاسبوع الماضي. وكانت منطقتا الناقورة وأميون أولى المناطق التي بدأت فيها الجباية الجديدة، على ان تصدر فواتير منطقة انطلياس اليوم. وفيما يتخوف اللبناني من الارقام المليونية التي سيراها للمرة الاولى على فواتير الكهرباء، فهو واقع بين «شاقوفين»: من جهة لن تكفيه ساعات التغذية القليلة التي تؤمّنها له مؤسسة كهرباء لبنان، ومن جهة أخرى لا يزال غير قادر على الاستغناء عن خدمات أصحاب المولدات التي دولرت فواتيرها في غالبية المناطق. وبالنتيجة، هو اليوم مجبر على دفع فاتورتين باهظتين ليحصل على نحو 12 ساعة تغذية يوميًا.
وعلمت «الجمهورية»، انّ سعر الدولار الذي اعتُمد في تسعير الفاتورة هو 52 الفًا و320 ليرة، وهو عبارة عن سعر صيرفة بلاس، فرضها مصرف لبنان، وتقضي بإضافة ما نسبته 20% على سعر منصة «صيرفة» التي كانت 42600 الفًا عندما بدأ إصدار الفواتير.
وأكّدت مصادر في المؤسسة لـ«الجمهورية»، انّ هذا السعر سيكون موحّدًا لدى كل الناس عند اصدار فاتورة عن شهر معين، اي انّ سعر صيرفة سيكون ثابتًا عند كل اصدار، اي على سبيل المثال، سيُعتمد سعر صيرفة موحّد لدى إصدار فواتير شهري 11 و 12 لكل المشتركين، حتى لو تغيّر سعر صيرفة خلال فترة اصدار الفواتير، فطريقة احتساب الفواتير ستكون موحّدة لدى كل المشتركين.
وأشارت المصادر، إلى انّ الفواتير التي تصدر تباعًا ستكون عن شهري تشرين الثاني وكانون الاول من العام 2022. لافتة الى انّه تمّ تسديد جزء كبير من الفواتير القديمة، وما تبقّى قليل جدًا قبل ان تصبح كل الفواتير وفق الآلية الجديدة للتسعير.
وردًا على سؤال، أكّدت المصادر انّه لا يمكن اعطاء ارقام عن متوسط اسعار فواتير الكهرباء الجديدة، لأنّ المصروف يختلف من منزل الى آخر بناءً على عدد الامبيرات لكل ساعة، الّا انّ غالبية الفواتير تبدأ من المليوني ليرة (مع التذكير انّ الفواتير التي تصدر راهنًا هي عن شهرين).
وعمّا إذا كان يمكن للمشترك ان يطلب خفض عدد الامبيرات في منزله خصوصًا انّ التعرفة الجديدة حدّدت تعرفة ثابتة شهرية بـ 21 سنتًا لكل امبير، اوضحت المصادر، انّه حتى في الفواتير القديمة كانت هناك تسعيرة للامبير الواحد محدّدة بـ240 ليرة. وكشفت المصادر انّ بعض المشتركين تقدّموا بطلب الى المؤسسة لخفض عدد الامبيرات/ساعة، علمًا انّ الحدّ الادنى المسموح بخفضه هو 15 امبيرًا.
وعمّا اذا كانت بدأت حملة نزع التعدّيات على الشبكة، وهو أحد بنود خطة الكهرباء التي يُفترض ان تتكامل مع رفع التعرفة ورفع ساعات التغذية، تقول المصادر، انّ العمل جار على رفع التعدّيات التي تتمّ بمواكبة ومؤازرة أمنية.
يذكر انّ التعرفة الجديدة للكهرباء ستكون على الشكل التالي:
- 10 سنتات لأوّل 100 كيلووات/ساعة،
- 27 سنتاً أميركياً لكل استهلاك يزيد عن 100 كيلووات/ ساعة
- تعرفة شهرية ثابتة وهي 21 سنتاً أميركياً لكلّ أمبير
- 4,3 دولارات بدل تأهيل
تُحتسب التعرفة بالليرة وفق سعر صرف «صيرفة بلاس» وترتبط بمؤشر سعر النفط العالمي.
يعيش المواطن اليوم «فوبيا الفواتير»، خصوصاً وأنها باتت «كابوساً»، من فاتورة المياه المضاعفة إلى فاتورة الكهرباء ومولد الكهرباء إلى الإنترنت والتلفون وغيرها. فواتير، بات يحسب لها المواطن أخماساً بأسداس خاصة وأنّها مرتبطة بسعر الدولار.
يتسابق المواطن لتخفيض حجم الفواتير، من بينها فاتورة الكهرباء، التي بدأت تقلق الناس، حتى قبل أن تصدر في تجربتها الأولى وفق سعر الدولار.
يحجّ الناس نحو شركة الكهرباء في النبطية، لإلغاء فواتير ستكون قاسية وتسعيرة الساعة شهرياً 800 ألف ليرة.
يسارع أبو حسين لإلغاء ساعة الكهرباء قبل دخول الفواتير حيّز التنفيذ. إذ يملك 5 ساعات، إثنتان للمحلّ وإثنتان للمستودع وواحدة للمنزل. «قديماً كنا نسعى لشراء ساعات عدّة، أمّا اليوم فبتنا عاجزين». لا يقوى على دفع إشتراك 5 ساعات. يؤكّد أنه تقدّم بطلب الإلغاء لدى شركة الكهرباء، غير أن المعاملة متوقفة على «طابع». فالطوابع مفقودة من منطقة النبطية، ولامس سعر طابع الألف الـ100 ألف ليرة. حاول أبو حسين دفع قيمة الطوابع عبر الـ omt غير أنّ الشركة رفضت، لافتاً إلى أن المعاملة ستبقى متوقفة حتى حلّ أزمة الطوابع.
«فوبيا الفواتير». هي أزمة المرحلة القادمة. يلهث الناس نحو إلغاء ما أمكنها. فزمن الرفاهية والترف قد ولَّى، حتى فاتورة الكهرباء ستُكهرب المواطن. ظنّ الناس أنّها ستكون خلاصهم من جحيم فاتورة الإشتراك، غير أنه «يا فرحة ما تمّت».
تهافت الناس على إلغاء ساعات الكهرباء ما يشير إلى حجم الرعب الذي أصاب الناس. يقول يحيى الذي يملك ساعتين: «قررت إلغاء واحدة. لن أقوى على دفع الفواتير أكثر. يكفينا فواتير. كنا نحسب أن تكون الكهرباء هي الخلاص، لكنّها كهربتنا بالفاتورة، إلى درجة بتنا نقول «بلاها أفضل».
مصادر في مؤسسة الكهرباء أكدت تزايد إقبال الناس على إلغاء الساعات الفائضة، فالناس تريد تخفيف عبء الفواتير «الكاوية»، لافتة إلى أن المعاملات ستتأخر بسبب الطوابع المفقودة.
للناس تجربة مرَّة مع «دولرة» الفواتير. يأخذون فواتير الهواتف والإنترنت مثالاً، فهي تتبع صيرفة، وبسببها حلّقت الأسعار، وسيحصل الأمر عينه مع فاتورة الكهرباء وهو ما يخشاه المواطن.
عادت أزمة الطوابع إلى الواجهة مجدّداً، شهدت خلال الأشهر الماضية إنفراجاً نسبياً، بعدما دخل محافظ النبطية على الخط ولجم بيعها في السوق السوداء، أقله داخل السراي، غير أنّ الأزمة أطلّت برأسها من جديد، والطوابع تبخرت.
لم يترك عادل مكتبة ومحلاً لبيع الطوابع إلا وقصده. يريد تسجيل عقد إيجار لدى البلدية، إلا أنّه عجز. حاول أن يدفع رسم الطوابع عبر الـomt غير أن الآلية لم تطبقها أغلبية الإدارات العامّة، بإستثناء دوائر النفوس التي بدأت تنفيذها لمواجهة أزمة الطوابع.
قبل أسبوع تقريباً، أوقفت أجهزة الدولة عدداً من الأشخاص لبيعهم الطوابع في سوق السوداء، لكن سرعان ما أفرجت عنهم وألزمتهم البيع وفق سعر الدولة. غير أنّهم لم يلتزموا بحجة عدم توفرها من المكان الأصلي.
إحدى المواطنات تقدّمت بشكوى لدى محافظ النبطية حول شرائها الطابع بالسوق السوداء، وأيضاً لدى أمن الدولة، غير أن البائع تسلّح بحجة شراء الطوابع من السوق السوداء، فطار حقّ المواطنة. حقّاً لهو أمر مضحك في لبنان.
رمال جوني - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|