الصحافة

قلق غربي من تهديدات نتانياهو...ماذا عن لبنان؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اعلان رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو استعداد "اسرائيل" لعمل عسكري ضد لبنان، وكذلك غزة، وعزمه ايضا على شن هجوم على طهران، شغل الاوساط الديبلوماسية في بيروت في الساعات القليلة الماضية، خصوصا ان زوار السفارة الفرنسية في بيروت أكدوا المعلومات حول قيام نتانياهو باطلاع الإدارة الأميركية والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على الاستعدادات لشن هجوم على إيران، بعد رفع "الجيش الاسرائيلي" مستوى الاستعداد لشن هجوم على منشآت نووية ايرانية. وثمة قلق جدي وحقيقي من "دعسة ناقصة" يقوم بها نتنياهو للخروج من أزمته الداخلية العميقة، التي بدأت تلامس الحرب الاهلية بإقرار رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت.

وعلم في هذا السياق، ان رسائل التحذير "الاسرائيلية" للبنان مررها عدد من الديبلوماسيين الغربيين الاسبوع الماضي، حين حذروا من وضع "هش" وغير مستقر، وقد جاء الرد علنيا من قبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، من خلال التأكيد على الاستعداد لخوض هذه الحرب اذا فرضت على حزب الله، لكنه ايضا اوضح لمن يعنيهم الامر ان توقيتها ليس بيد "اسرائيل" فقط، وتملك المقاومة ايضا جدول اعمال خاص بها، وقد لا تنتظر ان يحدد العدو الوقت الذي يناسبه. ولهذا كان الكلام واضحا عن نقل الفوضى الاميركية المفتعلة في لبنان الى كيان العدو، عندما تشعر قيادة المقاومة انها تحقق الاهداف المتوخاة. وهنا يمكن الجزم ان الاستعدادات متقابلة، وقوات النخبة في حزب الله على جهوزيتها لمواجهة اي مفاجأة غير محسوبة، وجاء الرد بالمثل على التهديدات من خلال تحركات ميدانية، فهم العدو معناها على نحو جيد..

وفي هذا الاطار، يبدو الوضع خطيرا، ولا يرتبط بحصول تغيير بقواعد الاشتباك الاقليمي، وانما لوجود انهيار غير مسبوق في الداخل "الاسرائيلي"، اثر مضي حكومة المتطرفين بخطوات ثابتة نحو الاجهاز على السلطة القضائية، وهو امر سيحصل رسميا في منتصف آذار ، مع القراءة الثالثة لـ "الكنيست" للتصويت على قانون تفريغ القضاء من سلطاته الرقابية على السلطة التنفيذية. اما ادعاء نتانياهو امام الحكومة يوم الاحد الماضي بعدم صحة كلام السيد حسن نصرالله حول "هشاشة" المناعة في المجتمع "الاسرائيلي"، فلم تكن الا اكذوبة جديدة في محاولة واضحة لعدم احياء نظرية "بيت العنكبوت"، التي اطلقها السيد عام 2000 ، ولا تزال تعيش في وجدان كل "اسرائيلي".

لكن الوقائع تثبت مرة جديدة ان السيد نصرالله يقول الحقيقة ونتانياهو يكذب. ووفقا لمعهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة "تل أبيب"، فان الانقلاب القضائي والمعارضة الواسعة يلحقان ضرراً خطيراً بـالمناعة الاجتماعية "للإسرائيليين" وبأمنهم القومي، خاصة أن مكونات هذه المناعة تتعرض للتآكل منذ سنوات نتيجة تغيرات داخلية.. والامر المقلق الآن ان الحصانة او المناعة "القومية لإسرائيل" في خطر جدي.

وبيّن المعهد بالأرقام تراجعت ثقة "الاسرائيليين" بالشرطة من 53% في سنة 2018، مقابل 30% في سنة 2022. 61% من "الإسرائيليين" يوافقون على حدوث تراجُع في شعور التضامن الاجتماعي، في مقابل 20% فقط يعتقدون العكس. اما الثقة بالنظام القضائي، فقد تراجعت من 64% في سنة 2018 إلى 41% في سنة 2022. كما تم تسجيل تراجُع مستمر في الشعور بالأمان الشخصي 57% من المستطلعين يعتقدون أن شعورهم خلال العام 2022 بالأمان الشخصي تراجع، في مقابل 6% فقط اعتقدوا أن شعورهم بالأمان الشخصي تعزّز. ويخلص المعهد الى القول بان حكومة "إسرائيل" تزعزع التضامن الداخلي، وتخلق فجوات عميقة وعداء بين فئات المجتمع، وتضر بثقة الجمهور بها، وهو ما يمكن أن يكلّف غالياً على أمن "إسرائيل" القومي.

وفي الوقت الذي تبدو فيه "إسرائيل" غارقة في أزمة دستورية وسياسية غير مسبوقة، فهي محيط استراتيجي يتحول إلى خطير ومعقد، فإيران عادت إلى مسار التخصيب. والأمر الذي يفصل بينها وبين إنتاج السلاح النووي سنتين فقط ، بحسب المزاعم "الاسرائيلية". وفيما تتعاظم قدرات حزب الله الصاروخية والقتالية على الجبهة الشمالية، ثمة انفجار مرتقب على كافة الجبهات الفلسطينية في غزة والضفة مطلع شهر رمضان المقبل في آذار. وعلى الرغم من الخلافات الديبلوماسية العلنية بين ادارة بايدن والحكومة "الاسرائيلية "الحالية، فان واشنطن تدعم دون حدود عملية التسلح "الاسرائيلي"، فإضافة الى المناورات المشتركة بين الجيشين، وصل الى "اسرائيل" مطلع الاسبوع رئيس شركة "بوينغ" في المجال العسكري والفضاء، تيد كولبرت، والتقى نتنياهو لإتمام صفقة شراء خمسين طائرة قتالية من نوع "اف 15 آي.اكس". وهذه نسخة جديدة للطائرة التي ما تزال نماذج أقدم منها موجودة في الخدمة في سلاح الجو إلى جانب "إف 35" من إنتاج لوكهيد مارتن. وقد اتفق الجانبان على شراء 8 طائرات تزويد بالوقود من نوع "كي.سي 46"، وهي من إنتاج شركة "بوينغ"، بحجة الحاجة الماسة لبناء قدرة هجومية حقيقية ضد إيران.

هذه المعطيات، تعطي مؤشرات واضحة على عمق الازمة الداخلية "الاسرائيلية"، نتانياهو يتخبط ويحاول ان يناور على اكثر من جبهة، وضرب عمق العاصمة السورية في كفرسوسة لإيصال رسالة تحذير واضحة، بان "جنونه" قد لا يقف عند اي "خطوط حمراء". هكذا فهمت الدوائر الديبلوماسية الغربية "الرسالة"، ونبهت الى جدية المخاطر. لكن الطرف الآخر غير الراغب في مشاركة رئيس حكومة العدو "حفلة الجنون" الخاصة به، لن يقف مكتوف اليدين، ولن يظهر اي تراجع امام التهديدات.

ووفقا لمصادر مطلعة، وصلت الرسالة واضحة الى من يعنيهم الامر بان اي تجاوز لقواعد الاشتباك مع المقاومة في لبنان سيرد عليه بالمثل ودون هوادة. اما ضرب ايران فيعني الحرب الشاملة والمفتوحة في كل المنطقة. وفي الخلاصة، نتانياهو في مأزق داخلي غير مسبوق، يحاول التهويل على "الاسرائيليين" بالحرب لتوحيدهم حول العدو الخارجي، لكن تبقى الخشية من "دعسة ناقصة" نتيجة حسابات خاطئة ومتهورة. لهذا نعم القلق موجود. لكن اي حرب هذه المرة قد تغير وجه المنطقة..؟

ابراهيم ناصر الدين - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا