كواليس الانهيار المالي اللبناني: من هم شخصيات الظل؟
"درج"
“درج” يبدأ اليوم بنشر بروفايلات عن شخصيات الظل تتضمن بعض أنشطتهم المالية والتجارية، وعلاقاتهم بالطبقة السياسية، في محاولة للاقتراب أكثر من أسباب الانهيار المالي والكارثة الاقتصادية.
وقفت وراء الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان شخصيات ظل لم تنل نصيبها من التقصي والتناول، على نحو ما نالت الشخصيات العامة التي وقفت وراء هذا الانهيار من أمثال نبيه بري وجبران باسيل وسعد الحريري ورياض سلامة وغيرهم. وشخصيات الظل هذه لم تكن بعيدة من المنظومة الحاكمة ومن الفساد الهائل الذي شهده لبنان في العقود الثلاثة الفائتة. مصرفيون ووسطاء ورجال أعمال راكموا ثروات بعيداً من المساءلة، وارتبطت أنشطتهم المالية والمصرفية بشبهات فساد، وأداروا في الظل ثروات سياسيين، وتقاطعت عندهم مصالح شخصيات المنظومة، التي تنازعت في السياسة وأقامت شراكات تواطأت فيها على المال العام، وانتهت إليها العطاءات والمناقصات.
ورجال الظل هؤلاء نجحوا في البقاء خارج التناول، على رغم هامش الكشف الكبير الذي استهدف الشخصيات العامة من أمثال جبران باسيل ونجيب ميقاتي ونبيه بري ورياض سلامة. فخلف هؤلاء، وعلى بعد خطوة واحدة يقف رجال مثل سمير حنا ونبيل عون وعلاء الخواجة وأنطون الصحناوي ومروان خير الدين، وغيرهم ممن ظهرت أسماؤهم في ملفات ارتبطت بالفساد أو بالهندسات المالية أو بشركات الـ”أوف شور” إلى جانب أسماء أبناء السياسيين وأشقائهم.
ولشخصيات الظل محافلهم التي تعج بالعاملين في الشأن العام، وصالوناتهم التي يلتقي فيها عشرات السياسيين، يجتمعون حول موائدهم وهناك يتجاوزون نزاعاتهم. فحين سألنا أحد النواب مثلاً عما يجمعه بنبيل عون بعدما التقينا بهما في أحد المطاعم، أجاب بأن الأخير صديق السياسيين بمختلف أطيافهم، وعلى مائدته يلتقي في المساء من كانوا قد اصطدموا في الصباح على شاشات التلفزيون.
ثم إن الخصومات تترجم على نحو آخر في مجتمع الظل السياسي، فحين أقدم رئيس الجمهورية السابق ميشال عون على التجديد لرياض سلامة عام 2016 فعل ذلك بضغط من ابنته ميراي بعدما كان سلامة قد خصص بنك “سيدروس” بحصة من الهندسات المالية، لكن جبران لم يكن راضياً على هذه الخطوة، ليس بسبب موقفه من سلامة، إنما لخصومة عائلية مع ميراي! ولطالما قدم سلامة رشاوى لسياسيين ولأقربائهم على هذا النحو، وهو ما مكنه من البقاء 30 عاماً في منصبه.
هذه عينة عن الوقائع التي تدور في مجتمع الفساد والصفقات اللبنانية، لكن عشرات الوقائع الموازية يمكن أن تؤلف عالماً تقمشه الصفقات وترعى شعائره، فلكي تتقدم بطلب لترخيص من مصرف لبنان، عليك أن تعتمد صهر الحاكم محامياً لك، وللأخير علاقات مع صهر مدير عام “بنك عوده”. وعالم الأصهار في مجتمع الظل لا يقل انتشاراً عنه في مجتمع السياسيين، ففي مقابل صهر الجمهورية (جبران باسيل) وصهر مجلس النواب (أيمن جمعة) وابن عمة الحكومة (نادر الحريري)، لدينا الصهر السابق لمصرف لبنان (شفيق أبي اللمع) وصهر بنك عودة (خليل الدبس)، ومثلما تقوم العلاقات بين أصهار السياسيين على مصالح لا تشبه انقساماتهم السياسية، كذلك تبنى علاقات بين أصهار المصارف في شراكات نرصد أثرها في الجنات الضريبية عبر أسهم في شركات أو عقارات.
“درج” يبدأ اليوم بنشر بروفايلات عن شخصيات الظل تتضمن بعض أنشطتهم المالية والتجارية، وعلاقاتهم بالطبقة السياسية، في محاولة للاقتراب أكثر من أسباب الانهيار المالي والكارثة الاقتصادية.
سننشر بشكل أسبوعي قصة واحد من هؤلاء، وسنسبق النشر بإعطائهم حق الرد على المعلومات الواردة في القصص التي سننشرها، واليوم نبدأ برئيس مجلس إدارة “بنك عوده”، المصرف الأبرز الذي ارتبط اسمه بــ”الهندسات المالية”، سمير حنا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|