إسرائيل والجهاد لا يريدان الحرب... فهل تصمد هدنة غزة؟
يسود الهدوء اليوم في غزة بعد أن دخلت الهدنة حيز التنفيذ بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد في الساعات الأولى من الصباح إثر جولة تصعيد دموية بين الجانبين استمرت ثلاثة أيام وأسفرت عن مقتل 44 فلسطينيا. الساعات الأخيرة ما قبل الهدنة شهدت تصعيداً مع قصف إسرائيلي لموقعين في قطاع غزة، وإطلاق حركة الجهاد دفعات من الصواريخ باتجاه مطاري تل أبيب وبن غوريون ومستوطنات غلاف غزة ووسط إسرائيل، ونفّذ الجيش الإسرائيلي ما قال إنه ضربة ختامية على موقع حطين في خان يونس، التابع لحركة الجهاد، فيما دوّت صافرات الإنذار جنوب إسرائيل.
مصر، راعية الهدنة، أكّدت في بيان أنها كثفت اتصالاتها مع كافة الأطراف لاحتواء التصعيد الحالي، داعية إلى "وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل"، ومشددةً على "التزامها بالعمل على إطلاق سراح الأسيرين خالد عواودة وبسام السعدي". من جهته، رحّب الرئيس الأميركي جو بايدن بالهدنة، حاضًّا جميع الأطراف على تنفيذها بالكامل. ويرى محللون أن هذه الجولة الأحدث من المواجهات بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي تعد الأكثر حدة منذ أيار 2021 وتؤكّد أن غزة باتت ساحة لتصفية الحسابات من جديد، بين إيران من جانب وإسرائيل من جانب آخر، في وقت يدفع فيه المدنيون الفلسطينيون ثمن التكلفة الباهظة للحرب. ورغم أن دخول شاحنات وقود الى قطاع غزة منذ التاسعة صباحاً دليل على دخول الهدنة حيز التنفيذ، يعتبر مراقبون أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة وسط تخوف من تجدد النار على اعتبار أن الاتفاق هشّ ويمكن أن يُخرق في أي لحظة. فهل سيصمد وقف إطلاق النار في غزة؟
العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يرى عبر "المركزية" أن "الطرفين غير راغبين بالاستمرار في التصعيد والدخول في حرب. الحكومة الإسرائيلية الموقتة حاولت عبر هذه المناورة العسكرية قطع الطريق أمام إمكانية إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو رئسياً للحكومة. وارادت أن تقول نحن كفريق سياسي جديد قادرون على اتخاذ قرار السلم أو الحرب إذ بدأنا التصعيد ورد الجانب الآخر فدخلنا معه في مواجهة عسكرية ولدينا القدرة على وضع حدّ لها عند تحقيق أهدافنا. بالتالي، هذه المناورة هدفها الانتخابات للقول إن نتنياهو ليس الوحيد القادر على اتخاذ قرارات من هذا النوع ضد الفلسطينيين".
من جهة أخرى، يشير عبد القادر إلى أن "الجوّ العام يوحي بأن إسرائيل لا تريد الانجرار إلى حرب بأي ثمن، خصوصاً على الجبهة مع لبنان. في المقابل، يحاول "حزب الله" الاستفادة في الداخل من إدراكه للقرار الإسرائيلي للتصعيد إعلامياً على الأقل لمواجهة الحملة التي تعرّض لها حول موضوع السيادة من مختلف الفرقاء السياسيين اللبنانيين لا سيما من الجانب المسيحي".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|