سليمان فرنجية بدأ يعدّ الأيام
يكاد الموقف الذي أدلت به السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، خلال "تِمشاية" على هامش زيارتها رئيس مجلس النواب نبيه بري، هو الفيصل. "لماذا نكون ضد سليمان فرنجية وماذا لو انتُخب؟" نظرياً، تقرأ شيا، ومن خلفها إدارتها في واشنطن جيداً في الملف اللبناني، ومن خلالهما، يقرأ الساسة بدقة في الكتاب الأميركي.
لكن، وعلى أي حال، يتطلّب انتخاب رئيس تيار "المردة" من الوزير السابق سليمان فرنجية، أن يتقدم بخطوة جدّية إلى الأمام، يتجنّبها إلى حينه على الأقل، تبعاً للظروف السياسية المحيطة بالحلفاء.
الإتصالات مع "حزب الله" وآخرين، سواء من خلاله مباشرةً أو بوساطة محيطين به، وعلى أكثر من صعيد، فُهم منها أنها تُنهي العمل على ترتيب موعد إعلان الترشيح، وأنه يُحسب كخطوة ضرورية، تشكّل مقدمةً للخوض في الخطة التالية، ألا وهي تحويل هذا الترشيح إلى أرقام، وفي النهاية تقريشها داخل الصندوق.
من يواكب فرنجية وحراكه، يتأكد له أن رئيس "المردة"، يحتاط جداً وتنتابه "لحظة تأمل"، وأنه لم يعد هناك متّسع من الوقت. طلب من "حزب الله" أن يُسرّع في آلية حسم أموره ناحيته. عاد إليه الحزب بأن الأمور محسومة بالنسبة إلى تبنّيه مرشّحاً رئاسياً وما يحتاجه الأمر سوى لإعلان ترشيح رسمي من جانبه (فرنجية). لكن العبارة رُبطت بآخرى: "حين تنضج الظروف". طلب فرنجية النقاش في التوقيت دون تحديده، لكنه فهم سريعاً أن مدلول انتظار الحزب يتأتى من رغبته في "شدّ" الترشيح وتأمين إحاطة شاملة حوله. فعاد إلى رقعة الإنتظار، لكنه قيّدها على ما يبدو بتوقيتٍ غير بعيد.
عند الخوض في شؤون بنشعي، يتّضح دون مواربة، أن فرنجية يعتصره الألم من مدى انتظاره الحزب كي يسوي أوضاع الحلفاء. بات على قناعةٍ كافية ومطلقة، أن الأمور بين التيار والحزب "مِش راكبة"، ونتائجها ترتدّ إيجاباً عليه، وبالتالي، إن الزمن اليوم هو أفضل توقيت لحسم إعلان الترشيح.
لـ"حزب الله" حساباته أيضاً. رغم حالة "الصّرَع" التي تشهدها العلاقة مع "التيّار"، والصدمة والذهول من تحوّل القواعد، من عشّاق، لأعداء. غير أنه لا ينوي أن "يقطع نهائياً" مع باسيل. أمورٌ لا بدّ لفرنجية من فهمها وتفهّمها، وختاماً، "حزب الله"، وإن بات مفروضاً عليه إنهاء علاقته مع "التيّار"، لكنه لا يريد أن يخسره، على الأقلّ كصديق.
إذاً يكفي فرنجية انتظاراً ولا بدّ من خيارٍ إذاً، يبدو الحزب أقرب إلى إعلانه أو يكاد. يصبح من بعد ذلك حلالاً البدء في حساب الأرقام من تاريخ إعلان الترشيح ضمن مسار لا يتوقع أن يدوم فيه كمرشّح أكثر من 3 أشهر، فإمّا أن يصبح رئيساً أو لا.
في الطريق إلى ذلك، يرفض الحزب، الدخول في فرنجية من دون إتمام واجبات الرئاسة من أرقام وما شاكل. من جهة أخرى، يجد آخرون أنه على الحزب، الإسراع في حسم خياراته دون انتظار أجواء الخارج التي تتلاعب في الأجواء اللبنانية، من خلال تسريبات متعمّدة في غالبية الأحيان. ما يجب الإلتفات إليه جيداً، تأثّر رئيس المجلس والشريك في آن، بالموقف السعودي الذي بدا رافضاً إلى حدٍ ما لخيار فرنجية، كما فهم مبعوث عين التينة الوزير علي حسن خليل، أخيراً إلى السفارة السعودية. فهل كان استطلاع الموقف الأميركي من خلال السفيرة محاولة من بري للإطمئنان رئاسياً؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|