"قيمة المسيحيين لا ترتبط بالعدد" بل بعطاءاتهم للبنان والعالم العربي!

"نسبة المسيحيين في لبنان باتت 19,4%"، كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال اطلالته التلفزيونية الاخيرة ما زال يتفاعل، ويطرح العديد من التساؤلات في المجتمع المسيحي الذي يعيش قلقا وجوديا نتيجة ازمات الداخل التي لا تنفصل عن ازمات المنطقة... وربما العالم.
هل كلام ميقاتي خطأ في التقدير يجب طيه بمجرد انتهاء الحلقة، ام انه مقدمة لطرحات لطالما خشي منها المسيحيون، ومنها المثالثة، وابعادهم عن مناصب اساسية وقيادية وحساسة "هي من حصتهم عرفا"؟..

يرفض رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد، عبر وكالة "أخبار اليوم"، كل هذه النظريات، مشددا على انه لم يتكل المسيحيون في لبنان او في المنطقة يوما على عددهم، فـ"قيمتهم لا ترتبط بالعدد"، لافتا الى ان لدى مسيحيي الشرق ما ليس موجودا لدى مسيحيي الغرب "انهم يشهدون للمسيح في بيئة ليست بيئتهم"، كما ان "المسلمين الذين يعيشون معهم يعترفون ويقبلون هذه الشهادة"، وهم مع المسلمين في علاقة تنوع ومصدر غنى.
ويقول سعيد: تجسد هذا المنطق في اتفاق الطائف الذي تكلم بشكل او بآخر عن "وقف العدّ"، وذلك من اجل طمأنة المسيحيين بانه مهما كان عددهم فان موقعهم لا يرتبط بعددهم بل بعطائهم للبلد وللعالم العربي من خلال النهضة ومن خلال ربط هذه المنطقة بالغرب وبالخارج.
واذ يذكر ان المسيحيين قادوا معركة تحرير العالم العربي من التتريك وحافظوا على اللغة العربية وقرأوا الانجيل بلغة القرآن، يضيف سعيد: رغم انني لا اؤيد ميقاتي سياسيا، الا انني اعتقد انه لا يقصد بكلامه تخويف المسيحيين او تهديدهم بل ربما يحاول ان يقول لهم انه في حال لم تنتخبوا رئيسا للجمهورية الامور متجهة الى مرحلة صعبة جدا، وان قال الامر باسلوب غير واقعي.
ويعتبر سعيد ان ردة الفعل على هذا الكلام من قبل الشارع المسيحي كانت ردة فعل OVER DOSE ، فلا ميقاتي كان يقصد ولا كلامه او كلام سواه قادر على اقتلاع المسيحيين من هذه الرقعة من الارض.
ويتابع: علينا الذهاب بهدوء الى القول ان المسيحيين جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة يربطهم بالمسلمين ماضٍ مشترك وحاضر مشترك ومستقبل مشترك، ولا احد قادر على ربط قيمة المسيحيين بالعدد اكان في لبنان او سوريا وصولا الى العراق والاردن وفلسطين، قيمة المسيحيين في هذه الارض بانهم يشهدون للمسيح في بيئة ليست مسيحية.